واصل الرئيس محمود عباس مشاوراته العربية قبل استئناف المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل، فتوقف في عمّان بعدما زار القاهرة أمس، معلناً أن المفاوضات ستتناول قضايا المرحلة النهائية من دون الدخول في التفاصيل، وأن التفاوض على الترتيبات الأمنية لن يسبق الحدود، في وقت كشفت مصادر فلسطينية مطّلعة ل «الحياة» ان الرئيس حسني مبارك أبلغه ان اسرائيل تريد عقد مفاوضات مباشرة تطرح خلالها قضايا الوضع النهائي. على خط مواز، استبقت اسرائيل وصول المبعوث الاميركي جورج ميتشل امس بتصعيد حملتها ضد السلطة الفلسطينية، متهمة إياها بالقيام بمناورات لتأخير استئناف المفاوضات. وأطلع عباس العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني امس على نتائج جولته الراهنة. وصرح، عقب اللقاء، بأن القيادة الفلسطينية ستجتمع السبت المقبل لتقول كلمتها النهائية في شأن الذهاب الى مفاوضات غير مباشرة. وقال إن هذه المفاوضات ستبحث في «قضايا المرحلة النهائية. لا حاجة للدخول في التفاصيل والاشياء الصغيرة لأننا اكتفينا منها في المحادثات سابقاً. سنذهب فقط ومباشرة الى الحدود والأمن وغيرها من القضايا». وكان عباس وصل الى عمّان من مصر حيث التقى الرئيس حسني مبارك الذي أبلغه بأن الاسرائيليين يريدون عقد مفاوضات مباشرة وطرح قضايا الوضع النهائي. وقالت ل «الحياة» مصادر فلسطينية مطلعة ان «المفاوضات غير المباشرة ستتناول قضايا الحدود والامن، ووضع خطوط نهائية لهاتين القضيتين». من جانبه، قال عباس لاذاعة «مونت كارلو» ان الترتيبات الامنية لن تسبق الحدود، موضحاً: «سبق ان اتفقنا مع الحكومة الاسرائيلية في عهد ايهود اولمرت ومع مستشار الأمن القومي الاميركي جيمس جونز على ترتيبات أمنية محددة بموافقة مصر والاردن»، مضيفاً انه تم الاتفاق على وجود طرف ثالث على الحدود، شرط الا يكون هناك وجود اسرائيلي. وقال: «قبلنا بعد ان حصلنا على تعهدات اميركية» لم يكشف طبيعتها. وفي اسرائيل، التقى ميتشل مساء امس نتانياهو الذي واصلت حكومته تنفيذ استراتيجية من شقين: الأول شن حملة ضد السلطة الفلسطينية رسمياً واعلامياً، واتهامها ب «الممطالة وتأجيل المفاوضات» و«التلكؤ» و«هدر الوقت» و«التحريض»، بحسب مسؤول رفيع المستوى. اما الشق الثاني، فيعمد الى خفض سقف التوقعات من المفاوضات غير المباشرة، والدعوة الى حصرها بأسابيع حتى يتسنى الانتقال سريعاً الى المفاوضات المباشرة. وتردد امس ان بحث قضية القدس سيرجأ الى المرحلة الاخيرة من المفاوضات، اذ نقلت صحيفة «هآرتس» عن الكاتب اليهودي الاميركي الحائز على جائزة «نوبل» ايلي فيزل قوله انه خرج من لقائه الرئيس باراك اوباما اول من امس في البيت الابيض بانطباع بأن الأخير «احترم نصيحته» في هذا الشأن، فيما قال مستشار الرئيس الاميركي ديفيد اكسلرود بعد اللقاء ان اوباما يوافق تماما على ان القدس لا يمكن ان تكون القضية الاولى التي تتناولها المفاوضات.