دعت الحكومة الألمانية سورية أمس، إلى المشاركة إيجاباً في إنشاء المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة مرتكبي جريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري، والعمل على تهدئة الوضع في لبنان وتبادل العلاقات الديبلوماسية معه، مؤكدة أن وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير سيبحث ذلك مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم في تامبيره الفنلندية على هامش اجتماعات الاتحاد الأوروبي مع دول البحر المتوسط. وتتسلم ألمانيا رئاسة الاتحاد الأوروبي من فنلندا مطلع العام المقبل مدة ستة أشهر، ما سيعطي مواقفها وزناً أكبر. وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة الألمانية توماس شتيغ ل"الحياة"إن المستشارة الألمانية آنغيلا مركل تلقت محادثة هاتفية ليل الجمعة الماضية من رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة الذي وضعها في صورة التطورات السياسية في البلد بعد اغتيال وزير الصناعة بيار أمين الجميل، وأوضح ان "المستشارة اكدت مشاركتها رئيس الحكومة اللبنانية القول إن تهدئة الوضع في لبنان يتطلب أن تعلن سورية استعدادها للمساهمة بصورة نشطة في ذلك، وأن دمشق مطالبة بالمشاركة إيجاباً في إنشاء المحكمة ذات الطابع الدولي والمساعدة في استقرار الوضع في لبنان، ما يتطلب قيام تبادل ديبلوماسي بين لبنان وسورية بعد طول وقت وللتأكيد أن سورية تعترف أخيراً بلبنان دولة ذات سيادة". وتابع أن هذه المواقف كانت في صميم المحادثة التي أجريت بمبادرة من السنيورة. وشدد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الألمانية ينس بلوتنر ل"الحياة"أيضاً على أن النقاط التي بحثتها مركل مع السنيورة سيطرحها الوزير شتاينماير مع نظيره السوري وليد المعلم في تامبيره. وأضاف شتينغ أن برلين"تطالب دمشق وكل دول المنطقة بتشكيل علاقاتها مع لبنان بالشكل المعتمد دولياً من طريق الاعتراف بسيادته ووحدة أراضيه واستقلاله". وذكر بلوتنر أن ألمانيا"تعلن عن هذه المواقف بصورة منتظمة في الحوارات التي تجريها مع سورية وحكومتها". وكانت الفرقاطة الألمانية"مكلنبورغ فوربومرن"عادت امس، من مهمتها أمام الساحل اللبناني إلى قاعدتها في لودفيغزهافن بعدما امضت ثلاثة اسابيع في اطار عمل قوات"يونيفيل"وصرح متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية الى"الحياة"أن الفرقاطة"براندنبورغ"ستحل محلها في القوة البحرية الدولية التي تعمل على منع تهريب السلاح إلى لبنان.