أظهرت الاتصالات العربية التمهيدية للقمة العربية المقررة في الخرطوم الثلثاء المقبل، والتي تتناول الوضع اللبناني، استمرار التباعد بين موقفي بيروتودمشق حتى في شأن المواضيع التي سبق لمؤتمر الحوار الوطني اللبناني ان حسمها، فيما تشير بوادر الى مشكلة جديدة بين رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة حول الكلمة التي يعتزم الأول إلقاءها في القمة. إذ كان السنيورة يتوقع إرسال نسخة عنها الى مجلس الوزراء لإبداء الرأي فيها، بينما اعتبرت دوائر الرئاسة ان لا ضرورة لذلك لأن التنسيق في هذا الأمر يتم مع وزارة الخارجية، في حين ترى دوائر رئاسة الحكومة ان إلقاء لحود كلمة لبنان يفترض عرضها على مجلس الوزراء. راجع ص 6 و7 الى ذلك، أعلن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع بعد لقائه الرئيس المصري حسني مبارك في شرم الشيخ امس، رداً على سؤال حول لبنانية مزارع شبعا انها"لبنانية واللبنانيون هم الذين يجب ان يتعاملوا مع هذا الموضوع وسورية لا تدعي انها سوريّة". وكان مؤتمر الحوار الوطني كلف السنيورة زيارة دمشق لمحاولة الحصول على اعتراف سوري عبر وثيقة لتثبيت لبنانية المزارع في الأممالمتحدة. وتمنى الشرع نجاح الحوار اللبناني وقال انه"لا يجوز إلقاء المسؤولية على سورية في عرقلة الحوار". وجاء اجتماع الشرع مع مبارك بعد استقبال الأخير للسنيورة الذي أطلعه على تفاصيل الجولة الثالثة من مؤتمر الحوار الوطني، والتي تناولت الموقف من التغيير الرئاسي في لبنان. وفيما قال السنيورة بعد عودته الى بيروت ان قراره المشاركة في القمة العربية ما زال قيد الدرس، قالت مصادر وزارية ان مجلس الوزراء اللبناني الذي عقد مساء امس بحث في الخيارات المطروحة في هذا الصدد. لكن الشرع قال رداً على سؤال بعد اجتماعه مع مبارك، عما اذا كان الرئيس بشار الأسد سيلتقي السنيورة ان"رئيس الجمهورية السوري يلتقي برئيس الجمهورية"، مشيراً بذلك الى نية الأسد لقاء لحود فقط. وفيما أشار الشرع الى انه اطلع من مبارك على نتائج زيارة السنيورة لشرم الشيخ أفادت معلومات"الحياة"ان الأخير ينتظر بلورة معطيات التحرك العربي في الأيام القليلة المقبلة، خصوصاً انه كان أعلن ان زيارته دمشق تنتظر تمهيدات عربية تضمن نجاحها. لكن السنيورة الذي تمنى ان تكون الزيارة قريبة قال انه بحث أمر تنحية لحود مع مبارك، مشيراً الى انه"سيصار الى إطلاع الأخوة في المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على ما أنجزه مؤتمر الحوار وما نستمر في التشاور في شأنه". وأوضح ان موضوع رئاسة الجمهورية سيبحث في القمة العربية ولكن على هامش الجلسات العامة. وكان رئيس المجلس النيابي نبيه بري اقترح على مؤتمر الحوار الوطني اللبناني اول من امس تعليق جلساته الى الاثنين المقبل عشية القمة ثم الى الخميس الذي يليه بعد القمة نظراً الى توقع"مستجدات"عربية. وكرر مرات الإشارة الى ضرورة انتظار هذه المستجدات. وقالت مصادر المتحاورين ل"الحياة"انه سيواكب الاتصالات العربية الجارية، الهادفة الى قيام مسعى عربي لدى دمشق كي تسهل عملية التغيير في الرئاسة الأولى، اتصالات بين الأفرقاء اللبنانيين. وأطلع وزير الإعلام غازي العريضي رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط على نتائج زيارته الرياض حيث قابل الملك عبدالله وعدداً من المسؤولين السعوديين. كما أطلع السنيورة على النتائج. وتوقعت مصادر مطلعة ان يجري رئيس كتلة"تيار المستقبل"النيابية سعد الحريري اتصالات مع عدد من أفرقاء الحوار خلال اليومين المقبلين تمهيداً لاستئنافه الاثنين. وسيركز الحريري في اتصالاته على اهمية التغيير الرئاسي من زاوية الحاجة الى رئيس جديد ينفذ ما اتفق عليه في مؤتمر الحوار لأن الرئيس لحود"سيعرقل هذا التنفيذ"، ولأن رئيساً جديداً يستطيع حماية المقاومة و"حزب الله"بالاستناد الى ما يتفق عليه في المؤتمر، في المرحلة المقبلة، بينما الرئيس لحود"بات مشكلة"، والدفاع عنه يعرض المقاومة لمكمن شبيه بالذي نصب لها حين حصل التمديد للحود. ووصل الى بيروت مساء امس الموفد الدولي المكلف متابعة تنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن آتياً من الأردن، حيث التقى الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال لارسن:"نقدر دعم الرئيس عباس للقرار 1559". وأوضح انه بحث معه اوضاع"الميليشيات الفلسطينية في لبنان". وزار لارسن فور وصوله الى بيروت ضريح رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، وهو يعدّ للقاءات موسعة بدءاً من اليوم. المحكمة الدولية وفي نيويورك، أكد الأمين العام لوزارة الخارجية اللبنانية بطرس عساكر"تجاوب"مجلس الأمن مع الوفد اللبناني الذي زار جميع أعضاء مجلس الأمن طالباً التأييد لقرار جديد يعطي الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان ولاية وصلاحية الدخول في مفاوضات مع الحكومة اللبنانية على اتفاق يتضمن تفاصيل انشاء المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتهمين في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري ورفاقه. وقال"زرنا كل أعضاء المجلس... ولقينا التجاوب من جميع أعضاء المجلس". وتوقع عساكر ان يتناول مجلس الأمن يوم الاثنين مشروع قرار يعطي الأمين العام صلاحية التفاوض على تفاصيل وآليات انشاء المحكمة ذات الطابع الدولي. كما استضاف عساكر أمس الخميس على غذاء عمل سفير روسيا اندريه دنيسوف وسفير فرنسا جان مارك دولاسابليير ورئيس مجلس الأمن للشهر الجاري سفير الارجنتين سيزار مايورال. وكان عساكر ومعه سفير لبنان لدى المكسيك نهاد محمود والقائم بالأعمال في بعثة نيويورك كارولين زياده اجتمع مع كل المسؤولين المعنيين بملف لبنان لدى الأممالمتحدة الى جانب اجتماع الوفد بكامل أعضاء مجلس الأمن.