يقترب المغامر اللبناني مكسيم شعيا بحذر من تحقيق حلم لم يدنُ منه الا قلائل. ويحث الخطى مع مغامرين آخرين لبلوغ القطب الشمالي قبل 27 نيسان (أبريل) الجاري، بعدما انطلقوا في 3 آذار (مارس) الماضي من جزيرة وورد هنت أيلاند في أقصى الشمال الكندي، لاجتياز أكثر من 800 كلم، هي المسافة الفاصلة بين الدرجتين 38 و90. في «بعثة بيري المئوية» الى القطب الشمالي، يستخدم كل من المغامرين الثلاثة مزلاجين فقط ويجرّ خلفه أغراضه، ويتواصل مع العالم بواسطة الأقمار الاصطناعية. يسير المتزلجون وتحتهم المياه المتجمّدة وفوقهم السماء، وعندما وطأت أقدامهم أرض الجزيرة الكندية وهمّوا بالانطلاق صافحهم قائد الطائرة التي أقلتهم الى النقطة المحددة وقال لهم: «أهلا بكم في اللامكان». وعانى الثلاثة صعوبات كثيرة وواجهوا أحياناً صقيعاً درجته 60 تحت الصفر، وانطلقوا وسط ظلام دامس قبل أن يحلّ النهار تدريجاً، وبعدما كانوا يتزلجون يومياً نحو ست ساعات، بدأوا يضاعفون الجهد ويسيرون حوالى 10 ساعات، فيما الجليد يتشقق أو يتكسر مشكّلاً هضاباً وجدراناً تؤخّر سيرهم وكأنهم وسط منطقة دمرها زلزال! وعانى أحد المتزلجين من تجمّد أصابعه، وسقط آخر في مياه المحيط بعد تشقق فجائي للجليد. وفي اتصال هاتفي، أفاد شعيا بأن الوصول في الموعد المحدد يسهّل العودة، باعتبار أن القاعدة الروسية في بارنيو (درجة 89 تحت الصفر) تقفل في أواخر نيسان، نظراً لبدء ذوبان الجليد بسبب التغيّر المناخي. ومنها ستنطلق الطائرة الى نقطة القطب لتقلهم بعد إنجاز مهمتهم. سيكون شعيا ورفيقاه قد اقتربا من «النهاية السعيدة» الأربعاء المقبل الذي يصادف «يوم الأرض»، وهي مناسبة لها دلالاتها العالمية في ظل الاحتباس الحراري. أما «الحلم النادر» فسيحققه شعيا مع بلوغه القطب الثالث في مسيرته المميزة، بعدما ارتقى قمة ايفيرست في أيار (مايو) 2005، ووصل القطب الجنوبي أواخر عام 2007 بعد رحلة على الأقدام استغرقت 47 يوماً.