استمرت أمس محادثات اليوم الثاني في شأن اتفاق التجارة الحرة بين كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة، مع توقع التوصل خلف الكواليس إلى تسوية في شأن السيارات والقضايا الحساسة الأخرى في اختتام المفاوضات التي تستغرق خمسة أيام. وأفادت وكالة أنباء "يونهاب" بأن الجولة السادسة من المحادثات التي انطلقت في حزيران يونيو الماضي، دخلت سباقاً مع الزمن من أجل التوصل إلى اتفاق قبل انتهاء العمل بسلطة"الإجراءات السريعة"التي يتمتع بها الرئيس الأميركي جورج بوش والخاصة بترقية التجارة، في الأول من تموز يوليو المقبل. ووفقاً لسلطة ترقية التجارة التي يتمتع بها بوش، يكون الثاني من نيسان أبريل المقبل آخر موعد للمفاوضين الأميركيين لتقديم الاتفاق إلى الكونغرس لمراجعتها في فترة لا تزيد على 90 يوماً قبل التصويت عليها بالموافقة أو الرفض من دون إجراء أي تعديلات. ويجب أن يوافق البرلمان الكوري الجنوبي على الاتفاق، لكن القيد الزمني للولايات المتحدة زاد مخاوف ألا يُحسَم الأمر في الموعد المحدد. وذكر مسؤولون كوريون جنوبيون أن الجانبين قررا بصورة"موقتة"عقد جولة أخرى في شباط فبراير المقبل لإتمام المحادثات. ووفقاً لمسؤولين كوريين جنوبيين، اتفق الطرفان خلال المحادثات التي تجرى في سيول، على التركيز على القضايا"الأقل حساسية"مثل إزالة التعرفة الجمركية على البضائع المصنعة، والمنافسة وحقوق الملكية الفكرية. وذكر الجانبان أن أهم ثلاث قضايا حساسة قوانين منع الإغراق، والسيارات والأدوية ستتم مناقشتها في محادثات غير رسمية تجمع رئيسي وفدي الطرفين. وتطالب كوريا الجنوبية بإجراء تعديل على القوانين الأميركية لمنع إغراق السوق، والتي درج على استخدامها في الغالب لتقييد صادراتها في شكل جائر. وتسعى الولاياتالمتحدة إلى حماية حقوق براءة اختراع أدويتها وتطالب بتعديل نظام الضرائب الكوري الجنوبي من أجل توسيع تصدير السيارات. وقال رئيس الوفد الكوري الجنوبي المفاوض كيم يونغ هون:"لن نقدم امتيازات بشأن السيارات والأدوية ما لم يتم تحقيق تقدم في قضية قوانين منع إغراق السوق". وتقول رئيسة الوفد الأميركي المفاوض ويندي كوتلر ان الاتفاق لا يزال قابلاً للتوقيع في الوقت المحدد، معتبرةً أن"تحدياتنا حقيقية، لكنها ليست تعجيزية". وأكدت أن"الولاياتالمتحدة مستعدة لتحقيق تقدم في هذه القضايا الثلاث، في المحادثات التي ستجرى على مستوى رئيسي وفدي الطرفين". ويرابط خارج قاعة المحادثات 15 ألفاً من عناصر شرطة مكافحة الشغب، من أجل حماية المفاوضات. ونظم مزارعون وناشطون مناهضون للعولمة تظاهرات واسعة النطاق أمس. الرئاسة على صعيد آخر، قرر رئيس الوزراء الكوري الجنوبي السابق غوه كون الانسحاب من التنافس على الرئاسة في الانتخابات التي ستنظم في كانون الأول ديسمبر المقبل. ونقلت وكالة أنباء يونهاب عن غوه قوله في مؤتمر صحافي مفاجئ عقده في مكتبه لحملة انتخابات الرئاسة:"تألمت كثيراً وقررت عدم خوض الانتخابات الرئاسية لعام 2007". وأضاف:"قررت أيضاً التوقف عن ممارسة الأنشطة السياسية ابتداء من اليوم".