سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مسؤول دولي يحذر من "موت السلام" في دارفور ... والرئيس السوداني يحمل على الأمم المتحدة . دوست - بلازي يلتقي البشير ومبارك : دعم فرنسي لمبادرة تعزيز البعثة الأفريقية
في وقت حذر مسؤول دولي أمس من"موت عملية السلام في دارفور"إذا لم ينضم رافضو اتفاق أبوجا إلى العملية، هاجم الرئيس السوداني عمر البشير المجتمع الدولي لإضاعته الوقت في الجدل في شأن تحويل مهمات قوات الاتحاد الافريقي في الإقليم إلى الأممالمتحدة، بدلاً من المساهمة في تنفيذ اتفاق السلام. وأعرب وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست - بلازي عن دعم بلاده اقتراح تعزيز البعثة الأفريقية بقوات من دول عربية وإسلامية قبل لقائه مسؤولين سودانيين بينهم البشير في الخرطوم أمس. وأجرى أمس الوزير الفرنسي محادثات في الخرطوم مع البشير ومستشاره الدكتور غازي صلاح الدين ووزير الخارجية الدكتور لام أكول ركزت على تطورات الأوضاع في دارفور وكيفية الخروج من المأزق في الإقليم. وأكد دوست - بلازي في القاهرة، حيث توقف للقاء الرئيس المصري حسني مبارك ووزير خارجيته أحمد ابو الغيط، أن باريس تدعم مسعى القاهرة لإقناع الحكومة السودانية بقبول تعزيز القوات الأفريقية في دارفور بأخرى من دول عربية وإسلامية. وقال في مؤتمر صحافي مع نظيره المصري أمس، إن هناك"ضرورة لتوسيع رقعة الحوار بين الأطراف المتنازعة في دارفور، وكذلك بينها وبين الحكومة السودانية". وأضاف:"لا بد من وجود حل وسط يفعله الطرفان والفكرة الأولى هي ضمان حماية المدنيين". ودعا إلى"دعم كل الاقتراحات التي تصب في هذا الاتجاه، ولا سيما فكرة وجود قوات مختلطة". وفي الخرطوم، قال وزير الخارجية السوداني للصحافيين إنه اتفق ونظيره الفرنسي على"ضرورة منح الأولوية للحل السياسي وتوصيل المساعدات الإنسانية، وحماية قوافل الاغاثة". وأعرب دوست - بلازي عقب المحادثات مع أكول عن قلقه إزاء تدهور الأوضاع الامنية والإنسانية في دارفور بعد المواجهات الاخيرة بين القوات الحكومية والمتمردين. ودعا إلى"توسيع اتفاق السلام ليشمل رافضيه وحماية المدنيين وتوصيل المساعدات الانسانية الى كل المتضررين من الحرب وتعزيز القوات الافريقية حتى تكون قادرة على القيام بمهماتها". إلى ذلك انتقد البشير، خلال لقائه أمس مساعد الامين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام هادي عنابي، المنظمة الدولية لعدم الضغط على الفصائل التي لم توقع اتفاق أبوجا، معتبراً أنها"عملت على معاقبة السودان بإصدار القرار 1706 وتغاضت عن توجيه إدانة إلى متمردي جبهة الخلاص الوطني التي تسببت في الانفلات الامني في الإقليم". وقال مسؤول السلام فى الخارجية السودانية السفير الصادق المقلي إن عنابي اختتم أمس زيارة للسودان وتوجه إلى أديس أبابا للمشاركة في اجتماع مجلس السلم والامن الأفريقي. وأضاف أن البشير أكد حرص السودان على التعاون مع الأممالمتحده بكل ما من شأنه أن يتسق مع السلام في البلاد وحفظ الأمن. وأشار إلى أن عنابي جدد للبشير تأكيده أن"لا مجال لإرسال قوات أممية إلى دارفور من دون موافقة الحكومة، وأنه لاجدوى من القوات الدولية في ظل فشل العملية السلمية في الإقليم، ولا بدائل لإنجاح السلام إلا بانضمام الأطراف التي لم توقع اتفاق أبوجا وإلا ستُقتل العملية السلمية". في غضون ذلك، شدد مسؤول رفيع في حزب المؤتمر الوطني الحاكم على أن البديل الفعلي للقوات الدولية في دارفور لم يتبلور بعد. وأكد التزام حزبه تطبيق اتفاق السلام في جنوب البلاد وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها المقرر. وقال مساعد الرئيس السابق مسؤول الاعلام في الحزب إبراهيم أحمد عمر، في لقاء مفتوح مع الصحافيين، إن"المشاورات جارية لإيجاد البديل الذي لم تتضح ملامحه للقرار 1706، خصوصاً أن التصريحات الاميركية والبريطانية ما زالت تتحدث عن ضرورة إرسال قوات دولية". وفي السياق ذاته، دعا كبير مساعدي الرئيس، رئيس السلطة الانتقالية في دارفور مني أركو مناوي، قادة الحركات المسلحة الرافضة لاتفاق أبوجا إلى الانضمام إلى ركب السلام. وقال في بيان صحافي أمس:"أحض الذين لم يوقعوا الاتفاق على الانضمام الى ركب السلام حتى نصل معاً إلى دارفور خال من السلاح وآمن ومستقر وواعد بمستقبل مشرف". واضاف أن"سلام دارفور لا يخص جهة أو فرد بعينه وإنما يعم ويشمل جميع أهل السودان الذي أرهقته الحرب". وتعهد السعي إلى إعادة اللاجئين وتعويضهم. ميدانياً، اتهم متمردو دارفور ميليشيات"الجنجاويد"والقوات الحكومية بقتل أكثر من 30 مدنياً في غارة. وقالت"جبهة الخلاص الوطني"في بيان أمس إن"أكثر من 300 مسلحاً من الجنجاويد مزودين نحو 18 سيارة تابعة للجيش الحكومي، شنوا غارة على بلدة سربة على بعد 47 كيلومتراً من مدينة الجنينة في غربي دارفور قبل يومين". واشار البيان إلى أن"الهجمات أدت إلى مقتل 31 مدنياً وجرح آخرين، كما أحرقت القوة المهاجمة 98 منزلاً".