رفضت المحكمة العليا في مدينة بيشاور شمال غربي باكستان استئنافاً قدمه الرئيس السابق برويز مشرف ضد قرار استبعاده من الانتخابات الاشتراعية المقررة في 11 أيار (مايو) المقبل، وقررت حظر ترشحه مدى الحياة، ما يعرقل جهوده لاستعادة نفوذه عبر الفوز بمقعد في البرلمان. وشكل ذلك أول حكم تصدره محكمة في باكستان بعدم أهلية مواطن لخوض الانتخابات مدى الحياة. وقال كبير قضاتها دوست محمد خان: «الديكتاتور السابق غير مؤهل للترشح لأنه أمر بوضع قضاة كبار وعائلاتهم قيد الإقامة الجبرية، وألغى مرتين دستور البلاد». الى ذلك، قررت محكمة مكافحة الإرهاب في روالبندي التي تنظر في قضية اغتيال رئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو نهاية عام 2007، إخضاع مشرف لإقامة جبرية في منزله بضواحي العاصمة إسلام آباد خلال الانتخابات العامة المقررة في 11 أيار. وكان مشرف عاد إلى باكستان الشهر الماضي، بعدما أمضى 4 سنوات في منفى اختياري، بأمل المشاركة في الانتخابات الاشتراعية، لكن محكمة مكافحة الإرهاب مددت احتجازه الموقت حتى 14 أيار في قضية بينظير بوتو التي يتهم الجنرال مشرف فيها بعدم ضمان أمنها خلال مهرجان انتخابي ل «حزب الشعب» في روالبندي المجاورة لإسلام آباد، وحيث المقر العام للجيش. واتهم المدعي الخاص في وكالة التحقيقات الفيديرالية تشودري ذو الفقار الرئيس السابق مشرف بعدم التعاون مع فريق التحقيق الذي أفاد بأن مشرف رد على سؤال عن سبب عدم توفير حماية أمنية لبوتو بأنها «حظيت بالحماية المطلوبة»، رافضاً المزاعم ضده «خصوصاً أن بوتو كانت هدفاً لإرهابيي حركة طالبان باكستان». وعام 2010، أمرت المحكمة بمصادرة أملاك مشرف وتجميد أصوله المصرفية في باكستان، بعدما رفض الإجابة على أسئلة تتعلق باغتيال بوتو أثناء وجوده في المنفى. وبعد أكثر من خمس سنوات لم يُدن أحد باغتيال بينظير بوتو التي يقود ابنها بلاوال بوتو زرداري (24 سنة) الحملة الانتخابية الحالية ل «حزب الشعب»، لكنه يتجنب التجمعات والاختلاط بحشود لأسباب أمنية. على صعيد آخر، قتل مسلحون مجهولون بالرصاص مرشحاً مستقلاً للانتخابات يدعى عبدالفتاح وشخصين آخرين في منطقة جهال ماغسي بإقليم بلوشستان (جنوب غرب)، ما دفع اللجنة الانتخابية إلى إعلان تأجيل الانتخابات في المنطقة إلى موعد يحدد لاحقاً. وفي مدينة حيدر آباد، أطلق مسلحون النار على عاملين في حركة عوامي المتحدة وأردوهما، كما أصابوا ثالثاً بجروح. واستهدفت تفجيرات وهجمات عدة سياسيين أو تجمعات حزبية أخيراً، مع استعداد باكستان لتنظيم انتخابات عامة.