التقى الرئيس المصري حسني مبارك أمس رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة الذي قال إن اللقاء «كان فرصة طيبة للغاية للتباحث في مواضيع عدة تخص العلاقات الثنائية المصرية – اللبنانية وأيضاً التعاون العربي المشترك خصوصاً في ما يتعلق بالعلاقات التجارية والغاز والكهرباء التي بدأت من مصر إلى لبنان منذ شهرين»، مشيراً إلى أن الغاز المصري مقدر له أن يصل لبنان خلال أشهر. وأوضح السنيورة أنه تم البحث في المواضيع العربية المهمة وما تمر به المنطقة حالياً والمبادرات التي تتكون الآن نتيجة الجهود الجديدة التي تبذلها الإدارة الأميركية برئاسة باراك أوباما وأيضاً التطورات التي نلمحها نتيجة لهذه الجهود والتي تصب في تعزيز السلام ولكن على أساس المبادرة العربية والحل الشامل والكامل والعادل للقضية الفلسطينية. وقال السنيورة إن اللقاء كان مناسبة لاستعراض التطورات في لبنان لا سيما في ضوء الإنجاز الديموقراطي الكبير الذي تحقق للمرة الأولى منذ 50 عاماً في انتخابات تميزت بالديموقراطية العالية والممارسة المسؤولة من قبل الحكومة اللبنانية والتزامها بأن تؤمن للبنانيين ممارسة ديموقراطية كاملة. وأضاف: «حمّلني الرئيس مبارك تحياته لأخيه الرئيس ميشال سليمان وحكومته وشعب لبنان وأكد لي وقوف مصر إلى جانب لبنان واستقلاله وسيادته وحريته وتعاونه مع جميع الأشقاء العرب». وحول الاستعداد لإبداء مرونة مع المعارضة اللبنانية لتشكيل الحكومة، قال السنيورة إنه وبحسب الدستور اللبناني فإن المجلس الجديد لم يتسلم أعماله بعد وهو يصبح مجلساً بعد 20 حزيران (يونيو) الجاري وبالتالي هناك خطوات تسير لانتخابات رئيس جديد لمجلس النواب ثم بعد ذلك تبدأ المشاورات لتشكيل الحكومة بحسب ما ينص عليه الدستور. وحول ما إذا كان كنائب في مجلس النواب سينتخب نبيه بري رئيساًَ للمجلس مرة أخرى على رغم ما عاناه المجلس من اعتصامات وفرض رأي الأقلية. قال السنيورة: «إن هذا الموضوع سيكون محور الحديث بين الأكثرية التي ستدرس في ضوء كل المعطيات والتجربة وتأخذ في الاعتبار مصلحة البلد ومصلحة تعزيز الوفاق بين اللبنانيين وبناء على ذلك سيتم اتخاذ القرار بما يؤدي لفاعلية أكثر لمجلس النواب للقيام بعمليات التشريع والرقابة على أعمال الحكومة». وحول ما إذا كان سيتوقف نظام الثلث المعطل نتيجة للانتخابات الأخيرة، قال السنيورة: «إن اتفاق الدوحة هو فعلياً يوصل رسالة أساسية، هي أنه لا يمكن أن يصار إلى إجراء أي عملية تغيير في لبنان إلا عبر المؤسسة الدستورية ولا يمكن لأحد أن يستخدم القوة بأي شكل من أشكالها من أجل تحقيق مكاسب سياسية»، مشيراً إلى أن هذه مبادئ عامة ولكن بسبب ما جرى في ال 7 من آيار (مايو) العام الماضي توصل اللبنانيون وبرعاية عربية في قطر إلى هذه النتيجة، وهي معالجة محدودة وموقتة وعابرة لأن هذه الحكومة التي تألفت بعد انتخاب رئيس الجمهورية ثم التوافق فيها على ما يسمى الثلث المعطل وهذا الأمر ليس له أي علاقة لا بالدستور اللبناني ولا بنظامه الديموقراطي ولذلك فإن هذا الأمر كان لفترة زمنية وينتهي مع نهاية هذه الحكومة، ولا يستمر، والتجربة لم تكن مشجعة لتدفع باستمرارها وهذا الموضوع سيكون للدور الذي سيلعبه رئيس الجمهورية ووضعه وموقفه وصوته الوازن في هذا الشأن بما يؤدي إلى إعطاء الطمأنينة لجميع الأطراف في حال إذا ما تألفت حكومة وحدة وطنية يشترك فيها الجميع على أساس المشاركة وليس على أساس مبدأ التعطيل». وحول ما إذا كان هناك اتفاق على موضوع سلاح «حزب الله»، قال السنيورة: «إن هذا الموضوع يناقش في الحوار الوطني الذي سيعقد جلسة أخيرة في عهد هذه الحكومة