سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قررت تطوير دبابة "مركافاه 4" وصواريخ مضادة للصواريخ القريبة المدى وألغت تقليص الخدمة الالزامية وكثفت تدريب الاحتياط القيادة العسكرية في اسرائيل تستعد استراتيجياً للمرحلة المقبلة
نقلت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية في عنوانها الرئيس امس ان تقديرات هيئة أركان الجيش الاسرائيلي تقود الى ان سورية و"حزب الله"قد يشنان حرباً على اسرائيل الصيف المقبل من دون ان تحدد موعداً دقيقا. وبحسب تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية، بقي بيد"حزب الله"في جنوبلبنان خمسة آلاف صاروخ"كاتيوشا". وذكرت الصحيفة ان القيادة العسكرية في اسرائيل التي أجرت أخيرا عدداً من الجلسات التشاورية اتخذت قراريْن مرحليين، اولهما تطوير منظومة الصواريخ المعدة لاسقاط صواريخ قريبة المدى كالتي تعرضت لها البلدات الاسرائيلية خلال الحرب الأخيرة، والثاني الامتناع عن الغاء خطة تطوير دبابة"مركافاه"التي دمر"حزب الله"العشرات منها خلال الحرب بمضادات أثبتت نجاعتها وشكلت احدى مفاجآت الحرب بالنسبة الى اسرائيل. وزادت الصحيفة انه وفقا لقرار هيئة الأركان ستعمل الصناعات العسكرية الاسرائيلية على تطوير منظومة الصواريخ المضادة لصواريخ أرض - ارض بعد ان لم تولها الأهمية اللازمة قبل الحرب، وذلك من خلال تطوير صواريخ متوافرة او ابتكار أجيال جديدة من هذه الصواريخ. وتابعت انه سيتم العمل على تطوير دبابة"مركافاة 4"واستبدال الدبابات القديمة منها وتلك المعرضة للتدمير بسهولة. وجاء ايضا ان هيئة اركان الجيش علقت قرار رئيسها الجنرال دان حالوتس تقليص فترة الخدمة الالزامية بأربعة الى ثمانية شهور والذي كان مفروضا البدء بتطبيقه في اذار مارس من العام المقبل. كما تقرر تكثيف تدريب الاحتياطيين في وحدات المشاة لإعدادهم جيداً لخوض حرب، وبالتالي تمكين الوحدات النظامية المنتشرة على الحدود وفي المناطق الفلسطينية المحتلة من القيام بتدريبات مماثلة. ومن الاستنتاجات المرحلية الأخرى التي توصلت اليها هيئة أركان الجيش، إعفاء الجيش من مسؤوليته عن الجبهة الداخلية واحالتها على وزارة الأمن الداخلي او اي وزارة أخرى تختارها الحكومة، وذلك لتخفيف العبء عن الجيش وتمكينه من التفرغ للمهمات القتالية. وبناء على تلخيص اداء الجيش ابان الحرب وقدرات هيئة الاستخبارات العسكرية، لخص الجنرال حالوتس رؤيته الاستراتيجية على المدى المتوسط والبعيد، في خمس نقاط رئيسة هي: - الاستعداد لاشتعال قتال على الحلبة الشمالية الحدود اللبنانية: أي ان تبادر سورية وحزب الله، كل على حدة او معاً، بدعم من إيران على البدء بأعمال عدائية، و"هذا الخطر متوقع خلال العامين المقبلين، وقد يصل ذروته في ربيع - صيف العام المقبل". ومن عوامل التصعيد المتوقع، ذكر حالوتس:"أجواء النجاح المتزايد للقوى المعادية لإسرائيل والغرب في المنطقة، وقرار اميركي بسحب معظم القوات الأميركية من العراق، ما سيعزز هذه الأجواء ويحتم متابعة احتمال انخراط العراق في جبهة شرقية لاسرائيل جديدة مع سورية وايران". - قتال غير متواز: ترى هيئة الأركان ان دولاً عربية"معادية"وعلى رأسها سورية، وتنظيمات شبه عسكرية وعلى رأسها"حزب الله"، تخلت حتى قبل الحرب في لبنان - ثم كعبرة منها - عن فكرة مواجهة مباشرة مع اسرائيل اقرارا منها بتفوق الأخيرة العسكري خصوصا الجوي، وتخلت ايضا عن فكرة القضاء على اسرائيل بعملية برية، اذ اختارت حرب الاستنزاف المتواصل واعتماد سلاح المشاة مدعوما بوسائل مضادة للدبابات وبالكوماندوز والأنفاق، و"كل هذا يحتم على الجيش الاسرائيلي ان يحقق جهوزية حقيقية، علنية بهدف الردع، واذا لم ينفع الردع فيجب تحقيق انجاز عسكري سريع". - الإرهاب: تطرح الجهود المتواصلة في الساحة الفلسطينية لتنفيذ عمليات تفجيرية، بتوجيه علني متزايد من حكومة"حماس"كما يقول حالوتس، علامات استفهام في شأن الاستعداد الذي ابداه الجيش في السابق وبعد خطف الجندي غلعاد شاليت للتوصل الى ترتيب العلاقات مع حكومة"حماس"عبر الاتفاق على هدنة. اما تعاظم قوة"حماس"في غزة في الأشهر الأخيرة وموقفها الرافض شروط الرباعية الدولية للمصالحة مع اسرائيل ووقف الارهاب واحترام الاتفاقات الموقعة، فترجح الكفة، في اوساط قيادة الجيش، نحو اعتماد الخطة الهجومية. وترى القيادة ان"التصعيد المتوقع في الارهاب"سيشهد تقاربا تدرجيا بين"حماس"و"الجهاد الاسلامي"وتنظيمات اقليمية في مصر والأردن ولبنان وغيرها ذات علاقة بتنظيم"القاعدة". - تحديات من مسافات بعيدة: التركيز هنا على إيران بشكل أساسي"التي تعتبر خطرا متعاظما"رغم أن هذا الخطر ليس داهما في السنة المقبلة، كما يرى العسكريون الاسرائيليون. ولعل ما يشير الى ان هذه المسألة ليست الآن على رأس سلم اولويات، كما تكتب"هآرتس"، هو عدم انشغال سلاح الجو والبحرية والاستخبارات بتحضيرات خاصة مقارنة بالتغييرات التي يفترض ان يشهدها سلاح المشاة في اعقاب الحرب على لبنان. - عتاد غربي متطور لدى جيوش المنطقة: الطائرات والقطع البحرية والصواريخ والمدرعات التي في حوزة دول عربية تقيم حكوماتها علاقات سلام مع إسرائيل أو تلك التي لا تنشط ضد اسرائيل، قد تتحول إلى تهديد فوري وخطير في حال سقوط تلك الأنظمة، أو حدوث معركة خلافة بعد رحيل الحكام الحاليين وصعود أنظمة معادية. وفي هذا السياق، ستطالب اسرائيل واشنطن بتطبيق التزامها الحفاظ على"التفوق النوعي"للجيش الإسرائيلي، عن طريق وضع الأجيال الأكثر تطورا من منظومات الاسلحة الأميركية تحت تصرف الأخير في مقابل حجب التطور الحاصل على هذه الاسلحة عن الدول العربية المعتدلة حاليا.