افترش عشرات آلاف الزوار الشيعة الأزقة والشوارع القريبة من مرقد الإمام موسى الكاظم، قادمين من مدن عراقية مختلفة سيراً على الأقدام، لإحياء ذكرى وفاته اليوم، فيما خلت شوارع بغداد من حركة السيارات اثر حظر تجول مفاجئ أعلنته الحكومة بعد ساعات من انتشار أنباء عن مقتل سبعة من الزوار في حي العدل، وتزامن ذلك مع إعلان القوات الاميركية اعتقال ثلاثة، قالت انهم قادة في"فرق الموت"اشتركوا في تنفيذ مذبحة 9 تموز يوليو في حي الجهاد غرباً. وتواصل تدفق الزوار الى مدينة الكاظمية التي شهدت العام الماضي فاجعة مقتل حوالي 1000 زائر غرقاً أو اختناقاً بسبب التدافع اثر اشاعات عن وجود انتحاري على جسر الأئمة الرابط بين الاعظمية السنّية والكاظمية الشيعية شمالي العاصمة، في حين كذبت مصادر أمنية رسمية أمس"اشاعة"تناقلتها وكالات الأنباء تحدثت عن سقوط سبعة أشخاص على الأقل كانوا متوجهين الى المدينة سيراً على الأقدام عندما اعترضهم مسلحون بوابل من الرصاص في حي العدل، وأعلنت الحكومة إثر ذلك حظراً على حركة السيارات في عموم بغداد من التاسعة مساء الجمعة حتى اشعار آخر، يرجح ان يكون فجر غد الاثنين. وحذرت بيانات للشرطة والجيش الزوار من تناول مشروبات أو مأكولات يقدمها غرباء. وبعث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي برسالة الى الزوار حضهم فيها على استلهام المناسبة لتجاوز الخلافات الطائفية، وقال:"من أجل استلهام الدروس والعبر من حياة الإمام الكاظم، ندعو علماء الدين وأئمة المساجد والخطباء إلى حض المواطنين على ضرورة التمسك بعرى الأخوة في الدين وتكريس مفاهيم الوحدة الوطنية والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يثير الخلافات والنزاعات الطائفية والمذهبية، ونحذر كل من يستخدم منابر المسلمين للتحريض على العنف الطائفي". وانتشرت قوات الأمن وعناصر ميليشيات مسلحة بينها،"جيش المهدي"وقوات"بدر"تحت اسم"اللجان الشعبية"في الاحياء الشيعية وعلى الطرق الرئيسية التي تسير عليها الجموع الراجلة، منعاً لحدوث اعتداءات، وصولاً الى مكان المرقد الذي اقيمت قربه عشرات السرادقات الكبيرة للاحتماء من حرارة الشمس في انتظار موعد المناسبة فجر اليوم الأحد. ويستمر الاحتفال حتى ساعات العصر، يعود بعدها الأهالي الى منازلهم في باصات اعدت لهذا الغرض كل حسب مدينته، وبعضهم قد ينتظر الى الاثنين للعودة. الأعرجي وكشف حازم الأعرجي، مدير مكتب الشهيد الصدر في الكاظمية مشاركة عناصر من"جيش المهدي"في لجان شعبية لتأمين وحماية الزوار. وأوضح في تصريح الى"الحياة"ان"عمل هذه العناصر يأتي بالتنسيق مع وزارتي الداخلية والدفاع، وهي غير مسلحة وتقدم خدمات الدفاع المدني والطوارئ ومتابعة رصد الحالات المريبة والابلاغ عنها". وشدد علي الدباغ، الناطق باسم الحكومة، على ان"القوات الأمنية العراقية وضعت الخطة الأمنية الخاصة بمراسم زيارة الإمام الكاظم، وتنفذها بالكامل وبأدق التفاصيل، ومن دون تدخل أي جهة غير حكومية". واضاف في تصريح الى"الحياة"ان"الخطة في يومها الأول برهنت على نجاحها وتطويرها نحو الأفضل". وعن دور القوات المتعددة الجنسية في هذه الخطة، قال:"يقتصر هذا الدور على الاسناد"، وأشار الى ان المتعددة الجنسية"وضعت كل إمكاناتها المتطورة في حالة استنفار لانجاح الخطة". وأكد العميد الركن عبدالجليل خلف الشويلي، قائد اللواء الأول في الجيش العراقي ل"الحياة"مشاركة 10 آلاف عنصر من قوات وزارتي الداخلية والدفاع في تنفيذ الخطة، وهم ينتشرون داخل المدينة وخارجها وتضم هذه القوات وحدات مدرعة تخضع جميعها لأوامر غرفة عمليات عليا، تضم بالإضافة الى القادة العراقيين، ضباطاً من القوات المتعددة الجنسية يعملون بصفة مستشارين وقنوات ارتباط مع وحداتهم المساندة، للتنسيق في حال الحاجة الى تدخلها". وتابع:"لقد بنيت الخطة الأمنية على ثلاثة عناصر: نشر وقيادة القطعات على الارض، وتغطية جوية تتضمن بالإضافة الى المشاركة في القتال، عند الضرورة، تقديم خدمات الاستطلاع الجوي ضمن نطاق المدينة ومحيطها". وتجولت"الحياة"في شوارع الكاظمية المزدحمة بالزوار الذين استمروا بالتدفق طوال مساء الجمعة حتى وقت متأخر أمس، وكان ميسورون يمثلون أحزاباً وتيارات سياسية نصبوا مئات قدور الطبخ الكبيرة لإطعام الزوار مجاناً، وتزويدهم حاجاتهم من الماء والفاكهة والعصائر، فيما نصب بعض اصحاب المطاعم سرادقاً خاصاً بهم للطبخ المكون في الغالب من الرز والحساء والخبز، وظلت أبواب المطاعم مفتوحة. ويندر في بغداد والمدن العراقية قضاء العائلات وقتاً خارج المنزل خلال ساعات حظر التجول، فيما تجمعت مئات العائلات لتبادل الحديث حتى ساعات الفجر، وسط صخب ليلي رافقه استمرار للتيار الكهربائي، وهذا نادرفي حياة العراقيين. قوات الامن الى ذلك، جاء في بيان للقوات المشتركة الجيش الأميركي والقوات العراقية ان تلك القوات اعتقلت ثلاثة من قادة"فرق الموت"المتورطين في مجزرة تموز يوليو في حي الجهاد غرب بغداد. وأكد البيان، الذي تلقت"الحياة"نسخة منه، ان"القوات العراقية نفذت عملية القبض على الثلاثة في حي الرشيد ، من دون أي مقاومة تذكر". واضاف البيان أن"المعتقل الأول هو أحد القادة البارزين في الجماعات المتمردة. ويعتقد انه المسؤول عن هذه المجموعة، شارك في تنفيذ عدد من المكامن في حي الجهاد في 9 تموز الماضي، والثاني ايضاً قيادي بارز في الجماعات المتمردة ويشتبه في ان الخلية التي يقودها أقامت نقطة تفتيش في حي الجهاد في 9 تموز الماضي، كما يعتقد انه والخلية مسؤولان عن خطف العديد من المواطنين وقتلهم". أما الثالث والخلية التابعة له، فيعتقد"أنه اشترك ونفذ مذبحة 9 تموز". ويرجح أن هذه الخلية مسؤولة عن هجمات بعبوات وخطف وقتل مواطنيين عراقيين والتشهير بجثث المخطوفين بربطها بحبل وجرها خلف سيارات في الشوراع". ولم يذكر البيان اسماء المعتقلين او الجهات التي يرتبطون بها.