أعلن المبعوث الأميركي الخاص بأفغانستانوباكستان ريتشارد هولبروك أمس أن تنظيم القاعدة «تراجعت قدراته بشدة»، بفضل الجهود الأميركية - الباكستانية. وقصفت طائرة أميركية من دون طيار 14 متشدداً في إقليم وزيرستان (شمال) على الحدود الأفغانية، والذي تقول واشنطن أن حركة «طالبان الأفغانية» تستخدمه في شن هجمات على قوات حلف الأطلسي التي تقودها الولاياتالمتحدة في أفغانستان. واشاد هولبروك، خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي، بتضحيات باكستان في المعركة ضد المتشددين على أراضيها، وتحقيقها تقدماً على هذا الصعيد، آملاً في أن يتم تحقيق المزيد. وأعلن تقديم الولاياتالمتحدة مساعدات إنسانية بقيمة 11.1 مليون دولار للباكستانيين الذين يعانون آثار الصراع مع المتشددين المحليين في شمال غربي البلاد. ورداً على سؤال عمن يتحمّل مسؤولية وجود زعيم «القاعدة» إسامة بن لادن وزعيم حركة «طالبان» الأفغانية الملا محمد عمر في مكان ما على الحدود الباكستانية – الأفغانية، قال هولبروك أن «كثراً من رفاقهم اعتقلوا أو قتلوا. فهذان الشخصان لا يزالان هاربين لكنهما تحت ضغوط مكثفة». في غضون ذلك (أ ف ب)، قتل خمسة مدنيين على الأقل، بينهم فتاتان في السابعة والثامنة من العمر، وجرح فتى أمس، في غارة جوية لقوات الأطلسي شرق أفغانستان. وقال قائد شرطة ولاية خوست الجنرال عبد الحكيم اشكزاي «إن قوات التحالف قصفت مواقع لطالبان في موسى خيل في خوست حيث قتل 38 من عناصر الحركة وستة مدنيين». على صعيد آخر، نأت الولاياتالمتحدة بنفسها عن التدخل في الصفقة النووية الصينية – الباكستانية، على رغم معارضتها السابقة وإعلانها أكثر من مرة عزمها التصويت ضد منح بكين وقوداً نووياً لإسلام آباد. وجاء الموقف الأميركي على لسان هولبروك الذي أكد أن هذه الصفقة هي بين باكستان والصين ولا دخل لواشنطن بها «على رغم جهودها المتكررة لمساعدة باكستان في التغلب على مشكلة العجز في الطاقة». ورفض المبعوث الاميركي الربط بين علاقة بلاده بباكستان والعلاقات المتنامية لواشنطن مع نيودلهي، بالقول إن سياسة واشنطن تجاه إسلام آباد تحكمها المصالح المشتركة والعلاقات التاريخية بين البلدين، وليس للهند أي دور في صوغ الموقف الأميركي من باكستان. وكانت وفود هندية أجرت جولة جديدة من الحوار الاستراتيجي في واشنطن ما عزز القناعة لدى الجانب الباكستاني بتزايد أواصر التحالف بين الهند والولاياتالمتحدة، وبما يعتقد في إسلام آباد بأنه يؤثر على أمن باكستان ومستقبلها. إلى ذلك، وقعّت وزارة الخارجية الأميركية مع فرع للشركة الأمنية الخاصة المثيرة للجدل (بلاك ووتر سابقاً) عقداً بقيمة 120 مليون دولار في مقابل خدمات حماية شخصيات في أفغانستان، كما ذكرت شبكة «سي. بي. أس» التلفزيونية الأميركية. ونقلت الشبكة عن ناطقة باسم الخارجية قولها إن شركة «يو أس ترينينغ سنتر» حصلت على العقد في اليوم ذاته. وينص الاتفاق على أن تقدّم «يو أس ترينينغ سنتر» خدماتها طيلة 18 شهراً للقنصليات الأميركية في هيرات ومزار الشريف.