نشرت صحيفة "ذي صنداي تايمز" في لندن أمس، أن أجهزة الاستخبارات البريطانية كشفت محاولة لتنظيم "القاعدة" لخطف طائرات ركاب عدة في وقت واحد بما فيها طائرة تابعة للخطوط الجوية البريطانية، وتحطيمها فوق أهداف بارزة في الولاياتالمتحدة. وفي الوقت نفسه، نشرت صحيفة "ذي أوبزرفر" أن شركة الخطوط الجوية البريطانية بريتش إيروايز تفضل إلغاء رحلاتها إلى الولاياتالمتحدة، على أن تضطر إلى نشر رجال أمن مسلحين في طائراتها. ونقلت عن مذكرة داخلية لمدير الاستثمار في الشركة مايك ستريت وجهها إلى زملائه يوم الجمعة الماضي، أن "بريتش إيرويز لن تسير أي رحلة إلا إذا كانت متأكدة كلياً من أمنها. وفي حال كانت هناك معلومات تتعلق بأمن رحلة معينة وتكون سبباً للقلق، عندها لن نسير هذه الرحلة. هذه هي سياستنا بمعزل عن قدرة الحكومة على نشر رجال أمن مسلحين". وكان وزير الأمن الداخلي الأميركي توم ريدج فرض الأسبوع الماضي على شركات الطيران الأجنبية نشر رجال أمن مسلحين في رحلاتها المتوجهة إلى الولاياتالمتحدة، مبرراً ذلك بتهديدات إرهابية، الأمر الذي دعمته الحكومة البريطانية. امتعاض بريطاني ونقلت الصحيفة عن ناطق باسم جمعية الطيارين البريطانيين قوله إن شركات الطيران الأخرى ستحذو حذو "بريتش إيروايز". وقال: "نعتقد بأن رجال الأمن المسلحين لن يصعدوا أبداً إلى الطائرات البريطانية". واستأنفت "بريتش إيروايز" أمس، رحلاتها بشكل طبيعي بين لندنوواشنطن بعدما كانت ألغت قبل يومين رحلة إلى العاصمة الأميركية بعد تلقيها معلومات عن إمكان حصول عملية إرهابية مشابهة لتلك التي وقعت في 11 أيلول سبتمبر 2001. التخطيط لهجمات وذكرت صحيفة "ذي صنداي تايمز" البريطانية أمس، أن العاصمة الأميركية ومحطات للطاقة النووية في الساحل الشرقي من الولاياتالمتحدة، كانت من بين الأهداف المحتملة ل"مؤامرة إرهابية". وأوضحت الصحيفة في تقرير يبدو أنه عبارة عن تسريبات متعمدة من أجهزة الاستخبارات البريطانية، أن تلك الخطة التي كانت على غرار هجمات 11 أيلول، ما يفسر أسباب إلغاء أو تأجيل إقلاع عشر رحلات جوية كانت متجهة إلى الولاياتالمتحدة من أماكن مختلفة من العالم خلال فترات أعياد الميلاد ورأس السنة. ونسبت الصحيفة إلى مصدر رفيع المستوى في أجهزة الاستخبارات قوله إن عميلاً قام بإبلاغ السلطات المختصة بتلك الخطة المزعومة في عطلة نهاية الاسبوع التي سبقت أعياد الميلاد. وذكر هذا العميل أن متطرفين إسلاميين "كانوا يعتزمون اختطاف طائرة تابعة للخطوط الجوية البريطانية وشركات طيران عالمية أخرى مثل "إير فرانس" و"إيرومكسيكو". وقال إنه إضافة إلى استهداف واشنطن ونيويورك ولوس أنجليس، فإن الإرهابيين كانوا يعتزمون شن هجوم على مستودع للنفط في آلاسكا. وأجريت على الأثر، مراجعة أمنية تفصيلية لكل الرحلات الجوية التي تقوم بتشغيلها شركات الطيران المعنية والمتجهة إلى الولاياتالمتحدة، كما تمت مراجعة كل لوائح الركاب، وفقاً إلى لوائح أعدها مكتب التحقيقات الفيديرالي في الولاياتالمتحدة عن الإرهابيين المشتبه بهم. بريطانيا مركز للإرهابيين؟ أما صحيفة "ذي صنداي تلغراف" فقدمت تفسيرات أخرى لأسباب تأجيل أو إلغاء بعض الرحلات الجوية المتجهة إلى أميركا حيث زعمت أن أجهزة الاستخبارات والأمن البريطانية تطارد اثنين من الإرهابيين التابعين ل"القاعدة" كان يعتقد بأنهما يخططان للهجوم على طائرة باستخدام أحذية تحمل متفجرات وقنابل. وذكرت الصحيفة أن مسؤولي الأجهزة البريطانية يعتقدون بأن هذين الإرهابيين موجودان في بريطانيا ويعتزمان تفجير قنبلة في دورة مياه طائرة، على غرار ما كان ريتشارد ريد البريطاني يخطط للقيام به بتفجير قنبلة في حذائه، في رحلة جوية من باريس إلى ميامي. وقالت "ذي أوبزرفر" إن الاستخبارات البريطانية تطارد أكثر من إرهابيين يحملون جوازات سفر أميركية أو بريطانية أو تابعة لدول أوروبية أخرى. وقالت إن معلومات الاستخبارات توضح أن "الجهاديين" يعتمدون لندن كمركز رئىسي للتمويل المالي وللتجنيد لتنفيذ مثل هذه العمليات.