في وقت قللت الخرطوم من أهمية عزم الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان عقد لقاء مع الرئيس عمر البشير لإقناعه بنشر قوة أممية في دارفور، مجددة تمسكها برفض نقل مهمات قوات الاتحاد الأفريقي المنتشرة في الإقليم إلى المنظمة الدولية، بدأ إسلاميو حزب المؤتمر الوطني الحاكم حملة إعلامية داعمة للبشير، شعارها"بيعة الموت والنصرة"دعوا فيها إلى الاستعداد لمواجهة أي قوات دولية تحاول دخول غرب البلاد. وقال أنان إنه تحادث مع البشير، لكن الأخير كرر رفضه نشر قوات الأممالمتحدة، معللاً ذلك بوجود"أهداف استعمارية"وراء هذه المطالب، وبأن المنظمات اليهودية هي من تحض على هذه الخطوة. وأضاف أنان في تصريح وزعه مكتب الأممالمتحدة في الخرطوم، أمس، انه اتفق مع الرئيس السوداني على مواصلة الحوار خلال اجتماع قمة يعقده الاتحاد الأفريقي في بانجول عاصمة غامبيا مطلع الشهر المقبل، معرباً عن أمله في إشراك الزعماء الأفارقة الآخرين في الحوار. وأشار أنان إلى أنه حاول أن يوضح للبشير أن مهمة القوات الأممية تنحصر في مساعدة السلطات والشعب السوداني وأهالي دارفور، مؤكداً أن نشرها لن يكون ضرورياً إذا تمت حماية سكان الإقليم الذي يشهد حرباً أهلية. وشدد على ضرورة ممارسة مزيد من الضغوط على المجموعات المتمردة التي رفضت اتفاق أبوجا للسلام في دارفور، معتبراً أن الدور الأساسي لقوة الفصل الأممية هو دعم اتفاق السلام"غير المكتمل"بين الخرطوم والمتمردين. لكن مسؤولاً في الرئاسة السودانية قلل من أهمية مساعي أنان. وجدد تمسك الخرطوم بموقفها الرافض نقل مهمات قوات الإتحاد الأفريقي المنتشرة في الإقليم إلى المنظمة الدولية. وقال ل"الحياة"إن البشير"أبلغ أنان موقفه هاتفياً، وكذلك وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام جان مارى جينيو، وليس هناك ما يدعوه إلى العدول عن موقفه". وطالب المنظمة الدولية باحترام خيار السودان ودعم سلام دارفور وتقوية القوات الأفريقية لإنجاز مهماتها في الإقليم. في غضون ذلك، أصدرت"الحركة الاسلامية"في حزب المؤتمر الوطني الحاكم بياناً نشرته عبر إعلانات في الصحف المحلية عنوانه"بيعة الموت والنصرة". وعاهدت البشير على الموت في دارفور"دفاعاً عن العقيدة والوطن"إذا حاولت القوات الدولية دخول الاقليم. كما أعلنت ميليشيات قوات الدفاع الشعبي التي تساند الجيش في عملياته وقوفها خلف الرئيس في أي معارك يخوضها ضد القوات الأجنبية في حال دخولها السودان. وقالت الميليشيات، في بيان أمس، إن"الرسالة التي وجهها أمير المجاهدين رئيس الجمهورية وتناقلتها وسائط الإعلام المختلفة لهي لسان حال المجاهدين قاطبة والسودانيين الغيورين المخلصين، وإننا نجدد بيعتنا للأخ الرئيس ونبر قسمه". إلى ذلك، يناقش مجلس السلم والأمن الافريقي خلال اجتماع وزاري الثلثاء المقبل في العاصمة الغامبية بانجول تقرير بعثة التقويم المشترك بين الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة إلى دارفور، في شأن نقل مهمات قوات الاتحاد الافريقي في الاقليم إلى المنظمة الدولية. وكشف الناطق باسم بعثة الإتحاد فى الخرطوم نورالدين المازني عن زيارة مرتقبة لرئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الفا عمر كوناري الى العاصمة التشادية نجامينا، لدفع تطبيع العلاقات مع الخرطوم. وفي سياق متصل، أوصت اللجنة المشتركة التي شكلت بموجب اتفاق سلام دارفور برفع دعاوى قضائية ضد منتهكي وقف إطلاق النار في الإقليم، ورفع توصية إلى الاتحاد الأفريقي لإتخاذ اجراءات تأديبية ضدهم. وناقشت خلال أول اجتماع لها في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا، أمس، إمكان إشراك الفصائل التي لم توقع اتفاق أبوجا في اجتماعاتها.