ويستكمل في عهد الحكومة الجديدة بعقد جلسات برئاسة الرئيس اللبناني بما يسهم إسهاماً كبيراً في تقريب وجهات النظر واعتماد الصيغة اللبنانية التي تؤدي من خلال تعزيز الحوار والتواصل والانفتاح إلى معالجة شتى الأمور وبما يدعم عمل الحكومة التي ستتألف والتي نأمل بأن تسهم في تعزيز عودة الدولة وقيامها بدورها وبسطها لنفوذها الكامل على الأرض اللبنانية وأيضاً مع التقدم الذي يجب أن نحققه في استعادة الأرض التي ما زالت تحتلها إسرائيل والضغط عليها لوقف الاعتداءات التي تمارسها على لبنان في انتهاك المجال الجوي والبري، وهذه كلها من الأمور التي تم بحثها مع المندوبين الدوليين ولا سيما جورج ميتشل وأكدنا أهمية أن تلتزم إسرائيل بتنفيذ القرار 1701 في هذا الصدد». وعموماً إذا كان ناقش مع الرئيس مبارك نتائج الانتخابات اللبنانية، قال السنيورة: «لقد تناولنا ما تحقق في الانتخابات وأهمية ومدلولات العملية الانتخابية، ولكن ما يختص بنتائج الانتخابات وتركيبة الحكومة فهذا موضوع لبناني تحدده المشاورات ما بين الكتل النيابية وبعدها ينقل الرئيس اللبناني هذه النتائج إلى ما سيحصل على أكثرية الأصوات». وما إذا كان مع التفاؤل بعد جولة أوباما، قال السنيورة: «لا شك في أننا مع مجيء الإدارة الأميركية الجديدة نسمع كلاماً جديداً وعبارات جديدة وإداركاً جديداً ومتميزاً لطبيعة المرحلة الماضية وأيضاً اعترافاً بطبيعة الممارسات التي جرت في الماضي وتعبيراً فيه كثير من الاعتذار الذاتي عن الأخطاء الكثيرة التي ارتكبت في المرحلة الماضية وأيضاً التزاماً واضحاً من قبل الإدارة الأميركية يعبر عنه الرئيس أوباما وتعبر عنه الإدارة الأميركية من خلال مبعوثين الى كل الأقطار العربية المعنية بالالتزام بالتوجه نحو سلام عادل مبني على المبادرة العربية للسلام»، وأضاف: «هذا الأمر أعتقد أنه مهم جداً وينبغي هنا السير على مسارين متوازيين، بداية ألا نضيع هذه الفرصة ونعززها ونعزز التوجهات المؤدية إلى السير في عملية السلام وألا نترك الساحة للاهتزازات التي يمكن أن تقوم بها إسرائيل والضغوط التي يمكن أن تمارسها على الإدارة الأميركية أو على كل من يرغبون في تحقيق السلام في المنطقة، ومن جهة ثانية هناك ضرورة ماسة وأساسية للتمسك بالمسلمات العربية والقواعد التي انطلقت منها ونبني عليها وفي شكل واضح المبادرة العربية للسلام، فهذان الأمران يجب أن نسير بهما ومن دون أي تفريط ولا أي تخل عن هذه القواعد التي ننطلق منها ويجب ألا نضيع هذه الفرصة المتاحة وبالتالي هذه الرغبة لأن ذلك له محاذير كبيرة في المنطقة العربية والعالم إذا ضاعت هذه الفرصة كما ضاعت فرص في الماضي». وحول ما إذا كان سيشارك في مؤتمر موسكو للسلام قال السنيورة: «إن هذا الموضوع لا بد من أن نرى مقترحاته لأننا حتى الآن نسمع أفكاراً عديدة من هنا وهناك حول إمكانات عقد مؤتمرات»، وأضاف أن لبنان يريد أن يلعب دوراً فاعلاً وأن يحافظ على مسلماته وأن يؤكد استرجاع أرضه والتزام جميع أبنائه بما نص عليه الدستور من منع التوطين لأن التوطين في لبنان عمل مرفوض جملة وتفصيلاً وبالتالي لبنان يريد أن يكون لاعباً بحسب دوره وإمكاناته وهو حريص على استعادة حقوقه والحقوق العربية. السنيورة ونظيف من جهة أخرى عقد السنيورة جلسة محادثات مع رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور أحمد نظيف لبحث سبل دعم العلاقات الثنائية بين البلدين، حضرها من الجانب المصري وزير البترول المهندس سامح فهمي ووزير الكهرباء الدكتور حسن يونس، ومن الجانب اللبناني وزير الطاقة والمياه آلان طابوريان وسفير لبنان في القاهرة خالد زيادة.