أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم بعد لقائه مع رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود في حضور وزير الخارجية فوزي صلوخ والأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني - السوري نصري خوري ان"موقف سورية منسجم مع الموقف الذي سمعه من رئيس الجمهورية". وأضاف المعلم في مؤتمر صحافي عقده في قصر بعبدا:"نحن نطالب بانسحاب فوري وغير مشروط للقوات الإسرائيلية الى ما وراء الخط الأزرق لكي يكون وقف إطلاق النار صامداً وأيضاً الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة وتبادل الأسرى وتعزيز دور قوات الأممالمتحدة اليونيفيل لمراقبة الخط الأزرق على أمل ان يصبح خط الحدود الدولية". وعن إمكان دخول سورية المعركة قال المعلم:"نحن قلنا اذا اعتدت اسرائيل على سورية تكون خرقت اتفاق الفصل من طرف واحد والتوجيهات من القيادة السورية للقوات المسلحة هي بالرد فوراً على هذا الهجوم". ورداً على سؤال حول ما اذا كانت مسودة مشروع القرار المقدم الى مجلس الأمن"وصفة"لجر المنطقة الى حرب اقليمية قال المعلم:"ان تحليلنا يفيد بأن هذه الحرب هي متداخلة وقد بدأت منذ تبنى مجلس الأمن القرار 1559. لقد ارادوا تطبيق هذا القرار سلمياً فلم يستطيعوا فطلبوا من اسرائيل تطبيقه وهكذا بدا الأمر. هذه المرحلة الأولى من الحرب والخطوة الثانية ما زال من المحتمل حصولها ولكن لحسن الحظ فإن الطريقة التي تقاتل بها المقاومة على الأرض جعلت اميركا وإسرائيل تعيدان النظر في خطتهما". وأضاف:"ان هذه المسودة هي"وصفة"لاستمرار الحرب لأنها وللأسف ليست عادلة بالنسبة الى لبنان. كما انها"وصفة"لاحتمال اندلاع حرب اهلية في لبنان وهو أمر لا يريد احد ابداً ان يحصل سوى اسرائيل". وتابع المعلم انه يجب الاعتراف بأن حرية اسرى الحرب الإسرائيليين توازي حرية اسرى الحرب اللبنانيين لذا فإن المسألة الأساسية هي الاعتراف بتبادل الأسرى، وعندما يتم التحدث عن الفصل السابع وإقامة منطقة عازلة على الأراضي اللبنانية من دون التحدث عن منطقة مماثلة على الأراضي الإسرائيلية فهذا يظهر ان مسودة المشروع غير متكافئة. وفي هذا الإطار، فإنها بمثابة"وصفة"لاستمرار الحرب. هذا هو رأيي". وعن مزارع شبعا وأن سورية مطالبة بتحديد الحدود مع لبنان فيها حتى يبت وضعها دولياً قال المعلم:"عندما قلت انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانيةالمحتلة قصدت مزارع شبعا اللبنانية. اما من يقول بتحديد او ترسيم فهو يريد الوقيعة بين سورية ولبنان لأن لدى الأممالمتحدة خرائط هذه المزارع. ومع الأسف هناك في الأممالمتحدة من ينكر ذلك وقد اعترض الرئيس لحود على الخط الأزرق عندما رسمه تيري رود لارسن وقال ان هذه ليست الحدود الدولية للبنان، وقد أرسل لبنان خرائط تثبت لبنانية مزارع شبعا وقالت سورية ايضاً ان مزارع شبعا لبنانية". وعما اذا كانت سورية تؤيد النقاط السبع للحكومة اللبنانية اجاب المعلم:"نحن ندعم التوافق اللبناني، إذا كانت هذه النقاط السبع كما قيل لنا تحظى بتوافق لبناني فالجواب هو نعم. اذا كان التوافق اللبناني يعني توافق كل الفئات الفاعلة على الأرض اللبنانية وپ"حزب الله"جزء اساسي وهو الذي يقود المعركة الى جانب شعب لبنان والجيش اللبناني الباسل". وقال المعلم:"نقلت الى الرئيس لحود رسالة من اخيه الرئيس بشار الأسد تتضمن تضامن الشعب السوري وحكومته والرئيس مع شعب لبنان في صموده ومع المقاومة الوطنية اللبنانية لما تقدمه من تضحيات لإعلاء كرامة لبنان وكرامة العرب جميعاً". وأبلغ لحود المعلم:"ان من غير الجائز تمكين اسرائيل ان تأخذ من خلال مجلس الأمن الدولي ما عجزت عن اخذه من خلال حربها التدميرية ضد لبنان". وأشار الى ان"الصيغة الحالية المقترحة لا يمكن ان توقف إطلاق النار وأن تبسط سيادة لبنان على ارضه الجنوبية وأن تعيد مزارع شبعا اللبنانية، وتطلق الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية وهي مطالب اساسية لن