تأزمت العلاقات الروسية - الجورجية بشكل حاد بعدما اعتقلت تبليسي عدداً من العسكريين الروس بتهمة قيامهم بنشاط تجسسي, وطلبت وزارة الدفاع الروسية إطلاقهم فوراً محذرة من "رد قوي ومتكافئ", فيما أعلنت الخارجية الروسية نيتها نقل ملف"السياسات العدوانية الجورجية"الى مجلس الأمن, وتزامن ذلك مع نقاشات في موسكو حول احتمال فرض عقوبات على جورجيا. موسكو تطالب بإطلاقهم وتهدد برد على"الاستفزاز" وتسارعت التطورات خلال الساعات ال24 الماضية, اذ بعد قيام الأجهزة الخاصة الجورجية باعتقال خمسة ضباط روس من العاملين ضمن القوات الروسية المتواجدة في قاعدة عسكرية على الأراضي الجورجية, أوقف حاجز عسكري جورجي سيارة كانت تقل ستة عسكريين آخرين وصادر أسلحتهم وعرضهم لضرب مبرح قبل اطلاق سراحهم. في غضون ذلك, قامت مجموعة كبيرة من رجال الأمن الجورجيين بفرض طوق حول مقر قيادة القوات الروسية في جورجيا وطالبت بتسليم ضابط رفيع تتهمه تبليسي بقيادة شبكة للتجسس على أراضيها. وترددت معلومات في جورجيا نفتها موسكو أمس, عن أن السفارة الروسية في تبليسي تمكنت من نقل الضابط الروسي واسمه قسطنطين بيتشوغين إلى مبنى تابع للسفارة لضمان عدم تعرضه لملاحقة الأجهزة الجورجية. وأعلن في وقت لاحق أن الأجهزة الأمنية وجهت اتهامات للمعتقلين الروس بممارسة نشاط إرهابي على الأراضي الجورجية والانخراط في شبكة للتجسس, وهي اتهامات نفت موسكو بشدة صحتها. وأشارت مصادر أمنية إلى أن ثلاثة من الضباط المعتقلين وصلوا إلى الاراضي الجورجية قبل شهر واحد فقط"ما يجعل مشاركتهم مستحيلة في تفجيرات أجريت خلال الشهور الماضية وتدعي تبليسي ان روسيا متورطة بالتخطيط لها". واثارت التطورات الاخيرة عاصفة من ردود الفعل في موسكو, وحذر وزير الدفاع سيرغي ايفانوف الجورجيين من نتائج ما وصفه ب"محاولة وضيعة لاستفزاز روسيا"التي قال ان ردها سيكون"متكافئاً وقوياً". واضاف ان جورجيا تسعى الى اشعال مواجهة بهدف نزع الصفة القانونية على تواجد القوات الروسية العاملة على الاراضي الجورجية, معتبراً ان الوضع الحالي في جورجيا"مماثل لفترة الثلاثينات من القرن الماضي"في اشارة الى العام 1937 حيث شهد الاتحاد السوفياتي عمليات تنكيل سياسية جماعية. الى ذلك, اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان"من الضروري أن ينظر مجلس الأمن في الوضع في جورجيا". واعتبر أن"الخطوات العدوانية الاخيرة توفر مسوغات جدية لعرض ملف الوضع في جورجيا على المجلس, خصوصاً أن القيادة الجورجية تقوم بخطوات استفزازية جديدة على الاتجاه الأبخازى أيضاً". واعتبر سياسيون روس أن"الاستفزاز الجورجي"تم توجيهه من جانب الولاياتالمتحدة بهدف إشعال أزمة تعجل بإنهاء التواجد العسكري الروسي في منطقة جنوب القوقاز, علما أن تبليسي كانت طالبت مراراً بتعجيل سحب القوات الروسية من قاعدتين عسكريتين على أراضيها احتفظت بهما روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. وتعالت دعوات داخل مجلس الدوما البرلمان الروسي أمس تطالب بفرض عقوبات صارمة على جورجيا.