كشفت الصحف البريطانية أمس، المزيد من المعلومات عن المؤامرة المفترضة لتفجير رحلات جوية إلى الولاياتالمتحدة، وسط شكوك جزء من الرأي العام والجالية الإسلامية في توقيت الإعلان عن هذا المخطط. وبعد ثلاثة أيام من حال الاستنفار التي كان لها وقع عالمي دفع عدداً من الدول إلى تعزيز إجراءاتها الأمنية، ما زال نحو24 شخصاً أوقفوا الخميس في بريطانيا، قيد التوقيف الاحترازي على ذمة التحقيق. لكن الشرطة لم تقدم أي معلومات من شانها أن توضح شبهاتها فيهم. ولم يتم توجيه التهمة القضائية إلى أي من المواطنين البريطانيين الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و35 سنة، في حين نشر المصرف المركزي أسماء 19 شخصاً قال انه سيجمد حساباتهم المصرفية. وأكد وزير الداخلية البريطاني جون ريد في تصريح إلى هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، أن الشرطة أوقفت"المشتبه فيهم الأساسيين في هذه المؤامرة"، لكنه أضاف انه"يستحيل ضمان ذلك مئة في المئة". وقال ريد انه تم إحباط"أربعة مخططات كبرى على الأقل"منذ هجمات السابع من تموز يوليو 2005 على وسائل نقل عامة في لندن، ما أوقع 56 قتيلاً و700 جريح. وكان الوزير البريطاني دعا في بيان مشترك مع وزير العدل لورد بيتر غولدسميث الصحافة إلى"ضبط النفس"في تغطيتها المؤامرة المفترضة، معتبراً أن التحقيق الجاري قد تضر به التحقيقات"المثيرة". وأخيراُ والى الشكوك التي عبر عنها بعض ممثلي الجالية الإسلامية، شكك قسم من الرأي العام البريطاني الذي لم ينس عمليات مكافحة الإرهاب السابقة المبالغ فيها مثل الهجوم الذي شنته الشرطة على حي فورست غيت في حزيران يونيو الماضي والذي أصيب خلاله بالرصاص رجل تبين انه بريء ومقتل البرازيلي جان تشارلز مينيزس في 22 تموز يوليو 2005. وامتلأت الصحف الصادرة في لندن أمس، على غرار الأيام السابقة، بتفاصيل نسبت إلى"مصادر أمنية"حول المؤامرة المفترضة الرامية إلى تفجير 17 طائرة في الجو بين بريطانياوالولاياتالمتحدة. وكتبت صحيفة"ذي صنداي تايمز"أن زعيم تنظيم"القاعدة"في بريطانيا"اكبر قيادي في الشبكة الإرهابية البريطانية التي تضم خلايا كشميرية وشمال أفريقية وعراقية"هو مع الأشخاص الثلاثة والعشرين الموقوفين. وقالت الصحيفة إن اسمه لم يكشف"لأسباب قضائية". كذلك نقلت الأسبوعية قلق أجهزة الأمن التي تخشى من أن يكون المزيد من المشتبه فيهم فارين وان يكون"اثنان منهم على الأقل"افلتوا من عملية الدهم التي شنتها الشرطة ليل الأربعاء الخميس. من جهتها أكدت صحيفتا"ذي اوبزرفر"و"ذي اندبندنت"أن نحو عشرين تحقيقاً في إطار مكافحة الإرهاب جار حاليا في بريطانيا. وأفادت صحيفة"ذي صنداي اكسبرس"أن الشرطة استجوبت زوجين في ولثمستو شرق لندن حول الدور المحتمل لرضيعهما في شهره السادس في المؤامرة، مشيرة إلى"مهمة انتحارية عائلية". وقالت الصحيفة إن زجاجة حليب الرضيع كانت على ما يبدو تحتوي على مواد تفجير سائلة. وأخيراً رجحت صحيفة"ذي نيوز أوف ذي وورد"أن يكون مطيع الرحمن"من اكبر قيادي القاعدة"وانه"العقل المدبر"لهذه المؤامرة في باكستان من حيث انطلقت المعلومات التي حملت الشرطة البريطانية على التدخل قبل الموعد المتوقع ضد المجموعة التي كانت تراقبها. وما زالت حال الاستنفار التي أعلنت الخميس، تؤثر في حركة الملاحة الجوية وخصوصاً في مطار هيثرو في لندن حيث ألغيت ثلث الرحلات الجوية أمس. وعززت مطارات كثيرة في العالم إجراءاتها الأمنية مقتدية بريطانيا وحدّت من كمية الأمتعة التي يحملها الركاب في أيديهم بما هو ضروري جداً في الرحلات المتوجهة إلى بريطانياوالولاياتالمتحدة وأحياناً إلى إسرائيل. في هامبورغ، ذكر مسؤول أمني ألماني أن بعض مخططي تفجير الطائرات الذين اعتقلتهم السلطات البريطانية، كانت لديهم اتصالات مع أشخاص في ألمانيا وأن السلطات تحقق في الوقت الحالي حول خلفية هذه الاتصالات. وأضاف أوغوست هانينغ وكيل وزارة الداخلية في حديث لصحيفة"بيلد آم زونتاج"الصادرة أمس، أن ألمانيا لم تكن مهددة في شكل مباشر في أحداث لندن الأخيرة ورفض في الوقت ذاته اتهام السلطات البريطانية بعدم إطلاعها السلطات الألمانية على معلومات محددة طلبتها حول بعض الأشخاص وأشار إلى حساسية الموقف بخاصة في ظل عدم اعتقال جميع المشتبه فيهم وعدم اكتمال التحقيقات. وكان تقرير مجلة فوكوس الألمانية أفاد أن أحد المعتقلين في لندن اعترف باتصاله بزوجة سعيد بهاجي الباكستاني الأصل والهارب منذ اعتداءات أيلول سبتمبر 2001 والمشتبه في تقديمه الدعم لخلية هامبورغ ذات الصلة بتنظيم"القاعدة". وأضاف التقرير أن زوجة بهاجي التركية تقيم في ألمانيا حتى الآن. من ناحية أخرى صرح فولفغانغ شويبله وزير الداخلية الألماني في حديث لمجلة"دير شبيغل"أن الإجراءات الأمنية للمسافرين سيتم تشديدها مستقبلاً، بما في ذلك عمليات تفتيش الركاب وفحص حقائب اليد بدقة وحظر اصطحاب المواد السائلة.