سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هددت "حزب الله" بعواقب العودة الى الحدود وأكدت ان طيرانها سيواصل طلعاته فوق لبنان . إسرائيل تنسحب من الجنوب باستثناء الغجر وتحذر دمشق وتحمل بيروت مسؤولية السلام
كما كان متوقعاً، سحبت إسرائيل جنودها من جنوبلبنان امس مخلية المواقع التي كانت لا تزال تحتلها منذ عدوانها في تموز يوليو الماضي. وفيما غادر نحو 200 جندي الى داخل الأراضي الإسرائيلية بقي عدد منهم في القسم اللبناني من بلدة الغجر التي لم ينسحبوا منها"لأسباب امنية". ومع الانسحاب أعلنت إسرائيل ان"حكومة بيروت اصبحت المسؤولة الوحيدة عن حفظ السلام في الجنوب". وأكدت القوات الدولية"يونيفيل"في بيان أمس، انسحاب الجيش الإسرائيلي من المواقع التي كان لا يزال يحتلها في الجنوباللبناني، باستثناء منطقة الغجر الواقعة في القطاع الشرقي من المنطقة الحدودية، مؤكدة أن"يونيفيل على اتصال وثيق مع الجيش الإسرائيلي لتسهيل الانسحاب السريع من منطقة الغجر". ولفتت"يونيفيل"الى أنها"تعمل على التأكد من عدم وجود جنود إسرائيليين في المناطق التي أعلن إخلاؤها"، مؤكدة أن"القوات اللبنانية ستبدأ الانتشار في هذه المناطق اعتباراً من صباح اليوم الاثنين". واعتبر القائد العام للقوات الدولية الجنرال الفرنسي الان بلليغريني أمس،"ان هذا الانسحاب هو تقدم مهم تحقق"، وقال:"ان الجيش الاسرائيلي انسحب من جنوبلبنان ما عدا منطقة الغجر، متوقعاً ان تغادرها القوات الاسرائيلية، تطبيقاً للقرار 1701". وأضاف:"ان الجيش اللبناني بات اليوم في موقع السيطرة على هذه المناطق التي أخلتها القوات الاسرائيلية وعليه ان يقدم اليوم الأمن والاستقرار الى السكان في جنوبلبنان الذين عانوا كثيراً". وأعلنت قيادة الجيش اللبناني - مديرية التوجيه في بيان أمس، أن عناصر الجيش اللبناني سيبدأون بالانتشار في قرى كفركلا ومروحين ومارون الراس والعديسة عند الثامنة من صباح اليوم، على أن يتم رفع العلم اللبناني للمرة الأولى في منطقة اللبونة في حضور قائد الجيش العماد ميشال سليمان. ومن الجانب الإسرائيلي، أرفقت إسرائيل الإعلان عن انسحابها غير المكتمل بتحذيرات الى"حزب الله"من عواقب العودة الى الحدود وبتحذير الى سورية من"نتائج ارتكاب خطأ بمهاجمة إسرائيل"، فيما لم يستبعد سياسيون وعسكريون مواجهة جديدة مع"حزب الله"خلال اقل من عام. وكان المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي أعلن امس ان الجيش أنهى فجراً انسحابه من لبنان تنفيذاً للقرار الدولي الرقم 1701 وانه سلم الأراضي التي كان يحتلها الى القوات الدولية، فيما نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مسؤول عسكري كبير تأكيداته على ان الطائرات الاسرائيلية ستواصل طلعاتها فوق لبنان الى حين تنفيذ لبنان استحقاقات القرار الدولي 1701، خصوصاً في مسألة منع نقل أسلحة الى"حزب الله"عبر الحدود مع سورية. وذكرت صحيفة"هآرتس"ان الجيش الاسرائيلي اقترح اخيراً على القوات الدولية والجيش اللبناني شروطه للانسحاب من القرية وتقضي بأن تتحمل القوات الدولية المسؤولية الأمنية عن شمال القرية وتمنع حركة حرة من القرية الى لبنان وبالعكس فيما تبقى المسؤولية المدنية بيد اسرائيل على أن تتولى اسرائيل المسؤولية كاملة عن جنوب القرية الذي تحتله منذ عام1967. حالوتس وقال رئيس هيئة أركان الجيش الجنرال دان حالوتس ان استتباب الهدوء على الحدود مع لبنان هو من مسؤولية الحكومة اللبنانية"ويتعلق بشكل ونشاط الجيش اللبناني والقوات الدولية". وتابع في حديث إذاعي امس ان الجيش الاسرائيلي أعطي التعليمات الواضحة للرد على تحرشات وإلقاء حجارة على جنوده من داخل الأراضي اللبنانية وتقضي بالتحذير اولاً"وإذا لم يجد الأمر نفعاً فيتم اتخاذ خطوات ضد المشاغبين". وزاد ان وجود أشخاص لبنانيين بالقرب من الحدود يحملون أعلاماً أو يلبسون زياً معيناً لا يشكل سبباً كافياً للرد"لكن تصرفات اخرى يمكن ان تبرر رداً من طرفنا". وقال انه في حال حاول افراد من"حزب الله"الوصول الى منطقة الحدود حاملين