حذرت كوريا الجنوبية الشطر الشمالي أمس، من أنه يتحمل عواقب تصعيد الأزمة الناجمة عن طموحاته النووية، في مؤشر إلى تشديد سياستها حيال بيونغيانغ بعد القمة التي عقدها الرئيس الكوري الجنوبي روه مو هيون مع الرئيس الأميركي جورج بوش في واشنطن الأسبوع الماضي. وأبلغ وزير الوحدة الكوري الجنوبي جيونغ سي هيون البرلمان أن بلاده تستعد للرّدّ على ممارسات محتملة من كوريا الشمالية مثل التجارب الصاروخية أو الإعلان عن معالجة الوقود النووي لتصنيع قنابل. وقال: "في حال اتخذت كوريا الشمالية تدابير إضافية فإن التعاون بين الكوريتين سيتأثر". وأضاف: "إذا استعدت كوريا الشمالية لإطلاق صاروخ أو أعلنت أنها استكملت معالجة الوقود النووي، في هذه الحال، لا بد من أن نرد على ذلك بالتنسيق مع الولاياتالمتحدةواليابان. ونحن نستعد في شكل ملائم". وشكل ذلك تحولاً واضحاً في موقف سيول التي كانت تميز بين مبادلاتها الاقتصادية مع بيونغيانغ والطموحات النووية لكوريا الشمالية، في وقت توجه وفد من الجنوب إلى الشمال لإجراء محادثات اقتصادية تستمر أربعة أيام. وقال رئيس الوزراء الكوري الجنوبي غوه كون إن "المشكلة النووية في كوريا الشمالية ستؤثر على المبادلات بين الكوريتين إذا تفاقمت". وأوضح أن سيول ستحترم إعلاناً مشتركاً للرئيسين روه وبوش نشر في ختام القمة التي عقداها في واشنطن الأسبوع الماضي. ويربط الإعلان المبادلات بين الكوريتين بالمسألة النووية ويحذر من اتخاذ تدابير إضافية إذا تفاقمت الأزمة. وأضاف غوه أن سيول "ستتعامل مع كوريا الشمالية بمرونة وواقعية". وفي المقابل، انتقدت كوريا الشماليةالولاياتالمتحدة التي طالبت بمعاقبتها على قرار الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي. وقالت وكالة أنباء كوريا الشمالية إن انتقاد الولاياتالمتحدة لها خلال اجتماع مراجعة تمهيدية للمعاهدة عقد في جنيف أخيراً، هو مؤامرة تهدف إلى تضليل الرأي العام وعزل كوريا الشمالية. إلى ذلك، توعدت بيونغيانغ المسؤولين اليابانيين برد قوي، إذا حاولوا تعديل القانون للحد من التحويلات التي يرسلها الكوريون الشماليون العاملون في اليابان. وجاء ذلك في وقت يبحث الحزب الديموقراطي الحر الحاكم في اليابان تغيير قوانين الصرف الأجنبي ليكون تحويل مبالغ نقدية إلى كوريا الشمالية أصعب. وذكرت صحيفة "رودونغ سينمون" الكورية الشمالية الرسمية أن مثل هذه الخطوات "استفزاز". ويعيش نحو 600 ألف كوري في اليابان ونحو ثلثهم من كوريا الشمالية. وتحويلات العاملين الكوريين أحد مصادر العملة الصعبة المحدودة لبيونغيانغ.