توجه نائب وزير الخارجية الأميركي ريتشارد آرميتاج إلى جنوب آسيا أمس، لتشجيع عملية تقارب ناشئة بين الهندوباكستان، لكنه شدد على أن واشنطن لا تعتبر نفسها وسيطاً في هذا الشأن. وقال آرميتاج لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي قبل مغادرته في جولة يزور خلالها البلدين وكذلك أفغانستان: "مهمتنا تتمثل فقط في المحافظة على مناخ مناسب" يتيح ذلك التقارب. وأثنى المسؤول الأميركي على الجارتين ما تبذلانه من جهود تصالحية حتى الآن، ولكنه شدد على أن الدولتين بأيديهما دفع العملية قدماً. ومن المقرر أن يلتقي آرميتاج مع مستشار الأمن القومي الهندي براجيش ميشرا في لندن حيث يتوقف في طريقه إلى جنوب آسيا. ونشرت صحيفة "دون" الباكستانية أمس، أن آرميتاج التقى قبل مغادرته الولاياتالمتحدة الليوتنانت جنرال إحسان الحق رئيس وكالة الاستخبارات الباكستانية الذي بدأ يوم الأحد زيارة لواشنطن تستغرق أسبوعاً. وقال وزير الخارجية الأميركي كولن باول إن آرميتاج سيشجع الهندوباكستان على مواصلة عملية التقارب التي بدأها البلدان أخيراً، وذلك في إشارة إلى محادثات بينهما على مستوى عالٍ الأسبوع الماضي، هي الأولى منذ المواجهة العسكرية العام الماضي. وبعد محادثات مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي جورج روبرتسون، قال باول للصحافيين إن الولاياتالمتحدة تشعر بارتياح للتطورات الأخيرة في جنوب آسيا. وأضاف أن "نائب الوزير آرميتاج سيشجع عملية التقارب هذه، والولاياتالمتحدة ستكون على استعداد لمساعدة الجانبين في سيرهما قدماً". ورأى أنه "ينبغي أن نشيد بهذا التطور الإيجابي وأن نعززه، ونعمل مع الجانبين في الوقت الذي يبدآن فيه هذه السلسلة الجديدة من الخطوات التي نأمل في أن تؤدي إلى علاقة أكثر إيجابية بين البلدين". وكان رئيس الوزراء الباكستاني ظفر الله خان جمالي ناقش في اتصال هاتفي أجراه مع نظيره الهندي آتال بيهاري فاجبايي الأسبوع الماضي، سبل تحسين العلاقات الثنائية. ووجه جمالي دعوة إلى فاجبايي لزيارة إسلام آباد، وردت الهند بإعادة العلاقات الديبلوماسية والرحلات الجوية التي كانت قطعتها بعدما تعرض البرلمان الهندي عام 2001 لهجوم شنه متشددون اتهمت نيودلهيباكستان بدعمهم. وتعليقاً على الزيارة المرتقبة لآرميتاج إلى باكستان اليوم، قال عزيز أحمد خان الناطق باسم الخارجية الباكستانية إن الزيارة ستكون فرصة لمناقشة كل القضايا الثنائية والإقليمية. وفي نيودلهي، قال محللون هنود أمس، إن عرض باكستان نزع أسلحتها النووية إذا قامت الهند بخطوة مماثلة، يهدف إلى تبديد مخاوف الولاياتالمتحدة من البرنامج النووي لباكستان وإبقاء القضية الكشميرية حية. ولقي عرض الرئيس الباكستاني برويز مشرف هذا الأسبوع ردود فعل حذرة من الخبراء ووسائل الإعلام الهندية التي فسرت ذلك على أنه حيلة لجر واشنطن إلى النزاع الذي طال أمده حول كشمير. وكرر مشرف عرضه إزالة أسلحة باكستان النووية إذا قامت الهند بخطوة مماثلة أولاً، لكنه قال إن الخلاف حول كشمير، ينبغي أن يسوّى أولاً.