تبلغ رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز بتغطية رسوم تسجيل جميع الطلاب اللبنانيين في كل المدارس الرسمية في لبنان للعام الدراسي المقبل. وأعلن هذه المبادرة السفير السعودي لدى لبنان عبدالعزيز خوجة بعد اجتماع عقده امس, في السرايا الكبيرة مع الرئيس السنيورة، في حضور وزيري الإعلام غازي العريضي والتربية خالد قباني. وقال خوجة:"أبلغت الرئيس السنيورة مبادرة خادم الحرمين الشريفين تغطية المملكة رسوم تسجيل جميع الطلاب اللبنانيين في كل المدارس الرسمية في لبنان. وتلقى الرئيس السنيورة هذا الخبر بكل سرور، موضحاً ان وزير الخارجية سعود الفيصل كان ابلغه هذا القرار خلال الاتصال الهاتفي الذي تم أول من أمس، وهذه المبادرة هي لإظهار التضامن الكبير بين المملكة السعودية وبين لبنان، وهذا التضامن بين القيادتين والحكومتين والشعبين الراسخ والقوي، ونحن سعداء بأن تترجم كل هذه الأشياء في شكل ملموس يعني حياة الإنسان اللبناني وخصوصياته، وهذه الأمور ترمز الى العلاقة الطيبة". وأضاف:"ان الملك عبدالله يقدر الظروف التي يمر بها لبنان العزيز، ونسأل الله ان تنقشع الغمامة عن لبنان وشعبه، وان يبقى دائماً في عزته ويعود الى ما كان عليه من رفاهية وازدهار". ووصف الوزير قباني خطوة الملك عبد الله بانها"مكرمة جديدة تضاف الى المكرمات الكثيرة التي تفضل بها خادم الحرمين الشريفين والمملكة العربية السعودية والحكومة السعودية والشعب السعودي، وهذه المبادرة الجديدة تؤكد مرة أخرى ان المملكة تقف الى جانب لبنان، وهي وقفت في الماضي وتقف اليوم لمواكبة مسيرة بنائه واعماره". واكد"ان مسيرة الطائف ستواكبها المملكة العربية السعودية من اجل اعادة بناء الدولة ومؤسساتها، وتأكيد استقلال لبنان وسيادته والحفاظ عليه، والذي يعتبر نموذجاً للعيش المشترك في هذه المنطقة، والمملكة العربية السعودية حريصة كل الحرص على لبنان واستقلاله وسيادته، وستبقى الى جانبه مهما كانت الصعوبات، ولن تتركه اطلاقاً. وسيؤكد لإسرائيل وللعالم اجمع ان هذا البلد سيبقى منارة للعلم والمعرفة". اما الوزير العريضي فقال:"هذه مبادرة أبوية جديدة من رجل عربي فارس قائد حكيم حليم كريم، تعبر عن فروسية وشهامة وأمانة والتزام ومسؤولية وحب للبنان وشعبه واستقراره وأمنه وازدهاره ومستقبله، وتضاف إلى سلسلة مبادرات ومواقف اتخذتها المملكة العربية السعودية بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله لنصرة لبنان. هذه المبادرة تؤكد الإصرار في المملكة وفي ضمير العاهل السعودي على ان الرد على العدوان على الحرب الإسرائيلية وعلى الإرهاب الإسرائيلي لا يكون الا بمزيد من دعم الناس في أرضهم والتأكيد أن لبنان لن ينهار، وان ارادة لبنان لن تكسر بالجوع او الحصار، إضافة الى محاولات القتل والتصفية". واشار الى ان"كل هذه المبادرات لم تكن مخصصة لفريق او لطائفة او لمذهب او لمنطقة، انما كانت دائماً لكل لبنان ولكل المناطق اللبنانية، وهذا ما ميز تاريخية سياسة المملكة العربية السعودية الدولة الشقيقة الكبرى". وشكر رئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري خادم الحرمين الشريفين على مبادرته وقال في تصريح له امس ان"هذه المبادرة تُظهر عمق الشعور الإنساني الذي يتحلى به خادم الحرمين الشريفين ومدى تعاطف المملكة العربية السعودية الفعلي، حكومة وشعباً، مع لبنان وحكومته وشعبه"، وأضاف:"ان هذه اللفتة الكريمة، التي تأتي بعد الهبة والوديعة الكبيرتين اللتين تقدمت بهما المملكة لإعادة إعمار لبنان ودعم اقتصاده، سيستفيد منها جميع اللبنانيين من دون استثناء". ونوهت رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية بهية الحريري بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله, وقالت انها"مبادرة مميزة تعبر من جديد عن دعم المملكة العربية السعودية للبنان ووقوفها الى جانب شعبه, ما يجعل اللبنانيين يشعرون دائماً بأنهم برعاية شقيق كبير يهتم بشؤونهم ويرعاهم ويعمل على اعادة نهوضهم وبناء بدلهم". واثنى مفتي صور وجبل عامل السيد علي الامين في تصريح له على خطوة الملك عبدالله"المباركة التي علمتنا ان المملكة العربية السعودية دائماً مع لبنان وشعبه في كل المحطات والمراحل تجسيداً للاخوة الصادقة والتزاماً بروابط الدم ووشائج القربى ووحدة المصير".