تباينت ردود الفعل الرسمية في اسرائيل على خطاب الرئيس السوري بشار الأسد امس. ورأى وزير الدفاع عمير بيرتس انه ينبغي تهيئة الظروف لاجراء محادثات مع سورية، في حين حذرت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني دمشق من عواقب"التحرش"باسرائيل. في غضون ذلك أعلن رئيس هيئة أركان الجيش الجنرال دان حالوتس أن الانسحاب من جنوبلبنان قد ينتهي في غضون 7 الى 10 أيام،"شرط ان تكمل القوات الدولية وقوات الجيش اللبناني الانتشار في الجنوباللبناني". وقال وزير الدفاع ان كل حرب تخلق فرصاً لعملية سياسية جديدة أوسع، وانه ينبغي اجراء حوار مع لبنان وتهيئة الظروف للحوار مع سورية. وأعرب عن أمله في أن يمكّن الوضع الجديد من تطبيق القرارات الدولية على الأرض. وتابع:"انا على ثقة ان اعداءنا أدركوا انهم لن يقدروا علينا... لقد بات حزب الله يدرك انه سيدفع ثمنًا باهظاً جداً على كل محاولة لاستفزاز اسرائيل"، مشيرًا الى ان استعمال اسرائيل القوة ساهمت في تحسين مضمون القرار الدولي. وقال الوزير"سأبذل كل جهد للعودة الى المسار السياسي واستئناف الحوار مع الفلسطينيين"وان"اسرائيل لم تعتزم ذات مرة الانجرار الى الوحل اللبناني وان لا نية لها بفعل ذلك الآن". وأضاف ان القوات الاسرائيلية في الجنوب"سترد على كل محاولة للمساس بها بكل قوة". مشيرًا الى ان وقف النار يبدو ثابتًا وان اسرائيل تصر على ان يكون بمقدور قوات"يونيفيل"ان تفرض الاتفاق في جنوبلبنان. وختم انه في الايام القريبة"سيتم نشر القوات الدولية على نحوٍ يمكن اعادة جنود الاحتياط الى منازلهم". وقالت ليفني"ان سورية تقوم اليوم بدور إشكالي في المنطقة وعليها ان تقرر وجهتها". وأضافت" قلنا كل الوقت ان ليس لدينا نية بفتح جبهة مع سورية، وآمل انه مع مرور الوقت سيتغير وجه المنطقة". واشارت الى ان"على دمشق ان تعي ان لبنان يحلّق في اتجاهٍ آخر وانه لن يكون بوسع سورية ان تُبقي جبهات مفتوحة أمام اسرائيل". وتابعت معقبة على خطاب الرئيس الأسد"ان اسرائيل لن تنجر وراء استفزازات ايرانية او سورية. لقد تحركت اسرائيل ضد التهديد الذي كان وستتحرك ضد أي تهديد آخر... لقد قررنا في معركتنا الأخيرة ان لا نفتح جبهة حرب مع سورية لكن سورية تعرف ماذا ينتظرها في حال فتحت جبهة مع اسرائيل، ولا حاجة للدخول في التفاصيل". من جهته قال الجنرال دان حالوتس ان الواقع الامني الجديد في لبنان سيتغير وسنرى في لبنان"حزب الله بشكلٍ آخر.. وها نحن نسمع اليوم اصواتاً كثيرة في لبنان رأت الدمار الذي جلبه حزب الله". وأضاف"انه اذا ما سارت الامور على ما يرام وخرج الاتفاق المتعلق بالقرار الدولي لوقف النار الى حيز التنفيذ فإنه خلال 10 أيام سيغادر آخر جندي اسرائيلي أرض لبنان". واشار الى ان"حزب الله"، كما اسرائيل، يحافظ على وقف النار"وقد دفع ثمناً مباشراً سواء باصابات في الأرواح أو تدمير بنيته التحتية وضرب منظومة صواريخه بعيدة المدى فضلاً عن المس بمكانته داخل لبنان وفي العالم"، مضيفًا ان المناطق التي يحتلها الجيش الان ستنقل الى قوات"يونيفيل"التي ستنقلها بدورها تدريجاً الى الجيش اللبناني الذي، كما يبدو، سيبدأ انتشاره شمال الليطاني ابتداءًا من اليوم بانتظار اوامر للتوجه الى الجنوب، كما تمّ الاتفاق عليه في لقاءات اليومين الأخيرين مع ممثلي اليونيفيل والجيش اللبناني. وقال مسؤول عسكري كبير"ان نتائج الحرب على لبنان تتواءم وتوقعات الجيش منها، باستثناء الثمن الباهظ الذي دفعه الجيش بأرواح جنوده"، وأضاف ان اتفاق وقف النار هش،"ونبذل جهداً للحفاظ عليه، فيما احتمال ان يقوم الطرف الآخر بخرقه وارد ما يحتم على القوات الاسرائيلية، البرية والجوية والاستخباراتية ان تكون على اهبة الاستعداد".