وجهت تبليسي اتهامات بممارسة نشاط تجسسي الى ضباط روس اعتقلتهم الأجهزة الخاصة الجورجية قبل يومين، فيما واصلت الجهات السياسية والعسكرية الروسية مناقشة آليات"رد قوي"ضد الجورجيين. وأجلت موسكو امس، عدداً من رعاياها من العاصمة الجورجية على رغم تأكيدات رسمية بعدم التوجه الى استخدام القوة العسكرية. واتخذت"ازمة الجواسيس"مساراً تصاعدياً امس، بعدما مثل الضباط الروس الذين اعتقلتهم الأجهزة الأمنية الجورجية اول من امس، امام محكمة وجهت اليهم تهم القيام بنشاط تجسسي، وتأسيس شبكة ضمت إضافة الى العسكريين الروس الاربعة 11 مواطناً جورجياً. وقال المدعي العام الجورجي ان بحوزة الأجهزة الأمنية تسجيلات صوتية ومرئية تشكل"أدلة قاطعة"ضد المعتقلين. وكانت تبليسي اعتقلت خمسة ضباط روس قبل يومين وأطلقت أحدهم امس، لعدم ثبوت أدلة ضده، فيما حولت الباقين الى المحاكمة التي اعلن امس انها ستكون مغلقة بسبب احتمال كشف"معلومات تمس الأمن القومي الجورجي خلالها". وأعلن السفير الروسي لدى تبليسي فياتيسلاف كوفالينكو خلال مؤتمر صحافي قصير عقده امس في العاصمة الجورجية ان موسكو قررت تكليف فريق من المحامين ذوي الخبرة الكبيرة للدفاع عن العسكريين الروس المعتقلين في جورجيا، مضيفاً أن الدفاع سيقوم باستيضاح مدى صحة التسجيلات الصوتية وأشرطة الفيديو التي قدمتها وزارة الداخلية الجورجية. وجاء حديث السفير قبيل مغادرته الى موسكو. وكانت روسيا أرسلت أربع طائرات تابعة لوزارة الطوارئ لإجلاء طاقم سفارتها في تبليسي وافراد عائلاتهم وأعلنت الخارجية الروسية انها استدعت سفيرها"للتشاور". الى ذلك واصلت قوات جورجية تمركزها في محيط مقر القوات الروسية في شمال القوقاز الواقع في العاصمة الجورجية، وأعلن وزير الدفاع الجورجي ايراكلي اوكرواشفيلي أن الطوق المفروض لن يرفع قبل أن يقوم الجانب الروسي بتسليم الضابط قسطنطين بيتشوغين الذي تتهمه جورجيا بقيادة شبكة التجسس، وردت موسكو امس على هذا التصريح بالتشديد على رفضها تسليم الضابط الروسي. واللافت ان جهات برلمانية وديبلوماسية روسية بدأت امس حديثاً عن احتمال اللجوء الى استخدام القوة رداً على"السياسات العدوانية الجورجية"، وتحدث البعض عن ضرورة"اعلان جورجيا دولة مؤيدة للإرهاب بحسب القوانين الروسية"ما يعني بحسب خبراء روس"تحديد سند قانوني لأي خطوات روسية محتملة". وزاد من سخونة هذه النقاشات قرار موسكو إجلاء عدد من رعاياها في جورجيا، لكن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما قسطنطين كوساتشيف اكد امس انه"من الضروري جداً استبعاد هذا الخيار كلياً". في غضون ذلك واصلت الدوائر السياسية والعسكرية الروسية حملة قوية ضد تبليسي بهدف حشد تأييد دولي للموقف الروسي، واعتبر وزير الخارجية سيرغي لافروف ان جورجيا تعمدت تصعيد الموقف في المنطقة لتغطية نشاطها في منطقة النزاع مع ابخازيا التي تسعى للانفصال عنها، مشيراً الى بدء تبليسي بزج قوات كبيرة في منطقة وادي كودور الحدودي بين الجانبين"بعد ايام قليلة على مصادقة حلف الاطلسي على تعميق التعاون مع جورجيا"وهي الخطوة التي اعتبرتها موسكو تشجيعاً للجورجيين من اجل اللجوء الى خيار عسكري. ورأت مصادر عسكرية روسية أن جورجيا"شرعت بحملة واسعة النطاق بموافقة مباشرة من الولاياتالمتحدة. وتهدف إلى حرمان روسيا من سيطرتها على الوضع في منطقة جنوب القوقاز". ولفت ناطق عسكري روسي الى تقرير صدر اخيراً عن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية اكد ضرورة"مواجهة السياسة الروسية في جنوب القوقاز". الى ذلك، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي إيفانوف أن روسيا قلقة بسبب تزايد مشتريات جورجيا من السلاح خلال الفترة الأخيرة. واتهم بعض بلدان حلف الاطلسي بتوريد السلاح لجورجيا على رغم الحظر المفروض عليها ضمن اتفاقية وقف اطلاق النار التي انهت عام 1993 حرباً دموية مع اقليم ابخازيا الانفصالي.