لا يخفي المنظمون الاردنيون لمؤتمر"البتراء - 2"للحائزين على جائزة"نوبل"استياءهم الشديد من التصرف"غير اللبق او الموفق"الذي ظهر به رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت خلال المؤتمر، حيث"اهدر فرصة ثمينة للحديث من منبر عربي لاظهار الاعتدال والنية في السلام"، حسب مسؤول اردني اضاف ل"الحياة"ان اولمرت ظهر على حقيقته بعد ان اعاد تأكيد رفضه الانسحاب من الاراضي المحتلة عام 1967. ويبدو ان اولمرت الذي التقى الرئيس محمود عباس على طاولة الافطار التي اقامها العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني لعدد من المشاركين، اختار هذا الطريق و"خذل الاردنيين"مدفوعاً بدعم وتشجيع المشاركين اليهود في المؤتمر الذي نظمه صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية بالتعاون مع مؤسسة ايلي فيزل الانسانية، بهدف ايجاد اطر لحَمَلة جائزة"نوبل"للمشاركة في صنع السلام والتفاهم الدولي. ويرى المشاركون العرب في المؤتمر ان المسؤول عن تشجيع اولمرت في المضي بتشدده، هو ايلي فيزل، حامل جائزة"نوبل"للسلام وأحد المنظمين الذي ادار الحوار مع عباس واولمرت. فهذا التشجيع انعكس في نوعية الاسئلة المستخدمة ونبرة صوت فيزل الذي قال في تقديمه لعباس:"انت اول زعيم فلسطيني اقابله"، بينما قال في تقديم اولمرت:"انت صديقي منذ 30 عاما". ولم يقتصر الامر على هذه المجاملة التي كشفت عمق انحياز حامل جائزة"نوبل"للسلام الى المتشددين في اسرائيل، بل تعداها الى السؤال الاول الذي وجهه الى اولمرت، طالباً منه التحدث عن اسباب"تحوله من التطرف وانتقاله الى معسكر التنازل والمساومة"، وهو السؤال الذي اعتبره مشاركون عرب غير صحيح على الاطلاق ويتجنى على الحقيقة التي تؤكد ان اولمرت ما زال على رأس معسكر المتشددين الاسرائيليين الذين يعيقون عملية السلام. وابدى بعض العرب تحفظه على صيغة توصية المؤتمر التي اعتبرت ان العمليات الانتحارية"جرائم ضد الانسانية"، وهو ما وافق عليه الرئيس الفلسطيني من دون المطالبة باضافة عبارة"ضد المدنيين"للمصطلح المعروف. لكن الجميع خرج بانطباع ان اهم انجازات للبلد المضيف من المؤتمر جاء بعد النجاح المهم في كسر حاجز الجمود في العلاقات بين اولمرت وعباس اللذين تعانقا عند لقائهما على مائدة العاهل الاردني الذي كان يسعى منذ اسابيع الى تحقيق اختراق بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وكذلك لم يعجب المشاركين العرب الهجوم الشرس المنظم الذي حاول بعض اليهود ومناصروهم صبّه على مناهج التعليم العربية، الامر الذي تصدى له وزير التربية والتعليم الاردني خالد طوقان عندما اشار الى ثقافة العنف والعنصرية في الغرب والمناهج الاسرائيلية، متسائلا:"لماذا لا تتحدثون عن الاصولية المسيحية والصهيونية؟"، وهو ما اثار تصفيق بعض العرب الحاضرين. وحاول الرئيس عباس تجديد مطلبه بعودة اللجنة الاميركية - الفلسطينية - الاسرائيلية لدرس المناهج الاسرائيلية والفلسطينية بقصد تشذيبها من"الحقد والتطرف"، فرد عليه اولمرت:"بدل ان تتباكوا على المعلمين الفلسطينيين الذين لم يتسلموا رواتبهم منذ ثلاثة اشهر، اسألوا عن طبيعة التعليم الذي يقدمه هؤلاء لطلابهم من عنف وحقد ودعوات لتدمير اسرائيل".