دخلت خطة بغداد الأمنية"التقدم للامام معاً"حيز التنفيذ فجر امس بعد يوم واحد من زيارة الرئيس جورج بوش الى العراق مجدداً دعم بلاده للحكومة العراقية وتصريحات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بأن هزيمة الارهاب ووحدة العراق أمران حتميان بالتزامن مع توعد الزعيم الجديد لتنظيم"القاعدة"في العراق"ابو حمزة المهاجر"الانتقام لسلفه"ابو مصعب الزرقاوي". وبعد أقل من 5 ساعات على تطبيق الخطة انفجرت سيارة مفخخة وعبوتان اخريان في بغداد أسفرت عن مقتل 3 واصابة 10، فيما قتل نحو 10 عراقيين في مناطق أخرى في العراق. في اليوم الأول من خطة بغداد الأمنية"التقدم للامام معاً"فرضت قوات الامن العراقية اجراءات امنية مشددة، حيث انتشر 40 ألف عنصر من قوات الامن العراقية، من جيش وشرطة ومغاوير، اضافة الى القوات الاميركية في مختلف شوارع العاصمة، حيث أقيمت الحواجز ونقاط التفتيش. وشهدت بغداد ازدحاما خانقا في حركة السير بسبب انتشار الحواجز الأمنية على مداخل الطرق الرئيسية. وأوضح وزير الدفاع العراقي عبد القادر العبيدي ان قوات الجيش العراقي تساند قوات الشرطة في فرض الطوق الأمني على العاصمة، وأضاف ان"مكافحة الإرهاب قد تتطلب نشر آليات الجيش الثقيلة وتكثيف عدد العناصر الأمنية"لافتاً الى ان الخطة تتسم بالمرونة بحسب الأسلوب المتغير الذي تتبعه الجماعات الإرهابية خصوصا اعتمادها على القتل العشوائي والذي يشكل 80 في المئة من العمليات، وبين ان وزارته تدرس الوضع الأمني في الانبار بالتعاون مع شيوخ العشائر والحكومة العراقية والقوات الاميركية. وطالب وزير الداخلية العراقي جواد البولاني المواطنين بترك السلاح لان الحكومة عازمة على محاسبة كل من يحمل السلاح من دون ترخيص رسمي، وقال ان"ملف الميليشيات المسلحة يدرس حالياً لتحديد ماهيتها وآلية حلها او دمجها". من جهة أخرى، أعلن وزير الداخلية في بيان صحافي اصدره مكتبه امس عزمه على تطهير الوزارة من"المجرمين والصداميين"، مشيراً الى ان باب الوزارة مفتوح"لمن يريد تغيير موقفه من الحكومة ويساهم بالعملية السياسية". وقال فاضل الشرع، المستشار السياسي للمالكي، ان الحكومة ارسلت وفداً رسمياً الى النجف لاطلاع المرجع الديني آية الله علي السيستاني على تفاصيل الخطة الامنية وابداء المشورة، وافاد انه من شأن المرجعية اصدار فتوى لمطالبة الناس بالتعاون والتجاوب مع الخطة الامنية. وقال اللواء مهدي الغراوي، قائد قوات الشرطة الوطنية ان 75 الف عنصر من القوات العراقية والاميركية انتشرت في انحاء بغداد وضواحيها ومداخلها فجراً. وأوضح ان"25 ألف عنصر عراقي تابعين لوزارة الداخلية العراقية، فضلاً عن اربع فرق عسكرية عائدة لوزارة الدفاع، وخمسين ألف عنصر من القوات الاجنبية يساهمون في الخطوة الأمنية بمشاركة الدبابات". واكد الغراوي ان"الخطة ستتضمن زيادة نقاط التفتيش 21 نقطة رئيسية والتركيز على منطقتي الدورة والاعظمية باعتبارهما الاكثر توتراً لأنهما تضمان عناصر ارهابية"، واشار الى ان"الخطة ستضاعف الدوريات الامنية الليلية وتمنع الدخول الى بغداد ليلاً وفرض طوق امني حول العاصمة، اضافة الى حظر التجول المسائي من الثامنة والنصف مساء حتى السادسة فجراً كل ايام الأسبوع، تضاف اليها خمس ساعات في النهار من 11 ظهراً الى الثالثة بعد الظهر خلال اوقات الصلاة أيام الجمعة". ولفت الى ان"الخطة تتضمن على مدى الايام المقبلة نزع الاسلحة الثقيلة من المواطنين وحظر استخدام الاسلحة الخفيفة الشخصية وشن عمليات دهم على مخابئ المسلحين بمساعدة السلاح الجوي"مشيراً الى ان"الاجهزة الامنية قد تلجأ إلى منع التجول في بعض الايام او في منطقة معينة". وشدد على ان الخطة التي تعتبر الاكثر حزماً منذ تسلم العراقيين الحكم"لن تنتهي الا بتسلم الملف الامني في بغداد". من جانبه، قال اللواء