دافع وزير العدل الأميركي ألبرتو غونزاليس عن المحاكم العسكرية الاستثنائية لمعتقلي غوانتانامو، وقال إنها"تلعب دوراً مهماً في الحرب على الارهاب". وصرح غونزاليس للصحافيين عقب لقائه الرئيس المصري حسني مبارك أمس في القاهرة"نحن ندرس بدقة قرار المحكمة الاميركية العليا"التي أقرت الخميس الماضي بأن الرئيس جورج بوش تجاوز صلاحياته بتشكيله تلك المحاكم. وأضاف:"نحن نعتزم العمل مع الكونغرس لتطوير الاجراءات والممارسات التي تتماشى مع متطلبات المحكمة العليا، ولكننا لا نزال على اعتقادنا بأن المحاكم العسكرية لها دور مهم في الحرب على الارهاب". واتخذت المحكمة قرارها بغالبية خمسة أصوات في مقابل ثلاثة، واعتبرت أن محاكمة سائق زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن اليمني سليم أحمد حمدان 36 عاماً المعتقل في غوانتانامو تنتهك القانون العسكري الاميركي ومواثيق جنيف. وعقب القرار، أشار البيت الأبيض ومسؤولون في الادارة الاميركية إلى أنهم سيجرون مشاورات مع الكونغرس لتحسين القواعد التي تحكم تلك المحاكم بما يتماشى مع قرار المحكمة التاريخي. وأمل غونزاليس محاكمة المعتقلين"أمام محاكم عسكرية فور وضع القواعد التي تتماشى مع متطلبات المحكمة العليا". وسبق أن شددت إدارة بوش على عدم وجود خطط لديها لإغلاق المعتقل للاجانب المشتبه بأنهم إرهابيون. وقال بريان وايتمان المتحدث باسم وزارة الدفاع إن الادارة الاميركية تواصل مراجعة قرار المحكمة وأن الجيش الأميركي أعدّ لائحة تتضمن 115 معتقلاً من بين حوالى 450 معتقلاً في القاعدة البحرية في خليج غوانتانامو، سينقل 99 منهم إلى سجون حكوماتهم ويطلق سراح الباقين. وأشار إلى سياسة أميركية تقضي بعدم طرد أو إعادة أو تسليم أشخاص لبلدانهم حيث يرجح تعرضهم للتعذيب أو الاضطهاد. ولم توجه الولاياتالمتحدة اتهامات إلا إلى10 من معتقلي غوانتانامو بارتكاب جرائم ستعرض على المجالس العسكرية. وقال مسؤولون بعد الحكم إن النية كان توجيه اتهامات إلى حوالى 80 معتقلاً، ما يعني ترك مئات آخرين محتجزين إلى أجل غير مسمى من دون توجيه اتهامات لهم. ولفت وايتمان إلى أنه"لا تزال هناك معلومات يجب تحديدها قد تكون في حوزتهم وتساعدنا على إحباط هجمات في المستقبل أو تعقب شبكات إرهابية وعملياتها ومصادر تمويلها". أما رئيسة مجلس الشيوخ البلجيكية آن ماري ليزين التي زارت في آذار مارس الماضي معتقل غوانتانامو بتكليف من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، فأعربت عن أملها في أن تعلن الولاياتالمتحدة قريباً برنامجاً زمنياً لإغلاق المعتقل، مقترحة أن يتم ذلك في نهاية 2007 كحد أقصى. وقدمت ليزين، الممثلة الشخصية لرئيس الجمعية البرلمانية في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، تقريراً عن غوانتانامو إلى واشنطن، على أن يرفع إلى المنظمة الأسبوع المقبل، علماً أنها لم تلتق والوفد المرافق السجناء في القاعدة الأميركية. ويتضمن التقرير عرضاً للوضع بعد زيارتها وتوصيات تلي تلك التي وردت في تقرير أول قدم في تموز يوليو الماضي. وقالت:"لا يمكن أن يكتفي من يكون على رأس دولة مثل الولاياتالمتحدة بالقول"آمل بأن أقفل"، لا، عندما نريد أن نقفل، أن نقول: هذه هي المهلة وسأفعل هذا بهذه الطريقة". متهمو ميامي على صعيد آخر، قال غونزاليس في مؤتمر صحافي عقده الأسبوع الماضي في واشنطن إن تآمر"الخلية الإرهابية"التي تشكلت داخل الولاياتالمتحدة لم يتجاوز المراحل الأولى. كما سلم بأن المتهمين لم يجروا أي اتصال فعلي ب"القاعدة"ولم تكن لديهم أسلحة أو متفجرات. وكانت قُدمت دفوع براءة ستة أشخاص من تهمة تآمرهم لتفجير مبنى سيرز تاور في شيكاغو الأعلى في الولاياتالمتحدة ومباني مكتب التحقيقات الاتحادي"أف بي آي"في ميامي وأربع مدن أخرى في إطار عملية كانت ستتعدى بضخامتها اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001. ومثل زعيم المجموعة نارسيل باتيستي أمام المحكمة مع المتهمين باتريك ابراهام وروتشيلد أوغستين وبيرسون أوغستين ونوديمار هيريرا وستانلي غرانت فانور. واعتقل مشتبه به سابع هو ليغلينسون ليمورين في أتلانتا ولم ينقل إلى ميامي. وقدمت الدفوع بعد أسبوع من توجيه الاتهام أمام هيئة محلفين كبرى في فلوريدا بأنهم تعهدوا بالولاء لتنظيم"القاعدة"والسعي للحصول على دعمه لرغبتهم في"شن حرب"ضد الحكومة الاميركية وبناء جيش إسلامي ل"الجهاد". واستندت جاكلين أرانجو مساعدة المدعي إلعام الى مرشدَين تظاهر أحدهما بأنه مندوب لتنظيم القاعدة. ولم تقدم أدلة مباشرة تذكر على وجود مؤامرة فعلية لكنها عرضت على المحكمة شريط مراقبة غير واضح يُشاهد فيه أفراد المجموعة التي تتخذ من ميامي مقراً لها، وهم يؤدون القسم الذي زعم أنه بالولاء للقاعدة، ورددوا بالانكليزية"سأكون جندياً من الجنود الاسلاميين". وقالت إنهم"التزموا بتوحيد صفوفهم مع القاعدة". كما عرضت الشريط الذي يظهر فيه زعيم المجموعة المشتبه به باتيستي وهو يشيد بأسامة بن لادن ويبلغ مرشداً لمكتب التحقيقات الاتحادي بأنه ورجاله مستعدون"لقتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص".