أعلنت برلين ان وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير سيلتقي الرئيس السوري بشار الأسد اليوم"لتشجيع القيادة السورية والحكومة على اتخاذ موقف بناء من القرار الدولي 1701"في شأن لبنان، في مقابل رفع العزلة الدولية عنها، فيما أكدت مصادر ديبلوماسية في دمشق إن الوزير الألماني سيعرض"حوافز سياسية واقتصادية". وأكد الناطق باسم الخارجية الألمانية ينس بلوتنر أن زيارة شتاينماير إلى سورية اليوم في إطار جولته الإقليمية الثالثة منذ اندلاع الأزمة الأخيرة التي بدأها أمس وتشمل الاردن والسعودية،"تهدف إلى تشجيع"القيادة السورية على اتخاذ موقف بناء"من قرار مجلس الأمن والمساعدة على تنفيذه، في مقابل فك العزلة الدولية والأوروبية عن دمشق. ووصل شتاينماير إلى عمان أمس حيث التقى الملك عبدالله الثاني ووزير الخارجية عبد الإله الخطيب. وقالت الخارجية الألمانية في بيان إن شتاينماير سيجتمع في دمشق، التي سيبيت فيها إلى غد الأربعاء، مع الرئيس بشار الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم. وأضاف الناطق باسم الوزارة أن الوزير الألماني سيلتقي مسؤولين آخرين من دون أن يحدد هويتهم. وفي الرياض، يلتقي شتاينماير كبار المسؤولين السعوديين. وتعد الجولة الثالثة للوزير إلى المنطقة خلال شهر تقريباً، وتهدف إلى"البحث مع المسؤولين العرب في كيفية تحويل منطقة الشرق الأوسط إلى منطقة سلام بعد كل الحروب والأزمات التي أصابتها على مدى العقود الماضية". وقال بلوتنر رداً على سؤال ل"الحياة"إن حكومته"تأمل في أن تتخذ سورية موقفاً بناء، والشروط متوافرة الآن لإقامة اتصالات على خطين متقابلين". وأضاف أن شتاينماير ينظر إلى الزيارة على خلفية"تطلعات واقعية، ويعرف أن الأزمات في المنطقة قديمة ومعقدة ولا بد من العمل على حلها. وسنكون مسرورين إذا أوجدنا ديناميكية تؤدي إلى مشاركة سورية بصورة بناءة في جهود المجتمع الدولي التي ينص عليها القرار 1701". وأكد أن"هذا هو الأمل، والمحادثات مع شتاينماير ستظهر إلى أي مدى تريد القيادة السورية السير"في هذا الاتجاه. وفي دمشق، قالت مصادر مطلعة ل"الحياة"إن زيارة شتاينماير"إشارة إضافية إلى فك العزلة السياسية الأوروبية على سورية". وتوقعت ان تركز المحادثات على لبنان وأن يقدم الوزير الألماني"حوافز"اقتصادية وسياسية، لضمان تعاون سوري في المرحلة المقبلة. وعلمت"الحياة"أمس أن تشدداً فرنسياً يواجه جهوداً المانية واسبانية وايطالية تبذل للدفع نحو تحقيق"اجماع أوروبي"لفك العزلة عن سورية، في حال اتخذت دمشق"خطوات ايجابية"ولعبت دوراً بناء في الأزمة اللبنانية والمرحلة المقبلة. لكن برلين تحرص على"توفير البيئة السياسية المناسبة داخل الاتحاد الأوروبي لإحداث التغيير في سياسته". وقالت مصادر ديبلوماسية ان هناك"اتجاهاً يتنامى في أوروبا للانخراط مع سورية على خلفية المصلحة القوية لأوروبا في إعادة الاستقرار إلى المنطقة من خلال إحياء عملية السلام".