أعلن مصدر رسمي في اليمن أن جثمان مواطنه صلاح علي عبدالله الذي قضى في غوانتانامو مع معتقلين سعوديين، وصل إلى مطار صنعاء الدولي أمس. ولم يعط المصدر تفاصيل إضافية في شأن تسلم السلطات اليمنية الجثمان. واكتفى بالقول:"وصل جثمان اليمني الذي قيل انه انتحر في غونتانامو". وكان اليمن عبر في بيان لوزارة خارجيته عن استيائه للحادث، كما أبدى قلقاً على مصير بقية المعتقلين اليمنيين وغيرهم. وطالب البيان بسرعة تسليم المعتقلين إلى دولهم، وتوفير محاكمة عادلة في حال توافر أدلة تدينهم. وأكدت السلطات اليمنية ان صلاح علي عبدالله الذي شكك والده في رواية انتحاره، اسمه في المعتقل علي عبدالله أحمد السندي، ويبلغ من العمر 29 سنة، وهو متزوج وليس لديه أطفال. وقضى أكثر من أربع سنوات في معتقل غوانتانامو مع أخيه ياسر الذي ما زال هناك. في غضون ذلك، أعلن المحامي السعودي كاتب فهد الشمري وكيل أسر المعتقلين السعوديين في غوانتانامو انه سيطلب من مجلس النقابة الجنائية الدولية الذي سيعقد في بيروت اليوم الجمعة، تشكيل هيئة تحقيق مستقلة للتحقيق في ملابسات وفاة السعوديين واليمني في غوانتانامو. وقال الشمري في بيان إن كلمته التي سيلقيها أمام مجلس النقابة الجنائية الدولية في بيروت الذي يستمر ثلاثة أيام ستتضمن استنكار"التجاوزات غير القانونية"التي تحصل في حق المعتقلين في غوانتانامو و"سنطالب بتشكيل هيئة تحقيق مستقلة محايدة للتحقيق في ملابسات وأسباب وفاة المعتقلين الثلاثة الذين قضوا في ظروف غامضة". جاء ذلك فيما أكد المسؤول في وزارة الداخلية الأفغانية عبد الجبار ثابت أن واشنطن ستسلم بلاده قريباً، جميع الأفغان البالغ عددهم 96 ومن بينهم قادة بارزين في حركة طالبان والمحتجزين في غوانتانامو. وأقر الرئيس الأميركي جورج بوش بأن معتقل غوانتانامو أساء كثيراً إلى سمعة الولاياتالمتحدة، مما أعطى ذريعة إلى دول أخرى لانتقاد سياسة بلاده، بدعوى أنها تنتهك القيم التي تحارب دفاعاً عنها. وقال بوش:"أريد إغلاق غوانتانامو، ولكنني أدرك أيضاً أننا نحتجز بعض الناس الخطرين جداً هناك، ويستحسن أن تكون لدينا بدايةً خطة للتعامل معهم في حال إغلاقه". وتجدّدت مطالبة مفوضية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية وأعضاء في البرلمان الأوروبي، الولاياتالمتحدة بضرورة إغلاق المعتقل في أعقاب انتحار ثلاثة سجناء. وأعلن وزير العدل البريطاني تشارلز فالكونر المقرب من رئيس الوزراء توني بلير أن معتقل غوانتانامو"عامل تجنيد"للإرهاب. وقال فالكونر:"اعتقد بأن غوانتانامو هو عامل تجنيد للذين يريدون مهاجمة كل قيمنا"، مضيفاً:"نعيش في ظل سلطة القانون. ما يجري في غوانتانامو يضع الناس فوق سلطة القانون واعتقد بأن هذا سيئ وغير مقبول. لم يكن ينبغي إقامة المعتقل إطلاقاً ويجدر إغلاقه". وكان بيتر غولدسميث المستشار القانوني الرئيسي لتوني بلير اعتبر بدوره"وجود معسكر غوانتانامو يبقى غير مقبول وحان الوقت لإغلاقه". في غضون ذلك، أعلن صحافي ومصور من صحيفة"شارلوت اوبزرفر"الأميركية انهما طردا من غوانتانامو في كوبا مع صحافيين أميركيين آخرين، الأمر الذي نفاه البنتاغون. وأفاد الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية جيفري غوردن أن"هذه الاتهامات كاذبة"، لكنه اقر بأن ثلاثة مراسلين من"شارلوت أوبزرفر"و"لوس انجليس تايمز"و"ميامي هيرالد"غادروا غوانتانامو أول من أمس ولم يعد هناك حالياً صحافيون في القاعدة. وقال الناطق:"غادروا... كان عليهم أن يغادروا"، موضحاً:"لم يكن من مبرر لوجودهم. امضوا هناك وقتاً أطول مما ينبغي". وأكد الصحافيان تلقيهما رسالة إلكترونية تستند إلى توجيهات من وزير الدفاع دونالد رامسفيلد تأمرهم بالرحيل في طائرة عسكرية في اتجاه ميامي في الساعة العاشرة صباحاً الأربعاء". كما طلب الجيش الأميركي من الصحافي والمصور في"أوبزرفر"الصعود إلى الطائرة نفسها. وكان المراسل والمصور في"أوبزرفر"موجودين في غوانتانامو عند انتحار ثلاثة معتقلين السبت وحضرا لإعداد نبذة عن أحد مسؤولي المعتقل الكولونيل مايك بومغارنر المتحدر من كارولينا الشمالية حيث مقر الصحيفة. وندد مركز الحقوق الدستورية الذي يمثل حوالى مئتي معتقل في غوانتانامو ب"طرد"الصحافيين، وأعلن انه"تم طرد جميع المراسلين من غوانتانامو بتوجيهات من أجهزة وزير الدفاع دونالد رامسفيلد، وألغيت دعوة من العميد البحري المكلف الإشراف على السجن لتغطية وفاة ثلاثة معتقلين أخيراً". وقالت المحامية في المركز جيتانجالي غوتييريز "في وقت يتحتم على الإدارة توخي الشفافية في شأن وفاة المعتقلين في غوانتانامو، تبني جداراً من السرية. الهجوم على حرية الصحافة يطرح تساؤلاً عما يخفونه". وأكد غوردن أن الصحافيين هم على الدوام موضع ترحيب في غوانتانامو، مشيراً إلى انه من المقرر أن يزور القاعدة الأسبوع المقبل، ثلاثة صحافيين فرنسي وبريطاني وألماني.