لا ريب في أن احتمالات إسهام الاجتياح الأثيوبي الصومال في إرساء الأمن والاستقرار في هذا البلد ضئيلة. ولا ينتظر ان تنجح القوات الأثيوبية في مساعدة الحكومة الصومالية الانتقالية على إرساء حكمها. فانحياز قوة أجنبية، سواء كانت أثيوبية أم غير أثيوبية، الى طرف صومالي دون غيره، وإهمالها التوصل الى حل شامل للمشكلة الصومالية يذكيان اضطراب أمن هذا البلد. وذهب رئيس الوزراء الأثيوبي، ميليس زيناوي، الى أن الاسلامويين يسعون الى ضم أراض أثيوبية متنازع عليها الى حكومتهم، وأن اجتياح الصومال يحمي السيادة الأثيوبية ويضمن وحدة أراضيها. والحق ان واشنطن تنظر بعين الرضى الى مكافحة الأثيوبيين الخطر الاسلاموي. وفي حين يقلق بعض المراقبين من رعاية"المحاكم الاسلامية"ارهابيي"القاعدة"، يغفل هؤلاء أن كلا القوات الاثيوبية، وقوات الحكومة الانتقالية، عاجزتان عن الحؤول دون استباحة الإرهابيين الأراضي الصومالية، وعن ضبط الساحل الصومالي الشاسع. ولا ريب في ان أديس أبابا تسعى الى الحفاظ على تفوقها الإقليمي. ففي العقود الأربعة الماضية، شنت أثيوبيا أكبر عدد من الحروب في القرن الأفريقي. ولكن حربيها، في الستينات والسبعينات، مع الصومال كانتا دفاعيتين، ورمتا الى مواجهة الهجمات الصومالية عليها. فالصومال اعتبرت، في حينه، جارتها الأثيوبية دولة استعمارية أسهمت في تقطيع أوصالها، وسلبتها مقاطعة أوغادين، ومعظم سكانها من الصوماليين. وعلى خلاف الحربين هاتين، ليست حرب أثيوبيا على أريتريا حرباً مبررة. فكل من أثيوبيا وأريتريتا انساقتا وراء أهواء الرئيسين الأثيوبي، زيناوي، والأريتري أفوارقي، في 1998. وعزز سعي الرئيس الاميركي بيل كلينتون الى وقف هذه الحرب اعتداد زيناوي وأفوارقي بنفسيهما. ويرمي زيناوي، اليوم، الى انتزاع إعجاب الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة ودول الجوار به، وتقديرهم، واعتباره قائداً افريقياً كبيراً يكافح الإرهاب الإقليمي. ولا ريب في ان اجتياح الصومال هو رسالة تحدٍ الى أريتريا، وهذه تدعم"المحاكم الإسلامية"، واستعراض قوة أثيوبيا العسكرية. وقد يكون مآل الحرب الأثيوبية على الصومال مشابهاً لمآل الحرب الأميركية على العراق. ففي وسع القوات الأثيوبية إلحاق الهزيمة بالصومال عسكرياً، ولكنها قد تفشل في القضاء على الاسلامويين. عن سامويل ماكيندا ، "دايلي نايشن" الكينية ، 2 / 1 / 2007