اكد قائد عسكري في حركة"طالبان"انها تكتسب دعماً في شكل مطرد من الشعب وحتى من مسؤولين داخل الحكومة، مشيراً الى غضب الأفغان من القوات الأجنبية ل"تعاملها بوحشية"معهم. وتحدث الملا حياة خان قائد الحركة في منطقة سبين بولداك عن تجنيد الحركة ل40 انتحارياً أفغانياً، مؤكداً انها لم تعد في حاجة الى خبرة"القاعدة"في هذا المجال، وذلك في وقت شن انتحاري هجوماً بسيارة مفخخة ضد موكب حاكم قندهار أسد الله خالد الذي نجا من الموت، فيما سقط أربعة قتلى مدنيين وجرح 13 آخرين. واعترف مسؤولون في العاصمة الأفغانية أمس، بأن أعمال العنف التي وقعت فيها الأسبوع الماضي، اكدت تقويض سلطة الرئيس حميد كارزاي الذي وصفوه بأنه"رئيس لبلدية كابول"بسبب ضعف حكومته. وأوضح الوزير السابق حميد الله طرزي ان كارزاي فقد ثقة الناس بسبب عدم وفائه بوعوده على صعيد تعزيز قدرات الشرطة والجيش التي ينظر إليها البعض على انها قوات إجرامية. ورأى ديبلوماسيون غربيون ان الطاجيك المعارضين لكارزاي، استغلوا تورط القوات الأميركية في حادث سير في العاصمة أدى الى مقتل خمسة منهم، لزعزعة استقرار الحكومة التي يتهمونها بمحاباة البشتون، العرق الذي ينتمي إليه الرئيس. وطالب مسؤولون في كابول كارزاي بإخضاع عمل القوات الأميركية والأجنبية لقيود تمنع تكرار حادث إطلاق النار على مدنيين وقتلهم كما حصل مطلع الأسبوع الماضي، او شنهم هجمات وغارات كالتي تودي بحياة مواطنين عاديين بالخطأ. وفي حديث أدلى به على الحدود الأفغانية - الباكستانية، تعهد قائد"طالبان"في سبين بولداك تكثيف هجماتها ضد القوات الأجنبية والحكومية. وقال:"يقتحم الأميركيون المنازل ويعتقلون الناس في شكل عشوائي ويعذبونهم، ما حتم رد فعل الشعب عبر تقديم المأوى لمقاتلينا وتزويدنا أسلحة ومشاركتنا في الجهاد. وحتى المسؤولون في الحكومة يتعاونون معنا". وفي إشارته الى انتحاريين جندتهم الحركة أخيراً، قال الملا خان:"اكتسبنا خبرة كافية في إعدادهم من دون الحاجة الى دعم تنظيم القاعدة"، مشيراً الى معسكرات تدريب ل"طالبان"في ولايتي هلمند وقندهار جنوب. واعترف القائد"الطالباني"بحصول الحركة على مساعدة مالية من أنصارها داخل باكستان، لكنه نفى استخدامها الأراضي الباكستانية منطلقاً لهجمات. وقال:"ننظم عملياتنا وننفذها داخل أفغانستان وليس باكستان". ونجا حاكم قندهار من محاولة لاغتياله امس. وانفجرت سيارة مفخخة يقودها انتحاري على بعد 40 متراً من موكب أسد الله الذي كان برفقة قافلة كندية تابعة لقوات التحالف، في منطقة ادج موسك، علماً ان الجيش الكندي أكد عدم تكبد قواته أي خسائر في الأرواح. تزامن ذلك مع قتل الجيش الأفغاني أربعة من مقاتلي"طالبان"واعتقاله ثلاثة آخرين اختبأوا في قرية في منطقة شاه جوي في ولاية زابل المجاورة لقندهار. وفيما تسببت أعمال عنف واشتباكات اندلعت في ولايات قندهار وهلمند وأوروزجان وزابل الجنوبية في ايار مايو الماضي، بمقتل أكثر من 300 من مقاتلي"طالبان"، ربط الفريق ديفيد ريتشاردز، قائد القوة الدولية للمساعدة في إحلال الأمن ايساف والتابعة لحلف شمال الأطلسي ناتو إنهاء العنف بتنفيذ برامج إعادة الاعمار وخلق وظائف جديدة، وقال:"حين نريد أن نكون أقوياء سنملك هذه القدرة، لكننا نتطلع الى استخدام الجهد العسكري لتسهيل إعادة الاعمار والتنمية". وفي باكستان، قتل جنديان وجرح اثنان آخران، خلال هجوم شنه ناشطون موالون ل"طالبان"على قافلتهم في اقليم شمال وزيرستان القبلي. وهاجم المسلحون القافلة بالصواريخ خارج ميرانشاه. وتلت الهجوم غارات شنتها مروحيات الجيش الباكستاني على معسكر يشتبه بأنه يؤوي متمردين موالين ل"طالبان".