قتل انتحاريان في انفجار سيارة مفخخة حاولا صدمها بقافلة عسكرية أميركية في ولاية زابل جنوبافغانستان أمس، في وقت زارت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس العاصمة كابول كي تجدد دعم بلادها للرئيس حميد كارزاي في مواجهة موجة اعمال العنف الحالية الأكثر عنفاً التي تشهدها افغانستان منذ إطاحة نظام حركة"طالبان"نهاية عام 2001. وأكد جولاب شاه علي خيل، الناطق باسم الحكومة الإقليمية، ان السيارة انفجرت قبل الاصطدام بالقافلة،"ما جنب اي اصابة في صفوف القوات الأميركية". وأعلن قائد"طالبان"في زابل الملا محمد معصوم مسؤولية الحركة عن الهجوم، وأشار الى ان انتحارياً واحداً نفذ الهجوم، ورجح كون الشخص الآخر الذي قتل من المارة. وطالب المدنيين بالابتعاد عن القوافل العسكرية للقوات الأجنبية. وكان مهاجم انتحاري هاجم قافلة عسكرية أميركية خارج قاعدة باغرام شمال العاصمة كابول الاثنين الماضي. وفي مدينة مزار الشريف شمال، أعلن الجيش الألماني جرح ثلاثة جنود في انفجار قنبلة لدى مرور دورية عسكرية ليل الثلثاء ? الاربعاء. على صعيد آخر، قال المهندس أحمد شاه زي المرشح السابق للرئاسة والذي ترأس الحكومة الاولى للمجاهدين في التسعينات من القرن العشرين ل"الحياة"، إن الأوضاع سيئة في افغانستان عموماً والعاصمة كابول خصوصاً. وأكد ان التقارير الإعلامية عن قتل القوات التحالف الدولي عشرات من مقاتلي"طالبان"تضخيم وتزوير للحقيقة، مضيفاً أن عدد القتلى في صفوف التحالف أكبر مما يعلن رسمياً. وأشار أحمد شاه زي الى أن"نسبة 99 في المئة من الشعب الأفغاني غير راضية عن الحكومة الحالية وسياساتها". ورأى ان الفوضى ستعم الأراضي الأفغانية خلال الأشهر التالية،"في حال عدم تشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة فئات الشعب الأفغاني وفصائله كلها وبينها طالبان". وفي شأن زيارة رايس الى كابول، سخر أحمد شاه من تأثيرها المحدود على الافغان، باعتبارها تشمل زيارة مقر سفارة بلادها والقصر الرئاسي حيث يمكث كارزاي،"لذا يمكن القول انها غير مخصصة للشعب أو لمصلحة أفغانستان". وأكد أحمد شاه وجود حديث متزايد في الأوساط المحلية في كابول والاوساط الدوليةپعن إمكان إحداث تغيير سياسي في السلطة يهدف الى استبدال حكومة كارازي،"لكن آلية التغيير لا تزال موضع بحث بين مختلف الفرقاء واولئك الذين يديرون اللعبة الأفغانية من الخارج". وأعلن كلام محمود واثق، المحلل السياسي الأفغاني، ان حدة الخلافات والاتهامات تصاعدت بين كارزاي والولايات المتحدة اخيراً، وبلغت حد مطالبة كارزاي المجتمع الدولي بإعادة النظر في استراتيجية"الحرب على الإرهاب"المتسلل بحسب قوله عبر الحدود، في اشارة ضمنية إلى باكستان المجاورة. وقال واثق ل"الحياة"ان عمليات"طالبان"في الجنوب والشرق الأفغاني وصلت إلى ذروتها، وكذلك حال التذمر الشعبي والخارجي التي جعلت صحيفة"واشنطن بوست"الاميركية تكتب مقالاً انتقدت فيه حكومة كارزاي وزعمت فيه ان الدول الغربية باتت مقتنعة بفشل حكومته وأنه لا بد من تغييرها. وأضاف واثق أن الحديث بدأ يتزايد عن إمكان تغيير الرئيس كارزاي وأن البديل الأكثر حظاً في الحلول بدلاً منه، هو وزير الداخلية السابق علي أحمد جلالي الموجود حالياً في واشنطن،"كما يمكن ان يتولى وزير الخارجية الأفغاني السابق عبدالله عبدالله منصباً مهماً في التشكيلة الجديدة في حال الاتفاق على آليتها.