أكدت مصادر إعلامية في باكستان ان اسلام آباد سلمت ثلاثة من علماء الذرة المتقاعدين إلى الولاياتالمتحدة للاشتباه في علاقتهم بحركة "طالبان" وأسامة بن لادن وتسريبهم مكونات اسلحة نووية الى الجانبين. وقالت المصادر أن العلماء النوويين الثلاثة هم سلطان بشير الدين وتشودري عبد المجيد وغلام يوسف. وكان الأول يدير منظمة إغاثية باسم "منظمة الأمة لإعادة إعمار أفغانستان". وبحسب المصادر نفسها، "استلمته عناصر تابعة للاستخبارات المركزية الأميركية ومكتب التحقيقات الفيديرالي" اف بي. آي.. لكن السفير الأفغاني في إسلام آباد عبد السلام ضعيف نفى أمس نفياً قاطعاً أن يكون أسامة بن لادن يملك هذا النوع من الأسلحة، وذلك في تأكيد منه لعدم وجود علاقة بين العلماء النوويين الباكستانيين وبن لادن أو "طالبان". وترافق ذلك مع ما نشرته مجلة "نيويوركر" الأميركية عن عزم وحدات إسرائيلية وأميركية تعمل بإدارة البنتاغون ومساعدة الاستخبارات المركزية الأميركية على السيطرة على المنشآت النووية الباكستانية في حال سقوط حكومة الرئيس برويز مشرف. وعلى رغم نفي مسؤول في الخارجية الأميركية صحة هذه التقارير فان المخاوف لا تزال تزداد من هذا الاحتمال على أساس أن كثيراً من الباكستانيين يعتقدون بان الهجوم على أفغانستان هو ذريعة للوصول إلى 24 رأسا نوويا في باكستان يمكن أن يركب في أي لحظة على طائرات "إف - 16" التي يملكها سلاح الجو الباكستاني أو على صواريخ بعيدة المدى في حوزة الباكستانيين. ويتخوف الأميركيون من أنه في حال سقوط مشرف سيكون البديل إسلامياً موالياً ل"طالبان" وهو ما قد يغير المعادلة السياسية في المنطقة. ولعل ما أثار المسألة النووية أكثر هو تصريح وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد الذي لم يستبعد فيه استخدام بلاده لأسلحة نووية خلال الحرب ضد أفغانستان، الامر الذي عارضه الناطق باسم الخارجية الباكستانية في مؤتمره الصحافي أول من أمس، لكن بعض المصادر الباكستانية تحدث عن إمكان التطرق إلى هذا الموضوع في محادثات قائد القوات المركزية الأميركية الجنرال تومي فرانكس والرئيس الباكستاني اول من امس. ويتخوف بعض المحللين من أن تكون الولاياتالمتحدة وصلت إلى حال من الإحباط واليأس في القدرة على إحداث اختراق على صعيد جبهة "طالبان"، لذا ربما تلجأ إلى استخدام الأسلحة المحرمة دولياً خصوصاً بعدما تحدثت تقارير للحركة عن استخدام واشنطن اسلحة كيماوية في حربها ضد الأفغان. في موازاة ذلك أ ف ب، ذكر مسؤول حكومي باكستاني انه تمت تبرئة سلطان بشير الدين، من اي تهمة اثر استجوابه عن علاقاته ب"طالبان". وقال انه "تبين من التحقيق ان المنظمة التي شكلها بشير الدين للاغاثة في افغانستان كرست نشاطاتها للمهمات الانسانية، وانه ما من سبب يدعو الى القلق ازاء احتمال وجود جانب نووي" في نشاطها، مؤكدا اخلاء سبيل بشير الدين بعد اسبوع من توقيفه. وكان المهندس النووي السابق اعتقل الثلثاء الماضي في منزله في لاهور شرق باكستان واقتيد الى اسلام اباد.