كشف ل«عكاظ» أمس، والد الأسير السعودي السابق في معتقل جوانتانامو ياسر الزهراني، تلقيه تأكيدات ستة جنود أمريكيين بأن ابنه ياسر (22) عاما تم اقتياده وزميله الأسير مانع العتيبي (19) عاما من زنزانتيهما قبل ساعتين من إعلان وفاتهما منتحرين، مشيرا إلى أن اللجنة الطبية الشرعية التي تولت الكشف على جثمان ابنه وجهت بعد إجراء التشريح الطبي سبعة أسئلة على الجانب الأمريكي للرد عليها، وقال: «لم نتلق ردا على تلك الاستفهامات بعد مضي نحو ثلاث سنوات ونصف على الحادثة». وذكر الزهراني، أن رئيس تحرير صحيفة هاربر الأمريكية المستقلة «سكوت هارتن» أبلغه هاتفيا باعتذار ستة جنود أمريكيين كشفوا تفاصيل مقتل ابنه ياسر الزهراني بقولهم «نريد أن نبلغ والد ياسر أن ابنه لم ينتحر، وإنما قتل ونحن نشهد على ذلك، ونعتذر على تأخير هذه الشهادة بسبب الضغوط التي تعرضنا لها والتهديدات التي تطالبنا بالصمت». واعتبر الزهراني الاعترافات التي أدلى بها الجنود الأمريكيون الذين عملوا كحراس في المعتقل، بالدليل الإضافي على أن ابنه ياسر ورفيقه مانع العتيبي قتلا ولم يتنحرا بحسب رواية سلطات معتقل غوانتانامو. وأضاف الزهراني: «سوف تعقد في منتصف مارس المقبل، جلسة جديدة في الدعوى التي رفعتها في المحكمة العليا الأمريكية في واشنطن ضد وزارة الدفاع الأمريكية وتحديدا ضد وزير الدفاع السابق «دونالد رامسفيلد» مطالبا بكشف ملابسات وفاة ابنه وإغلاق المعتقل والإفراج عن كافة المعتقلين. وتابع الزهراني: خلال الجلسة المقبلة سنوجه رسالة للإدارة الأمريكية وللرئيس باراك أوباما يتضمن نصها «لست مضطرا أن تلطخ يديك بهذه الدماء، فهذه جرائم ارتكبها آخرون، فدع القضية تأخذ مجراها، ونطلب منك فقط إغلاق المعتقل والسماح بإجراء تحقيق محايد حول الانتهاكات التي شهدها المعتقل»، واصفا اعترافات الحراس السابقين في المعتقل، بأنها ساعدت على فتح ملف القضية من جديد وإحراج سلطات المعتقل، وأمر مساند للمنظمات الحقوقية وجمعيات حقوق الإنسان في الولاياتالمتحدة بتجديد مطالباتها بإغلاق المعتقل، وزيادة الضغوطات على الإدارة الأمريكيةالجديدة التي وعدت في بداية عهدها بإغلاقه. وبحسب والده، كشف التشريح الذي أجري على جثمان ياسر الزهراني بعد وصوله، آثار ضرب مبرح وكدمات قوية وحفر غائرة في أجزاء من جسمه إضافة إلى عدم وجود الحنجرة في الجثة التي وصلت للرياض جوا من معتقل غوانتانامو الواقع في خليج كوبا، مكذبا الرواية الأمريكية التي تقول إنهما غافلا حراس المعتقل وانتحرا باستخدام الأغطية والشراشف داخل زنزانتيهما. وقال الزهراني: إن ابنه غادر ضمن منظمة إغاثية إلى أفغانستان قبل هجمات 11 سبتمبر، ولم ينخرط ضمن أية جماعة مقاتلة بل كان منضبطا في تصرفاته ومنتظما في دراسته بشهادة الجميع، واعتقل ثم رحل لاحقا إلى غوانتانامو ضمن الأسرى دون أن يتورط في أية عمليات قتالية. من جهته، قال الدكتور سعيد الغامدي رئيس لجنة الطب الشرعي التي تولت الكشف على جثمان المعتقلين السابقين في غوانتانامو (ياسر الزهراني ومانع العتيبي): إن اللجنة لم تصدر التقرير النهائي بشأن وفاة الزهراني والعتيبي، ولم تكشف أسباب الوفاة سواء بالقتل أو بالانتحار كما تزعم سلطات المعتقل، وذكر الغامدي في حديثه ل«عكاظ» إن التقرير النهائي للجنة لازال معلقا منذ ما يزيد على ثلاث سنوات بسبب عدم تعاون السلطات الأمريكية مع مطالبنا في عدم ردها على عدة نقاط حددتها اللجنة وتضمنت طلب معاينة موقع وفاة (ياسر ومانع) ومشاهدة أدوات الانتحار حسب زعمهم والاطلاع كذلك على تقرير الواقعة لدى سلطات المعتقل ومنها الصور التي يفترض التقاطها لحظة وفاتهما ومقاطع الفيديو للمكان باعتبار أن سلطات المعتقل وضعت كاميرات مراقبة على كل زنزانة على مدار ال 24 ساعة.