يتنازل عنها لبنان مهما اشتدت الضغوط". وأعلن المعلم بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة عصر امس في حضور صلوخ ان دمشق جاهزة لترسيم الحدود بين لبنان وسورية من الشمال الى الجنوب. وحول رفض بلاده نشر قوات دولية قال المعلم:"ان هذا الرفض نابع من كون سورية لا تريد للبنان الذي كسب الحرب حتى اليوم ان يخسر اشياء لا يتم الاتفاق عليها بين اللبنانيين ولا يمكن ان ينتصر لبنان عسكرياً ويخسر سياسياً". وعن نظرة سورية الى مستقبل الصراع في حال أقر المشروع الأميركي - الفرنسي الذي يمثل في مجمله المطالب الإسرائيلية اجاب المعلم:"كنت أستمع قبل مجيئي الى هنا الى ما قاله رئيس مجلس النواب نبيه بري حول المشروع الأميركي - الفرنسي والحقيقة ان ما قاله هو عين الصواب. وهو ما تدعمه سورية. اما مستقبل هذا الصراع فأؤكد لكم ان لا الولاياتالمتحدة ولا اسرائيل تستطيعان القضاء على"حزب الله"فهو جزء اساسي من النسيج اللبناني". وأضاف المعلم:"من يعتقد بأن"حزب الله"لا يستطيع الصمود ومواصلة المعركة فهو واهم ايضاً،"حزب الله"سيصمد لأنه يدافع عن ايمان وعقيدة وعن حق ولذلك اذا كان من نهاية لهذه الحرب فهي بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية الى ما وراء الخط الأزرق وعودة المهجرين الى اراضيهم وديارهم". اعتصام لقوى 14 آذار وكان الوزير المعلم وصل الى نقطة العريضة الحدودية قرابة الواحدة والنصف ظهراً، وكان في استقباله محافظ الشمال وبيروت ناصيف قالوش ممثلاً وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ، على ان ينتظره صلوخ في سرايا جبيل لعقد لقاء مشترك هناك، الا ان عدداً من مناصري قوى 14 آذار تداعوا الى اعتصام في محيط المكان احتجاجاً على زيارة المعلم لبنان وهي الاولى لمسؤول سوري منذ انسحاب القوات السورية من لبنان، فانتقل صلوخ الى طرابلس يرافقه الامين العام للمجلس الاعلى السوري - اللبناني نصري خوري وجرى اللقاء في مكتب المحافظ قالوش. وأكد المعلم بعد الاجتماع في طرابلس انه مستعد"اذا رغبتم لأن أكون جندياً عند السيد حسن نصرالله، وان الواقع العربي هو على مفترق طرق. إما ان نكون مع شعبنا، مع روح المقاومة، وإما نحكم على أنفسنا بالفشل. وان السيد حسن نصرالله والمقاومة يدافعان عن كرامة الامة ووحدتها وعن كرامة لبنان ووحدته ووحدة شعبه". وقيل له ان هناك من يعتقد ان المقاومة تدافع عن سورية وايران في لبنان، فرد باعتبار"هذا كلام سخيف". وعن احتمال قيام حرب إقليمية تطاول سورية رد قائلاً:"اهلاً وسهلاً بالحرب الإقليمية، ونحن مستعدون لها ولا نخفي استعداداتنا. وسنرد على اي اعتداء اسرائيلي فوراً". اما الوزير صلوخ فقال:"عرضنا المشروع الاميركي الفرنسي ووجدنا ما لا يراعي المصلحة اللبنانية، وكانت بعثتنا في نيويورك تقدمت بمشروع قرار أرسلناه اليوم لتقديمه الى مجلس الامن. نحن متمسكون بوقف اطلاق نار فوري من دون اي شروط... هناك تنافس بين صيغ مشاريع قرارات ولكننا نقولها بصراحة ان لبنان لن يرضى بفرض اي قرار عليه. نحن في وضع ممتاز عسكرياً". واعتبر المعلم لدى وصوله الى العريضة ان مشروع القرار الأميركي - الفرنسي محاولة"لإنقاذ إسرائيل سياسياً، بعدما فشلت عسكرياً. هذا المشروع سيئ بكل معنى الكلمة واعتقد على الأقل اننا في سورية لا يمكن ان نقبل ان يفرض شيء على الأشقاء اللبنانيين ما لا يقبلون به من خلال وفاقهم الوطني". واشار الى انه لم يأت"الى هنا للرد على المشككين الذين راهنوا على الولاياتالمتحدة الاميركية والذين راهنوا على فرنسا ظهرت لهم النتيجة واضحة، كل كلمات الصداقة التي عبروا عنها تجاه لبنان عجزوا عن خدمة لبنان، في وقف فوري لاطلاق النار وانسحاب القوات الاسرائيلية الى ما وراء الخط الازرق". وعن المقترحات التي يحملها قال:"هي ما اجمع عليه اللبنانيون وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، انسحاب القوات الاسرائيلية من كل شبر من الأرض اللبنانية، دعم لبنان ومقاومته الوطنية...".