هاجمت سيغولين رويال المرشحة الاشتراكية الأوفر حظاً للفوز في الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة، بشدة منافسها اليميني نيكولا ساركوزي، في اول خطاب بعد العطلة الصيفية يشكل فاتحة حملتها الانتخابية لكسب تأييد فريقها لترشيحها. وانتقدت رويال المرشحة الوحيدة بحسب استطلاعات الرأي التي يمكنها التقدم على وزير الداخلية ساركوزي في الانتخابات، سياسة تحديد المهاجرين التي يقترحها، واعتبرتها"نهباً لأدمغة"الدول النامية، وذلك في خطاب اقرب الى برنامج سياسي التقته في"عيد الوردة"وهو عيد الحزب الاشتراكي في فرانجي ان بريس شرق فرنسا. وكانت رويال انتقدت بشدة السبت، عمليات إبعاد الأجانب التي ترافقها"ضجة كبيرة"بعد إخلاء اكبر مبنى يقطنه لاجئون من دون تصريح وخصوصاً عائلات من مالي وساحل العاج، من الشرطة. وتنذر الهجمات الكلامية المتبادلة بين رويال وساركوزي حول موضوع اقتحام مجهولين لمنزلها في باريس خلال الصيف، بحملة انتخابية رئاسية صاخبة. واستبقت رويال قادة حزبها بتوجيهها"دعوة الى تجمع كل النساء والرجال الذين يريدون ان يتغير الوضع وان تنهض فرنسا من جديد"متبنية افكار فرانسوا ميتران الذي ترأس فرنسا من 1981 الى 1995. وتسبب وصولها الى"عيد الوردة"بتدافع كبير عبر عن شعبيتها داخل الحزب اذ ان حشد مؤيديها اراد الاقتراب منها فيما حالت صفوف الصحافيين وخصوصاً الفرق التلفزيونية دون ذلك. وجاء في استطلاع للرأي قام به معهد"ايفوب"ونشر الاحد ان سيغولين رويال قد تتقدم بفارق كبير على ساركوزي في جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة في 2007. وستحصل على 55 في المئة من الاصوات في مقابل 42 في المئة لساركوزي بحسب نتائج هذا الاستطلاع. وأفاد الاستطلاع الذي جرى في 10 و11 آب اغسطس الجاري، خصوصاً ان سيغولين رويال هي المرشحة الاشتراكية الوحيدة التي قد تفوز على ساركوزي قائد حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية الحاكم فيما سيخسر الوزيران السابقان جاك لانغ ودومينيك ستروس كان ورئيس الوزراء السابق ليونيل جوسبان المعركة. وفي صعود شعبيتها، حصلت النائبة التي نشرت مجلات النجوم على مدى الصيف صورتها على الصفحات الاولى وهي ترتدي"البيكيني"، على دعم اضافي الخميس، اذ اعلن قرابة عشرة من المسؤولين الاشتراكيين المنتمين الى تيار الغالبية في الحزب الاشتراكي المنقسم الى تيارات عدة تأييدهم لها. وأعلنوا ان سيغولين رويال تبدو في نظرهم"اليوم اكثر شخص مناسب لحمل مشروع تجديد الفرق والأساليب والأفكار"الذي تحتاج اليه البلاد. وتعتزم رويال صديقة قائد الحزب الاشتراكي فرانسوا هولاند خصوصاً تكذيب معارضيها داخل فريقها الذين يعتبرون ان شعبيتها ستنهار في آخر المطاف. الا ان الجميع لا يتفق على ذلك. ومن جهة اخرى دعا عشرة مسؤولين اواخر تموز يوليو الماضي، الحزب الاشتراكي الى"التباحث"حول ترشيح رئيس الوزراء السابق ليونيل جوسبان للانتخابات الرئاسية في 2007 باسم الواقعية، على رغم تجاوزهم بذلك استطلاعات الرأي. اما قادة الحزب الكبار الملقبون"الفيلة" فلم يتخل احدهم حتى الآن عن رغبته في ترشيح نفسه وسينتهزون فرصة اللقاءات الصيفية للحزب من 25 حتى 27 آب اغسطس الجاري، في لاروشيل غرب فرنسا لاجتذاب الناشطين الحزبيين. ويعتزم جاك لانغ الذي دعا الاشتراكيين الجمعة الى تجاوز"انانياتهم الشخصية الصغيرة"، حشد مؤيديه في 10 ايلول سبتمبر في باريس. من جهته لم يتردد لوران فابيوس الذي قاد الفريق الرافض للدستور الاوروبي في 2005، في انتقاد سيغولين رويال صراحة. ويتوجب على زعيم الحزب الاشتراكي فرانسوا هولاند تنظيم صفوف حزبه قبل موعد الاقتراع المقرر في 16 تشرين الثاني نوفمبر الذي سيختار فيه الناشطون مرشحهم.