السلاح فإن الجيش سيعمل على منع ذلك بكل الوسائل المتاحة لديه"وسيمنع الجيش أي محاولة لحزب الله ترميم بنيته التحتية". وتطرق حالوتس الى سورية، قائلاً ان الأصوات فيها"تتراوح بين قطبين، السلام والحرب". وأضاف انه"يبدو ان السوريين يعتقدون بأنهم ربما يمتلكون القدرة على تغيير الوضع بالقوة، لكني اعتقد انهم يرتكبون خطأ جسيماً اذا اختاروا هذا الطريق". پالى ذلك أقر حالوتس في مقابلة مع"يديعوت احرونوت"بأن مستوى اداء الجيش خلال الحرب على لبنان كان"متوسطاً لا أكثر"وأقر بأنه يعيش اصعب فترة في حياته وانه لا يحتمل الثمن الذي دفعته اسرائيل في هذه الحرب، وقال:"اشعر بغصة وانقباض صدر، بحكم مسؤولياتي ازاء الثمن الذي دفعته اسرائيل في الحرب"، لكنه أصر على القول ان اسرائيل انتصرت في هذه الحرب. وأضاف انه لا يفكر بالاستقالة لكنه لن يتردد في تقديمها في حال تبين له انه ارتكب أخطاء جسيمة. پواستبعد حالوتس ان مواجهة جديدة مع"حزب الله"قريبة، وقال ان الضربة التي تلقاها"حزب الله"ستدفعه الى التفكير عشر مرات قبل ان يسخن الأجواء من جديد على الحدود. وأضاف انه يرى ان إسرائيل قريبة اكثر لمواجهة في قطاع غزة منها في لبنان،"اذا واصل الفلسطينيون عملية جمع وسائل قتالية وتحسينها... عندها سنكون مضطرين الى إعطاء الرد وبسرعة لأنه يحظر علينا السماح بتكرار ظاهرة لبنان في القطاع". ومن جهته، كرر وزير البنى التحتية، وزير الدفاع سابقاً بنيامين بن اليعيزر تقديراته بأن الجيش الاسرائيلي سيضطر الى العودة الى لبنان في غضون 3- 4 شهور، معتبراً نجاح الجيش اللبناني في مهماته في جنوبلبنان منع عناصر"حزب الله"من العودة إليه مجرد أوهام. والى ذلك، نقل موقع صحيفة"معاريف"الإلكتروني عن ضابط إسرائيلي كبير توقعه بأن تتجدد المواجهة بين إسرائيل وپ"حزب الله"في غضون عام، معتمداً في تقديراته"سلوك القوات الدولية في اللقاءات التي تمت أخيراً بين ممثليها وممثلي الجيش الاسرائيلي والانطباع التولد منها بأن القوات الدولية لن تكون قادرة على منع تجدد المواجهات". والمناطق التي أخلتها قوات الاحتلال الإسرائيلي هي تلة الحمامص وعيترون وأطراف مركبا والعويضة وبليدا وحولا وعديسة ووادي حونين وكفركلا والمواقع المشرفة على قرى: رميش، عيتا الشعب، مارون الراس ورامية في قضاء بنت جبيل وبلدة بلاط المحاذية لبلدة مروحين. مشاهدات وفي منطقة الحمامص عند الأطراف الجنوبية لبلدة الخيام عكس توجه المزارعين والرعاة الى تلة الحمامص اجواء من الارتياح وشوهد مزارعون من بلدة الوزاني يدرسون محصول القمع فيم اكان رعاة يسرحون بقطيع من الغنم والماعز بين السواتر والخنادق التي اقامها جنود الاحتلال اثناء احتلالهم المنطقة. وحولت جنازير الدبابات المنسحبة مساحات كبيرة من الزفت في الطرقات بين الخيام والحمامص الى خراب. وعلى مسافة اقل من 500 متر أبقت قوات الاحتلال على المنطقة العازلة التي اقامتها داخل الأراضي اللبنانية في سهل الخيام حيث وضعت كميات كبيرة من الأسلاك الشائكة بين الشريط الفاصل أو ما يُعرف بالخط الأزرق وبين الأراضي اللبنانية المقتطعة. وكان مقرراً ان تزيله القوات الدولية منذ اكثر من اسبوعين. وفي المنطقة الفاصلة بين بلدة ميس الجبل ومستعمرة المنارة الإسرائيلية لوحظ ان الجرافات الإسرائيلية جرفت مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية العائدة لأبناء ميس الجبل واقتلاع عدد كبير من اشجار البلوط اثناء توغلاتها في المنطقة. وسُجل في منطقة العباد عند الأطراف الشرقية لبلدة حولا حفر قوات الاحتلال خندقاً بعمق مترين وطول اكثر من 15 متراً وعلى بعد حوالى 4 أمتار من الشريط الفاصل داخل الأراضي اللبنانية في محاولة لعرقلة وصول اللبنانيين الى مقام الصياد الواقع في مرتفع محاذ لموقع إسرائيل من الجهة الشرقية ولموقع للكتيبة الهندية من الجهة الغربية، إضافة الى وضع أسلاك شائكة في القسم اللبناني من المقام المذكور. الى ذلك، سُجل تحرك كثيف للكتيبة الإسبانية العاملة في إطار"يونيفيل". وجابت دورياتها قرى وبلدات القطاع الأوسط ومنطقة مرجعيون.