دان اعضاء مجلس الأمن الدولي "تجدد حلقة العنف التي اشعلت الوضع المتوتر في الشرق الأوسط"، ودعوا "جميع الاطراف الى احترام الخط الازرق على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية وممارسة ضبط النفس لتجنب كل اجراء يزيد من تصعيد الوضع" تعليقاً على عملية "حزب الله" الاخيرة في شبعا وقصف اسرائيل محطة رادار سورية عسكرية في ضهر البيدر. وقال رئيس المجلس للشهر الجاري سفير بريطانيا السير جيرومي غرينستاك عقب جلسة مغلقة للاستماع الى تقرير الأمانة العامة عن العمليات الاسرائيلية ضد المواقع السورية في لبنان واعادة احتلال غزة، ان اعضاء المجلس يعتبرون الخروق للخط الازرق "تصعيداً خطيراً" و"يصرون على احترام قراري مجلس الأمن الرقمين 425 و1337"، ويعربون عن "القلق العميق نتيجة الاجراء العنيف الاخير" الذي قامت به اسرائيل في قطاع غزة وجوارها. وفي المواقف المحلية، أعتبرت "ندوة العمل الوطني" التي اجتمعت برئاسة الرئيس سليم الحص "ان عملية المقاومة تمت فوق الأرض اللبنانية، ومقاومة الاحتلال حقّ مشروع، وهي ليست خرقاً للخط الأزرق وبالتالي للقرار الرقم 425". ورأت ان الاعتداء على موقع الرادار السوري "اعتداء مباشر على لبنان، كون الوجود السوري فيه شرعياً والموقع قائماً في عمق الأرض اللبنانية". وناشدت الدول العربية "اتخاذ مواقف حاسمة من هذه التطورات الخطيرة وممارسة الضغط على الدول الكبرى، ولا سيما منها الولاياتالمتحدة، للجم إسرائيل عن متابعة عدوانها على لبنان، وبالتحرك الفوري لوضع حد للهجمة البربرية التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني بلا رحمة ولا هوادة. أما الدول العربية التي تقيم أيّ نوعٍ من العلاقات مع إسرائيل فمدعوة الى قطع هذه العلاقات فوراً". واستنكر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى "انتهاك قوات الاحتلال الصهيوني سيادة لبنان بقصف الموقع السوري". ودعا اللبنانيين الى "الحذر من المخططات والفتن الإسرائيلية"، مشدداً على "ضرورة تحصين الوحدة الوطنية وتعميق العلاقة مع سورية لمواجهة العدوان". واعتبر ان اعتماد الخط الأزرق بدلاً من الحدود الدولية "بدعة تحمل الأخطار على سيادة لبنان وتجعل مقاومة الاحتلال الإسرائيلي في الأرض اللبنانية عملاً غير مشروع". وأبدى النائب فارس بويز تخوفه من نيات رئيس الحكومة الاسرائيلية أرييل شارون "العدائية، لأنه لا يريد السلام لا بل يريد ان يقلب الطاولة على الآخرين ويرمي مسؤولية تدهور الأوضاع عليهم، ومن هذا المنطلق اعتقد ان السياسة الحكيمة والذكية تقضي بعدم اعطائه هذه الورقة بأي حجة". ودعا الى "مقاومة ذكية تقرأ الظروف والمعطيات". وأكد الحزب السوري القومي الاجتماعي و"حزب الله" ان "استكمال التحرير يفرض استمرار النهج المقاوم لتحرير مزارع شبعا والافراج عن الأسرى المعتقلين في السجون الإسرائيلية". وطالبا ب"اخراج المقاومة من لعبة الابتزاز التي يقوم بها بعض الأطراف في محاولة لتخيير اللبنانيين بين التحرير ورغيف الخبز". وفي المقابل، طالب النائب ألبير مخيبر ب"إلغاء الاتفاق العسكري بين لبنان وسورية والطلب من الرئيس السوري بشار الأسد سحب جيشه من لبنان". وقال في بيان أمس "إن ضرب الرادار السوري وما تبعه من مواقف للدولة يدل انها كانت تراهن على سورية وان ما حصل هو اتفاق عسكري بين البلدين وهذا ما أكده التدخل الإسرائيلي"، مطالباً ب"المحاسبة لأن الدولة اللبنانية أصبحت في خطر والحكم أصبح ديكتاتورياً". وسأل رئيس الجمهورية اميل لحود "كيف يسمح بأن تخرق مقاومة "حزب الله" الخط الأزرق مرات عدة وبعلم الرئاسة اللبنانية ولا تتحرك؟". واذ اعتبر ان تحذيرات أنان للبنان "في محلها وان كل المسؤولية تقع على الدولة اللبنانية"، رأى ان "الهجمات في مزارع شبعا لم يكن لها مبرر الا ادخال سورية الحرب في الجنوب". وخاطب لحود: "ذهبتم الى قمة عمان وشملتم المسار اللبناني بالمسارين السوري والفلسطيني. وهذا عمل يتنافى مع استقلال لبنان، وأصبحنا نعتبر ان فخامتكم لا تردون طلباً لسورية". وختم: "كفى لبنانمؤامرات متتابعة لن تنتهي الا بجلاء الجيش السوري". ورأى رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون "ان ضرب موقع سوري أفضل من ضرب محطة كهرباء لبنانية"، مشيراً الى ان شارون كان أوضح انه، إذا حصل أي اعتداء، سيحمل المسؤولية لسورية". وقال شمعون: "ما يلفت اليوم ان الرئيس نبيه بري طمأن دولة الصين الى انه لن يتنازل أبداً عن مزارع شبعا، وليس المهم ان يتنازل هو عنها بل ان تتنازل سورية عنها وتوقع خريطة أو ورقة تعترف فيها بأن شبعا ليست لها، والمزعج في الأمر ان سورية غير مستعدة لتوقيع ورقة بالتنازل عن شبعا، فكيف ستتنازل عن لبنان؟ هذا مؤشر الى نياتها الخروج منه". وعن الحوار، أجاب: "المهم ان نعرف الحوار على ماذا، ويجب ان يكون صريحاً وجريئاً ولكن ما نراه يبدأ بالتنازلات عن شيء اسمه سيادة، فإذا كانوا مستعدين للتحاور فنحن حاضرون ولا نتهرب ابداً". وأشار الى انه يلبي دعوة الى زيارة سورية "بعد خروج القوات السورية من لبنان وعندها ليس هناك مشكلة فنحن منذ زمن ننادي بالعلاقات الجيدة معها". وقال ان صفير "يجب الا يذهب الى سورية الا بعد اعطائه كل الضمانات وهو يعلم تماماً ماذا سيفعل في هذا الموضوع، علماً ان لدينا خبرة الرئيس كميل شمعون الذي ذهب ثلاث مرات الى دمشق بعد قطع الوعود، وكان يعود كل مرة فارغ اليدين، فإن لم يكن هناك شيء ملموس يجب الا نذهب الى سورية". وكان شمعون زار الرابطة المارونية التي رأت "أن لبنان يواجه وضعاً خطيراً نتيجة التحول المهم في الصراع العربي - الإسرائيلي مع المنحى التصعيدي للحكومة الإسرائيلية الذي عاد يضغط على الساحة اللبنانية ويعيدنا الى أجواء التوتر ويبعدنا عن المسار الصحيح للسلام". واذ دان الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان "التي استهدفت لبنان وسورية معاً"، دعا كل القوى السياسية الى "مزيد من اليقظة".