سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خادم الحرمين الشريفين والرئيس المصري أكدا دعمهما رئيس الحكومة اللبنانية في اليوم الأول لجولته العربية . مبارك للسنيورة : نأمل بأن تذهبوا الى "باريس - 3" صفاً واحداً
باشر رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة جولة عربية تحضيراً لمؤتمر "باريس - 3" لدعم لبنان، وحصل في الرياضوالقاهرة على دعم سعودي ومصري وحرص على وحدة الموقف اللبناني. واستقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في مقر إقامته في روضة خريم، الرئيس السنيوره والوفد المرافق. ورحب الملك عبد الله برئيس مجلس وزراء لبنان في المملكة العربية السعودية، ورد السنيورة بالاعراب عن شكره وتقديره للملك على ما وجده ومرافقوه من حسن الاستقبال وكرم الضيافة. وأقام خادم الحرمين الشريفين مأدبة غداء تكريماً للسنيورة والوفد. وحضر الاستقبال والمأدبة وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير متعب بن عبد العزيز ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل والأمير عبد الاله بن عبد العزيز والأمير فيصل بن عبد الله بن محمد مساعد رئيس الاستخبارات العامة والسفير السعودي لدى بريطانيا وارلندا الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز، والأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية والأمير بندر بن سلمان بن محمد مستشار خادم الحرمين الشريفين والأمير عبد العزيز بن سطام بن عبد العزيز والأمير مشعل بن عبد لله بن عبد العزيز الوزير المفوض في وزارة الخارجية، والمقدم طيار تركي بن عبد الله بن عبد العزيز والأمير سعود بن عبد الله بن عبد العزيز وعدد من المسؤولين. وكان الوزير سعود الفيصل استقبل السنيورة في مطار الملك خالد الدولي في الرياض. وتركزت مباحثات الرئيس المصري حسني مبارك مع السنيورة في القاهرة أمس، على التحضيرات لمؤتمر"باريس - 3". وفيما أكد السنيورة لمبارك أهمية عقد المؤتمر، عبّر الرئيس المصري عن أمله في"أن يذهب لبنان إلى المؤتمر صفاً وموقفاً واحداً". ووصف السنيورة مباحثاته مع مبارك، التي استمرت أكثر من ساعتين، بأنها كانت"طيبة للغاية"، وقال في تصريح عقبها، انه شكر مبارك لدعمه، وأنه لمس منه"استعداداً طيباً لاستمرار دعم لبنان الذي له مكانة متميزة في قلب الرئيس مبارك والمصريين". وأضاف ان"العرب جميعاً والمصريين أيضاً يدركون مدى المعاناة التي عاشها اللبنانيون على مدى أكثر من 30 عاماً، وأنهم في حاجة للدعم حتى يتمكنوا من تخطي المشكلات التي تراكمت على مدى فترة طويلة، وكان آخرها العدوان الإسرائيلي الأخير الذي كان للبنان بسببه نصيب كبير من الدمار والخراب، ولكن لبنان - والحمد لله - بصمود اللبنانيين وعملهم وتضامنهم وموقف حكومتهم إضافة إلى دعم الأشقاء والأصدقاء استطاعوا أن يمنعوا إسرائيل من الانتصار". وعبّر السنيورة عن أمله في"أن تسفر جولته العربية الحالية عن نتائج طيبة"، وقال:"أغادر القاهرة ممتناً لما لمسته من الرئيس مبارك". وعن كيفية الحصول على نتائج لدعم لبنان من مؤتمر باريس ومجلس النواب اللبناني لا يجتمع لتشريع هذه النتائج في صيغة قانونية، قال السنيورة:"مشروعات القوانين وغيرها يفترض أن تتم بسرعة وهي بحاجة إلى عقد المجلس النيابي الذي سيجتمع حتماً في وقت من الأوقات"، مشيراً إلى أن"المهم أن نتوصل إلى توافق مع الأشقاء والأصدقاء لدعم لبنان ونضع هذه النتيجة تحت تصرف اللبنانيين الذين لديهم كل المعرفة أنه في محصلة الأمر يجب أن نحفظ استقرار الأوضاع المالية والاقتصادية ونحافظ على مستوى معيشة اللبنانيين". وأشار الى أن"النتائج التي سيتمخض عنها مؤتمر باريس ستكون دافعاً حقيقياً من أجل السعي لدى الجميع في عودة المؤسسات الدستورية وهذا الأمر يجب أن يتم بغض النظر عن أن هناك مؤتمراً يتطلب تنفيذاً وإجراءات تجب دراستها من قبل المجلس النيابي والنظر فيها وبالتالي العمل على إقرارها". ودعا إلى"الإسراع بعودة المؤسسات الدستورية إلى العمل لأن هكذا تستقيم الأمور". وعن إمكان عقد جلسة نيابية برئاسة نائب رئيس المجلس لتشريع مشروعات القوانين المتعلقة بنتائج المؤتمر، قال السنيورة:"لا داعي للتفكير في هذا الموضوع الآن". وعن تقرير لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري