اعتاد مكسيم شعيا على مغامرات تحدي الذات وتخطّي العقبات واعتلاء القمم، حاصداً النجاحات والإنجازات. فمنذ سنة ونصف سنة وتحديداً عند الخامسة وخمسين دقيقة بالتوقيت المحلي من يوم الاثنين 15 أيار مايو 2006، بات شعيا أول لبناني وثاني عربي يبلغ قمة ايفيرست الأعلى في العالم 8850 متراً. لكن يبدو ان لا حدود لأهدافه وأحلامه التي يحققها بالتأني والمراس والصبر والجهد، لذا سيبدأ مطلع تشرين الثاني نوفمبر المقبل رحلة الى القطب الجنوبي تستمر 65 يوماً يرافقه فيها الكندي ديفون ماك ديارميد والنروجي هانس فوس والبريطاني أندرو مايز. والمعروف أن هذه القارة هي الأكثر صقيعاً وفراغاً على وجه الأرض، تعصف فيها رياح عاتية على مدار السنة ومعدل الحرارة يبلغ 45 درجة مئوية تحت الصفر. وقد أكدّ شعيا صعوبة المهمة قائلاً:"قليلون هم المستكشفون الذين تمكنوا من إتمام هذه الرحلة من ساحل القارة حتى القطب الجنوبي مشياً على الأقدام، وقليلون أكثر الذين أنجزوا هذه المغامرة من دون أي مساعدة شخصية أو تقنية. وهذا ما سأحاول تحقيقه مع زملائي الثلاثة في الفريق. كل منا سيجرّ خلفه مزلاجاً فيه 115 كلغ من كل ما سيحتاجه من معدات وطعام ووقود طوال فترة 65 يوماً". وتأتي هذه الرحلة كجزء من مشروع أوسع هو"الأقطاب الثلاثة"، وقد بدأه شعيا ببلوغ قمة ايفيرست، والذي يفترض أن ينتهي برحلته الى القطب الشمالي في نيسان أبريل 2009. وبذلك، يتمم ما يسمّى"أدفانتشور غران سلام"التي تشمل القمم السبع الأعلى في العالم والتي باشر شعيا تسلّقها عام 2003 إضافة الى القطبين، والذين حققوا ذلك لا يتجاوز عددهم أصابع اليدين. منذ عودته من ايفيرست، وبرنامج شعيا مزدحم بنشاطات ومحاضرات ومواعيد محلية وخارجية تتمحور تحديداً حول عنوان"يوجد ايفيرست لكل شخص"، يحفّز فيها الآخرين خصوصاً الطلاب ويوجههم الى تحقيق أهدافهم وأحلامهم من خلال العمل والاجتهاد والتخطيط السليم. كما يحضّر لإطلاق نشاطات تبرز أهمية رياضة الهواء الطلق والخصائص البيئية وجمال الطبيعة في لبنان. وبالتعاون مع منظمي سباق التزلج السويسري الشهير La Patrouille des Glaciers سينُظّم سباق La Patroiule des Cedres أي"جولة المتزلجين في بلاد الأرز"في الأول من آذار مارس المقبل، وستجرى النسخة الأولى في منطقتي فقرا وفاريا على ارتفاع أكثر من 1500م ضمن مسار تبلغ مسافته نحو 15 كيلومتراً. وسيشارك فيه متزلجون من دول عدة يتسابقون في مجموعات مؤلفة من شخصين أو ثلاثة فضلاً عن 50 عنصراً من الجيش اللبناني. ويتضمن المسار ممرات تقنية ومنحدرات وقمماً. كما يُعدّ شعيا ل"ترياثلون"جبلي يتضمن السباحة والجري وركوب الدراجة الجبلية. يذكر أن شعيا كُرّم معنوياً اذ أصدرت وزارة الاتصالات طابعاً بريدياً يخلّد انجازه على قمة ايفيرست، كتب عليه:" مكسيم شعيا يرفع العلم اللبناني على قمة جبل ايفيرست: 15 أيار 2006". وهو يعتبر هذه اللفتة أفضل تكريم تلقاه. بعد أيام، ينطلق شعيا 46 سنة في مغامرته الجديدة آملاً بأن يستقبل السنة الجديدة في"الصحراء البيضاء". وسيصور وقائع المغامرة كما اعتاد أن يفعل في رحلاته السابقة، وسينقل للمهتمين صوراً وتقارير مباشرة من القارة الجنوبية عبر موقع إلكتروني استحدث خصيصاً: www.thethreepoles.com، فيشاركهم حقيقة الشعور بأن يكونوا معه هناك.