توترت الاوضاع على الجبهة الجورجية - الاوسيتية، وحذر مراقبون من تدهور الموقف الى حرب جديدة في القوقاز بعد الاعلان عن ارسال تعزيزات جورجية الى منطقة النزاع. جاء ذلك بعد اعتقال تبليسي ثلاثة ضباط روس كانوا في طريقهم الى قاعدة لقوات حفظ السلام في المنطقة التي تفصل بين جورجيا وجمهورية اوسيتيا الجنوبية الساعية الى الانفصال عنها. وطالبت وزارة الدفاع الروسية تبليسي بالافراج فوراً عن الضباط، فيما اتهمت الحكومة الجورجية موسكو بارسال عسكريين من دون التنسيق معها. واعتبرت موسكو إرسال تعزيزات جورجية الى المنطقة انتهاكاً لاتفاق وقف النار هناك الموقع منذ مطلع التسعينات من القرن الماضي. ومعلوم ان اقليمي اوسيتيا وابخازيا كانا اعلنا استقلالاً من جانب واحد عن جورجيا في نهاية عهد الاتحاد السوفياتي. وخاضا حرباً دموية مع الجورجيين استمرت ثلاث سنوات، انتهت بتدخل موسكو وإقامة منطقة فصل بين الطرفين حلت فيها قوات غالبيتها روسية. وطالب وزير الاقاليم الجورجي غيورغي خاينداريفا موسكو أمس، بسحب قواتها فوراً، وحملها مسؤولية عرقلة التوصل إلى اتفاق دائم في المنطقة. واعتبر سياسيون محليون أن الوضع"بات مفتوحاً على كل الاحتمالات بما فيها تجدد المواجهات العسكرية". ورجح الرئيس الابخازي سيرغي باغابش في اتصال هاتفي مع"الحياة"أمس، أن تلجأ السلطات الجورجية الى الحل العسكري مع قرب انتهاء المناقشات حول ملف استقلال اقليم كوسوفو، مشيراً الى تطابق وضعي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا مع وضع الاقليم الذي ينتظر ان يحصل الى استقلاله قريباً، ما يعزز مواقع الانفصاليين في جورجيا. ولفت باغابش الى أن التصعيد الحالي حول اوسيتيا ربما يفتح جبهة مواجهة واسعة في القوقاز، مذكراً باتفاق الدفاع المشترك الموقع بين الجمهوريتين الانفصاليتين والذي ينص على انه في حال تعرضت واحدة منهما لهجوم جورجي، تلتزم الثانية بفتح جبهة ضد تبليسي.