والذي يشير إلى عدم التعاون الكافي من عشر دول، أكد السنيورة أن"هذا فعلاً ما ورد في التقرير ولكننا كحكومة لم نُعلم بهذا الأمر قبل وروده في التقرير، ونحن كنا دائماً نقول وما زلنا نتصرف على أساس أن هناك رغبة دائمة من الحكومة اللبنانية بعدم التدخل في عمل المحقق الدولي وليس هناك طلب قدم للحكومة اللبنانية بأن تسعى من طرفها من أجل مساعدته وهو لم يتقدم بهذا الطلب ولم يطلب المساعدة"، مشيراً إلى أنه"تم الاتفاق في مجلس الأمن ما بين المحقق الدولي ونائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون القانونية من أجل تذليل العقبات التي قد يواجهها في هذا الشأن". وفي شأن المبادرة العربية لحل الأزمة السياسية فى لبنان، قال السنيورة:"إن مصر والرئيس مبارك بلا شك يدعمان المبادرة العربية التي يحملها الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى"، مؤكداً أنها"المبادرة الجدية الوحيدة الموجودة حالياً على الطاولة". ودعا إلى مواصلة تشجيع تلك المبادرة، موضحا أنه سيجري اتصالاً مع موسى لتحديد موعد للقاء بينهما. السنيورة: الحل ليس عبر الشارع ونفى السنيورة وجود مبادرة منفردة من إحدى الدول العربية. وفي رده على سؤال عن تهديد المعارضة بإغلاق الطرق وطريق المطار، قال السنيورة:"إنني أوجه كلمة لكل الأخوة في لبنان بأن العالم كله يتطلع إلينا خصوصاً بعد وقفة الصمود في وجه العدوان الإسرائيلي، وليس هناك من مجال للوصول إلى حل عبر الشارع بل الحل سيكون عبر المؤسسات والحوار من أجل إيجاد حلول تضمن انتصار اللبنانيين لإعادة بناء لبنان، وليس عبر عمليات انقلابية ويجب أن نعلم أن حرية اي فرد تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين". من جانبه، صرح الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير سليمان عواد بأن"الرئيس مبارك يولي اهتماماً كبيراً بنجاح مؤتمر باريس - 3 لدعم لبنان ويتابع اتصالاته مع الدول المانحة سواء العربية أو الأجنبية"في هذا الصدد. وقال إن"الرئيس مبارك يأمل أن يذهب اللبنانيون إلى المؤتمر صفاً واحداً وشعباً واحداً وموقفاً واحداً لأن الشعب اللبناني هو المستفيد في النهاية"، موضحاً أن"جهود مصر لا تتوقف مع كل الأشقاء في لبنان وعلى كل المستويات وأن مصر تحتفظ بمسافة متساوية مع كل الشركاء اللبنانيين ولا تفرق بين أي من القوى السياسية اللبنانية سواء الأكثرية أو المعارضة". الدولة الفلسطينية وزيارة رايس وعما يتردد من أفكار عن إقامة دولة فلسطينية بحدود موقتة، قال عواد:"إن المرحلة الثانية من خارطة الطريق تتضمن إقامة دولة فلسطينية ذات حدود موقتة وعقد مؤتمر دولي"، مشيراً إلى أن"في الوقت نفسه فإن خارطة الطريق تعثرت في تنفيذها للمرحلة الأولى". وأوضح"أن الرئيس الفلسطيني والأشقاء في فلسطين يتحسبون كثيراً من إقامة دولة فلسطينية ذات حدود موقتة وأن هذه الدولة ذات الحدود الموقتة يمكن أن تصبح وتبقى دولة فلسطينية موقتة". وأضاف أن الرئيس مبارك بعث رسالة إلى الرئيس الأميركى جورج بوش وأن"لديه تصوراً وأفكاراً ومقترحات محددة في رسالته ويزمع التطرق إلى تفاصيلها على وجه الدقة والتحديد لدى استقباله لوزيرة الخارجية الأميركية غداً". وتشمل جولة السنيورة أيضا قطر والكويت والبحرين والإمارات وسلطنة عمان. ويرافق الرئيس السنيورة في الجولة الوزراء: طارق متري، جهاد ازعور وسامي حداد، والمستشارون: رضوان السيد، رولا نور الدين، محمد شطح وعارف العبد. من جهته، أكد وزير الإعلام اللبناني غازي العريضي أهمية المشاورات التي أجراها السنيورة في مصر، مشدداً على الدور المصري الإيجابي في حماية الوحدة الوطنية اللبنانية والوفاق الداخلي. وأشار الوزير العريضي الى أهمية إقرار المشروع الإصلاحي للحكومة وفائدته الاقتصادية بالنسبة الى كل اللبنانيين، ودعا جميع الفرقاء الى حوار حول كل المشاكل. وقال الوزير العريضي لإذاعة"صوت العرب"ان هناك ارتياحاً وتقديراً للدور المصري، وان لبنان يتكل على الدعم المصري والسعودي وان التشاور والتنسيق قائمان بين الدولتين بشأن لبنان. وشدد على الحوار بين اللبنانيين والابتعاد عن لغة الشارع والتهديد والتخوين والوعيد بما يسمح بنجاح المبادرات العربية وفي مقدمها مبادرة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى.