دعت فيكتوريا نولاند مندوبة الولاياتالمتحدة لدى حلف شمال الأطلسي الدول الأعضاء في الحلف أمس، إلى الوفاء بالتزاماتهم من أجل استقرار أفغانستان، من طريق زيادة قدراتهم القتالية هناك ونشر مزيد من القوات على الأرض. جاء ذلك في وقت تصاعدت المعارك بين قوات"إيساف"التي يقودها الحلف ومقاتلي"طالبان"في الجنوب الافغاني. كما تستهدف الحركة رموز السلطة في انحاء البلاد. وأفادت وكالة الانباء الاسلامية الافغانية الخاصة، أن صاروخين سقطا على مدينة جلال آباد عاصمة الشرق الأفغاني قبل وصول الرئيس حميد كارزاي ورئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز الى المدينة، لافتتاح طريق يربط بين البلدين. ونقلت الوكالة الافغانية عن الكولونيل عبدالغفور الناطق باسم شرطة إقليم ننغرهار عاصمته جلال آباد، أن صاروخاً سقط بالقرب من المطار والثاني أصاب منزلاً يقع وراء مبنى المحكمة العليا في المدينة، من دون أن تقع خسائر في الأرواح. ولم تشر وسائل الاعلام الرسمية إلى الهجوم. يذكر أن باكستان أعادت شق الطريق الذي يبلغ طوله 75 كيلومتراً والذي يربط بين بلدة تورخام الحدودية ومدينة جلال آباد الأفغانية. وتطلب المشروع ستة أشهر، واقتربت كلفته من 35 مليون دولار. أميركا والاطلسي في لندن، أشادت المندوبة الاميركية لدى الاطلسي، بالولاياتالمتحدة وبريطانيا وكندا وهولندا لجهودهم القتالية في أفغانستان، لكنها حضت الاعضاء الآخرين في الحلف الذي يضم 26 دولة على تعزيز الدعم السياسي واللوجستي بتقديم تعهدات عسكرية. وقالت لهيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي أن"ما نصبو اليه هو نشر مزيد من القوات لنستطيع تغيير دفة الامور في شكل أسرع. المسألة هي القدرة والرغبة القتالية لجميع الحلفاء". وانزلقت قوات الحلف إلى قتال مع عناصر"طالبان"في أفغانستان خصوصاً في الجنوب الأكثر اضطراباً في الأسابيع الأخيرة، وأبدى قادة على الأرض قلقهم بشأن حجم القوات. وتشهد الفترة الحالية أكبر نشاط لمقاتلي"طالبان"منذ أطاح بهم ائتلاف قادته الولاياتالمتحدة عام 2001 في أعقاب هجمات 11 أيلول سبتمبر2001 . ودعا قائد عمليات حلف الاطلسي الجنرال جيمس جونز الى ارسال تعزيزات الى افغانستان لكنه لم يتلق رداً حاسماً حتى الآن. وقالت نولاند إن"الولاياتالمتحدة وبريطانيا وكندا وهولندا كانت في الطرف القاسي والخطر من هذه المعركة ويجب أن يرغب مزيد من الحلفاء في الانخراط في القتال". كما حضت أعضاء الحلف على الاستجابة سريعاً للحاجة الفورية في افغانستان، وقالت ان مستقبل الحلف سيتوقف على مزيد من الطاقة العسكرية الاوروبية. ومضت المندوبة تقول:"اضافة الى الرغبة السياسية للذهاب الى حيث تكون هناك ضرورة، نحتاج ايضاً على المدى الاطول أن نواصل بناء دفاعات اوروبية وقوات اوروبية ليصبح لدى حلفائنا مزيد من القوات التي تستطيع القيام بمهمات مثل هذه. هذا هو حلف الاطلسي الذي نحتاجه في هذا العالم الذي نعيش فيه". باكستان تحذر المتمردين على صعيد آخر، قال مسؤول باكستاني رفيع بعد التوقيع على اتفاق الاسبوع الماضي لوقف القتال مع رجال القبائل الموالين ل"طالبان"انه ما زال في إمكان الجيش الباكستاني توجيه ضربات متناهية الدقة في أي مكان ترصد فيه نشاطاً للمتشددين في إقليم شمال وزيرستان. ويقول منتقدو الاتفاق إن الحكومة أذعنت لمطالب المتشددين وأن هذه الاستراتيجية تجازف بإمكان خلق ملاذ آمن ل"طالبان"وتنظيم"القاعدة"في المنطقة القبلية الواقعة على الحدود مع أفغانستان. وقال مسؤول باكستاني بارز لصحافيين غربيين في مؤتمر صحافي تناول استراتيجية بلاده لمكافحة الارهاب: هذا الاتفاق لا يمنعنا من القيام بعمل متناهي الدقة". وبمقتضى شروط الاتفاق سيسمح لبعض المتشددين الأجانب الذين عجزوا عن العودة الى وطنهم البقاء في إقليم شمال وزيرستان، شرط أن يلتزموا بالقانون. ولكن المسؤول الذي رفض نشر اسمه قال ان الاتفاق لا يمنع قوات الامن الباكستانية من القبض على أي اسم من الاسماء الواردة في قائمة المطلوبين التي جمعتها الحكومات الافغانية والباكستانية والاميركية. وتابع انها"قائمة طويلة للغاية". اختطاف متطوع كولومبي من جهة أخرى، أكدت السلطات الافغانية اختطاف متطوع كولومبي في منظمة غير حكومية فرنسية في أفغانستان التي تشهد تدهوراً متزايداً في الأوضاع الأمنية. وأبلغ وزير الداخلية الأفغاني علي أحمد جلالي وكالة الأنباء الاسبانية إفي ليل أول من أمس، أن المتطوع الكولومبي اختطف الأحد الماضي في شرق أفغانستان إلى جانب اثنين من المواطنين الافغان وهما سائقه والمترجم الخاص به. يذكر أن هذه أول عملية اختطاف لاجنبي في أفغانستان منذ إطلاق سراح المتطوعة الايطالية كليمنتين كانتوني في حزيران يونيو 2005 التي ظلت أسيرة لمدة ثلاثة أسابيع في كابول. وقال موظفون في منظمات دولية في كابول إن الكولومبي المختطف يدعى دييغو روخاس كورونيل 35 سنة وهو متواجد في أفغانستان منذ 14 شهراً ويعمل لدى منظمة فرنسية غير حكومية في بعثة المساعدة الخاصة بالتنمية الريفية في أفغانستان.