جواد الرومي، قائد قوات الرصافة ل"الحياة"ان قواته"انتشرت منذ الفجر في مناطق الصدر والاعظمية والصليخ والفضل والباب الشرقي والشيخ عمر وغيرها عبر فرض طوق امني حول الاعظمية والصليخ باعتبارهما من المناطق الساخنة، وأقامت نقاط تفتيش ثابتة ومتحركة في المناطق الاقل سخونة ثم الهادئة نسبياً". ونفى الرومي شن القوات العراقية حملة تفتيش للبيوت او المحال او القيام بحملة اعتقالات للمواطنين، وأوضح ان الاعظمية لم تشهد اية اشتباكات مسلحة بين افراد الجيش العراقي ومسلحين ما عدا انفجار سيارة مفخخة في حي القاهرة بمنطقة الصليخ مستهدفة دورية للشرطة العراقية اودت بحياة ثلاثة من عناصر الشرطة وجرح خمسة آخرين، علماً أن مصدراً في وزارة الداخلية العراقية أعلن مقتل مدنيين اثنين واصابة عشرة بانفجار سيارة مفخخة استهدفت دورية للشرطة في حي القاهرة. وكانت وكالات صحافية اوردت خبراً عن اشتباكات بين القوات الامنية والمسلحين في منطقة الاعظمية ذات الغالبية السنية. وقال مراسل ل"رويترز"ان مسلحين يحملون اسلحة آلية أغلقوا الطرق بالحجارة وجذوع الاشجار وتبادلوا اطلاق النار مع القوات العراقية في الاعظمية فيما فر المدنيون من المنطقة. وكانت الحكومة العراقية حددت قبيل اعلان الخطة تسع مناطق ساخنة ببغداد وهي الدورة والغزالية والعامرية والاعظمية والسيدية والجهاد والشعب والصليخ والمنصور. على الصعيد الميداني انفجرت عبوتان ناسفتان في بغداد استهدفت الاولى دورية للشرطة العراقية بالقرب من معهد الفنون الجميلة في منطقة المنصور وسط بغداد والثانية بالقرب من الجامعة المستنصرية وسط من دون ان تتسببا بسقوط ضحايا. وفي بعقوبة أعلن مصدر أمني مقتل 6 عراقيين، بينهم عضو مجلس بلدي في قضاء المقدادية، على ايدي مسلحين مجهولين في هجمات متفرقة في محافظة ديالى. وأوضح ان"مسلحين قتلوا اربعة من اصحاب المحلات التجارية في سوق مدينة بعقوبة 60 كلم شمال شرقي بغداد منتصف النهار". وفي حادث منفصل، قتل واثق محمد الشيباني، عضو المجلس البلدي لمدينة المقدادية، وهو من عناصر"حزب الدعوة"الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي، مع احد مرافقيه على يد مسلحين مجهولين في المقدادية. الى ذلك، اعلن مصدر امني مقتل 5 من عناصر قوات الامن العراقية واصابة ثلاثة مساء الثلثاء اثناء مطاردتهم مسلحين على الطريق العام بين بعقوبة وبلدروز 40 كلم شمال بعقوبة. وأضاف انه تم اعتقال ستة من المسلحين. وفي كركوك 255 كلم شمال شرق انفجرت سيارة مفخخة عند مرور دورية للشرطة في حي الماس وسط المدينة الذي تسكنه غالبية مسيحية ما ادى الى اصابة احد افراد الدورية بجروح. من جهة أخرى، اعلن مصدر امني عراقي ان القوات العراقية قتلت مساء الثلثاء احد مساعدي زعيم القاعدة في العراق ايو مصعب الزرقاوي الذي قتل في غارة جوية اميركية الاسبوع الماضي في عمليات دهم في شمال بعقوبة. وأوضح ان"قوات الجيش العراقي قتلت عزت احمد سلمان، الملقب ب"عز العرب"احد مساعدي الزرقاوي في منزل يقع في منطقة هبهب شمال بعقوبة خلال اشتباكات مساء الثلاثاء". وأضاف ان"القوات العراقية داهمت مخبأ في قرية هبهب واشتبكت مع مسلحين خمس ساعات ما اسفر عن مقتل سلمان مع مسلح آخر بالاضافة الى مقتل جندي عراقي". وتابع انه"عثر بحوزته على هوية مزورة تشير الى انه ملازم في الشرطة العراقية". وفي بيروت، افاد مصدر رسمي أمس ان الشرطة العراقية اوقفت الاسبوع الفائت في بغداد رجلي اعمال لبنانيين كان اعلن اقرباؤهم بأنهما خطفا. واضاف المصدر ان جمال احمد فلا واحمد سويد اوقفا الجمعة في منزلهما في بغداد على يد مسلحين مجهولين، ما دفع اقرباءهما الى الاعتقاد انهما خطفا على رغم عدم طلب اي فدية. لكن السلطات اللبنانية علمت من سفارتها في بغداد ان الشرطة العراقية اوقفت اللبنانيين من دون معرفة السبب.