أعرب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أمس، عن"أمله"في"تعاون الحكومة السودانية"في شأن نشر قوات حفظ سلام تابعة للمنظمة الدولية في دارفور غرب السودان بعد انتهاء مهمة الاتحاد الافريقي، وذلك قبل يومين من اجتماع لمجلس الأمن خصص لاتخاذ قرار في هذه المسألة. تزامن ذلك مع إعلان متمردي اقليم دارفور أن"الخرطوم تشن حملة عسكرية واسعة في خمسة محاور باتجاه جميع مواقع الحركات وقرى المواطنين الأبرياء الخاضعة لسيطرتها". وقال أنان خلال مؤتمر صحافي في انتاناناريفو في ختام زيارة الى مدغشقر:"اننا في صدد تحضير الخطط المناسبة في شأن دارفور". وذكّر بأن الاتحاد الافريقي"قرر تمديد مهمة قواته لستة أشهر، ما يعطينا مزيداً من الوقت لإعداد قوة الأممالمتحدة"، لكنه أضاف:"أعرف أن الحكومة السودانية لم تكن متحمسة جداً لهذه الفكرة". وأوضح الأمين العام للمنظمة الدولية أن"قوات الأممالمتحدة ستتعاون في شكل وثيق مع الاتحاد الافريقي، وآمل في أن نحصل على تعاون من الحكومة السودانية"، مضيفاً أنها"ليست المرة الأولى التي نعمل فيها مع الخرطوم ... سبق أن نشرنا قوات لنا جنوب السودان، ونساعد المتمردين في الجنوب الذين وقعوا اتفاق سلام ... السنة الماضية، على تطبيقه". وفي شأن مفاوضات السلام في أبوجا بين الخرطوم ومتمردي دارفور، قال أنان:"بالتأكيد اذا تم التوقيع على اتفاق، سيكون من مصلحة الجميع"، معرباً عن أمله"في أن يوقع في أقرب وقت". وأضاف:"لكن الوضع في دارفور يتدهور"، مشدداً على ضرورة"بذل كل ما في وسعنا لمساعدة المهجرين والأشخاص الذين يحتاجون الى مساندة". وكان الاتحاد الافريقي أعطى موافقته المبدئية في 10 آذار مارس على أن ينقل الى الأممالمتحدة مهمة قوته في دارفور ومدد مهمته ستة أشهر. يذكر أن النزاع في دارفور تسبب بمقتل حوالي 300 ألف شخص وتشريد 2.4 مليون آخرين، وفقاً للتقديرات الدولية. عربياً، قال مستشار الرئيس الجزائري عبدالعزيز بلخادم إن بلاده ترفض أي تدخل غربي، ووجود قوات للأمم المتحدة في السودان. وأضاف بلخادم الذي تترأس بلاده حالياً الجامعة العربية أن سياسة الجزائر تدعم وحدة السودان، وتأمل في أن تصل المفاوضات في شأن دارفور إلى الإقرار بوجود عسكري أفريقي لا غربياً أو أممياً تحت غطاء حفظ الأمن في الإقليم. إلى ذلك، استبعدت بعثة السودان لدى الأممالمتحدة، اتخاذ مجلس الأمن قراراً بنشر قوات دولية في دارفور في اجتماعه غداً الثلثاء. وأكد المندوب الدائم للبعثة السودانية في نيويورك بالوكالة عمر بشير أن الوقت ما زال مبكراً لاتخاذ قرار في شأن إرسال قوات دولية إلى دارفور، مبيّناً أن جلسة مجلس الأمن المحددة غداً سيستمع فيها إلى تقرير مبعوث الأممالمتحدة إلى السودان يان برونك، حول الأوضاع في الاقليم. وتابع أن المجلس طلب حضور كبير مفاوضي الاتحاد الافريقي الدكتور سالم احمد سالم، لإحاطته علماً بسير المحادثات السياسية الجارية بين الحكومة السودانية ومتمردي دارفور. وقال بشير إن المجلس لن يتخذ قراراً في شأن القوات الدولية كما ورد في تصريحات بعض المسؤولين لأن اتخاذ مثل هذا القرار يحتاج إلى ترتيبات خاصة من بينها التشاور مع حكومة بلاده. وفي غضون ذلك، أعلنت"حركة العدل والمساواة" فى بيان تلقت"الحياة"نسخة منه:"في تطور مفاجئ ومؤسف، أقدمت حكومة السودان على شن حملة عسكرية واسعة في خمسة محاور باتجاه جميع مواقع الحركات وقرى المواطنين الأبرياء الخاضعة الى سيطرتها". وجاء في بيان للمتمردين"أن قوة من الجنجاويد في منطقة لبدو شرق نيالا، أغارت على بعض قرى المنطقة، فقتلت امرأتين وجرحت شيخاً كبيراً وطالباً، قبل أن تنهب أعداداً كبيرة من أبقار أهالي المنطقة".