خلال أقل من أربعة أعوام، وهي عمر شراكتهما، استطاع كلّ من الشاعر عمر ساري، والموزّع الموسيقي خالد مصطفى، إثبات نفسيهما كرائدين في ثورة الغناء الشبابي الأردني، عبر اكتشاف كثير من المواهب، تحوّلت بفضل كتابتهما وتلحينهما إلى نجوم على ساحة الغناء العربي. حول تجربتهما كثنائي يقول خالد:"بدأت مسيرتنا المهنية في العام 2003، فكان عمر يكتب وأنا أوزع، ونلجأ إلى ملحن مختلف في كلّ مرة. كنا في البداية نسجل الأغنية، ونسلّمها إلى المطرب، لكننا مع مرور الزمن بتنا نصوّر الأغنية، مع مخرج موهوب. كانت تجربتنا الأولى مع أغنية"يا أردن يا غالي"التي فتحت أبواب العمل في الفيديو كليب أمامنا على مصراعيها، فصوّرنا"وياك"لهاني متواسي، ثم أخرجنا ألبوم"فن ميكس"بأجزائه الثلاثة، ونحن بصدد إعداد الجزء الرابع منه. يشعر خالد بسعادة كبيرة لمساهمته في إطلاق نجوم أردنيين ينافسون الاصوات العربية عموماً، على غرار ديانا كرزون، وهاني متواسي، وطوني قطان، ويقول:"هدفنا المساهمة في أداء الفنان الأردني الراقي ليكون سفيراً ملائماً للوطن". يرفض عمر أن يرتبط تطوّر الفن الأردني باسم شخص أو اثنين ويقول:"الفن الأردني غنيّ بتاريخه وحضارته، لكن الثورة الغنائية الشبابية الجديدة مرتبطة بجيل، ولا أتجرأ على القول أننا صنعنا هذا الجيل، لكن يمكنني القول إننا ساهمنا في تطوير الغناء العربي بحيث يواكب ما هو سائد في الوطن العربي والعالم. كان الفنان طوني قطان أول اكتشاف لنا وحقق نجوميةً ملحوظة، كمطرب وملحن في وقت قياسي. خلال عامين ساهمنا في ظهور خمسة نجوم أردنيين، على المستوى العربي، وهذا إنجاز بحدّ ذاته". يؤكّد خالد مصطفى أنّ الكثير من الأعمال التي وزّع ألحانها، حقّق نجاحاً كبيراً، كأغنية طوني قطان"بتغيب عليا"وپ"من دونك"، وأغنيتي هاني متواسي"وياك"، وپ"خمرة الحب"، وأغنية"بالعسكرية"لبشار السرحان، وپ"عودلي"لتوفيق الدلو. وعن ارتباط اسمه بالشاعر عمر ساري، يقول خالد:"يسعدني ذلك، فنحن بدأنا كفريق، وإن شاء الله لن نفترق، فيد واحدة لا تصفق، وأنا وعمر متقاربان في الأفكار، وطريقة العمل". أما عمر فيعتبر أنّ أهمّ ما في عملهما كثنائي هو أنّ كلّ شخص يضيف لمسته على العمل فتأتي النتيجة كلاً متكاملاً في قالب ناجح. لا يفكّر خالد في الغناء إطلاقاً، فصوته ليس جميلاً، كما يقول، مع أنّه سبق أن غنى بالصدفة أغنية بعنوان"يُحكى أن"، التي نجحت في السوق، لأنها أغنية"صرعة"، وفق رأيه. يعتبر خالد، الذي يعجبه عمل حميد الشاعري وطارق مذكور في مجال التوزيع الموسيقي، أنّ صوت ديانا كرزون هو الأجمل على الساحة الغنائية الاردنية، وهو يعدّ راهناً أغنيات جديدة للمغني بشار الغزاوي إضافةً إلى عمل للفنانة الجزائرية سلمى غزالي، والعراقي إلهام مدفعي، وأغنية جديدة للأردن بضخامة"يا أردن يا غالي". أما مشاريع عمر فكثير منها رهن خطط الفنانين التسويقية، ويعلّق:"راغب علامة أخذ كلمات أغانيه مني قبل ثلاث سنوات، وجدّد تعاونه معي عبر أغنيات جديدة لم تبصر النور بعد"، مشيراً إلى أنّه كتب قصيدة مخصصة للبنان، غنّتها الفنانة السعودية وعد تقول كلماتها:"سلام سلام يا لبنان ويا لبنان سلامي، يا اسم عانق الأحلام وعلا بمجدك السامي". ويؤكد عمر وخالد أنّ الفنّ مشوار ورسالة يأخذانها على محمل الجد والمسؤولية معتبرين أنّ الشهرة حلم كلّ فنان ودليل نجاحه، شرط ألا يصاب الفنان بالغرور.