نفى الناطق باسم الحكومة الألمانية توماس شتيغ أمس أن تكون واشنطن وباريس طلبتا من وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير عدم زيارة دمشق خلال جولته الحالية في الشرق الأوسط. وقال رداً على سؤال ل"الحياة"إن"لا أساس من الصحة لهذا الكلام". غير أن شتيغ أضاف متلعثماً أن سفر الوزير الألماني"كان سريعاً ومفاجئاً وحركته الأحداث من أجل إجراء محادثات". وتابع أن موقف شتاينماير لم يتغير من دمشق وأنه"أوضح أكثر من مرة أن الدور السوري مهم كجزء من حل مرحلي". وكانت مصادر ديبلوماسية في سورية أكدت أن أميركا وفرنسا طلبتا من شتاينماير عدم زيارة دمشق بسبب طلب وزير خارجيتها وليد المعلم توجيه تحية إلى"حزب الله"خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب. وتجنب الوزير الإجابة على سؤال للقناة التلفزيونية الألمانية الأولى في هذا الصدد ليل الاثنين - الثلثاء. واستشهد شتيغ بما قال إنه إعلان الرئيس الأميركي جورج بوش بأن حكومته تحاول إجراء اتصالات مع سورية، في معرض نفيه الطلب الأميركي - الفرنسي، قبل أن يشدد على أن العرض الذي طرحه الوزير الألماني على سورية لا يزال قائماً. وأكد أن الحكومة الألمانية تدعم قرار الحكومة اللبنانية إرسال ألف جندي إلى الجنوب، مجدداً موقف شتاينماير بقوله إن برلين"تدعم كل ما يؤدي إلى استعادة الدولة اللبنانية سيادتها الكاملة على كامل أراضيها". وعن مغزى زيارة شتاينماير إلى المنطقة، اعترف شتيغ ل"الحياة"بأن التطورات"فاجأت الجميع"بعد قرار وزراء الخارجية العرب في بيروت وتغير الموقف الروسي من مشروع القرار، ومن ثم الموقف الفرنسي. وقال:"وجدنا أنفسنا في عملية تتغير بسرعة، ونحن نحاول الوصول إلى توافق واسع. يوجد توافق مع شركائنا على أن قراراً لمجلس الأمن لن يصل إلى هدفه إلا إذا وافقت عليه الأطراف المعنية، لذا من المهم التشاور باستمرار مع الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية". وفي دمشق أ ف ب، ذكرت وكالة الأنباء السورية أن الرئيس بشار الأسد بحث أمس ومصطفى عثمان اسماعيل مستشار الرئيس السوداني عمر البشير في تطورات الحرب والجهود العربية لإنهائها. وأشارت إلى أن المستشار السوداني سلم الأسد رسالة من البشير"تتضمن دعم السودان لسورية في مواجهة المخططات المعادية". وأضافت أن اللقاء"تناول تطورات الحرب العدوانية الاسرائيلية على لبنان والجهود العربية المبذولة اقليميا ودوليا وما يبذله السودان رئيس دورة الجامعة العربية"لإنهاء النزاع. والتقى إسماعيل والمعلم، قبل أن يجتمع مع رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل لمدة ثلاث ساعات. وجاء في بيان أصدرته"حماس"أن"اللقاء تناول الظروف والمستجدات في المنطقة، خصوصاً ما يتعلق بالحرب الغاشمة التي يشنها العدو الصهيوني على لبنان وفلسطين". وأضاف أن مشعل أكد خلال اللقاء ان"الحرب المفتوحة على لبنان ... حرب اميركية يقوم بها الكيان الصهيوني بالوكالة والنيابة عن الاميركيين".