تجددت الاشتباكات أمس، بين سكان محليين والجيش العراقي في منطقة الأعظمية السنية، اثر مخاوف من عمليات قتل ترتكبها"فرق موت"شيعية تابعة لوزارة الداخلية، ما أسفر عن مقتل خمسة مسلحين على الأقل. جاء ذلك في وقت قُتل سبعة عراقيين وجُرح 20 آخرون في انفجار استهدف مقهى يرتاده رجال الشرطة في منطقة الصليخ، بحسب النقيب في الشرطة علي العبيدي. وأعلن الجيش الأميركي أن القوات العراقية تشن عملية تفتيش في منطقة الأعظمية السنية إثر مواجهات عنيفة مع مسلحين أسفرت عن مقتل خمسة"إرهابيين"، في حين كشفت مصادر عسكرية أن وجهاء الاعظمية اتفقوا مع قوات الحرس الوطني المسؤولة عن أمن المنطقة، على هدنة. وجاء في بيان عسكري أميركي أن دورية للجيش العراقي تعرضت لاطلاق نار أول من أمس في منطقة الأعظمية، ما أدى الى مواجهات استمرت سبع ساعات بين مسلحين وقوات الأمن، وضمنها قوة أميركية. وأوضح البيان ان"حاجزاً مشتركاً للجيش والشرطة العراقية تعرض لهجوم شنه حوالي 50 مسلحاً ... واستمرت الاشتباكات بين الارهابيين والقوات العراقية وقوات التحالف حوالي سبع ساعات قتل خلالها خمسة إرهابيين كما اعتُقل سبعة منهم". وكانت الاعظمية، خصوصاً احياء الصليخ وراغبة خاتون وعمر بن عبدالعزيز شهدت أعمال عنف منذ ليل أول من أمس، لتتوقف ظهر أمس. وقال قائد قوات الحرس الوطني في الرصافة اللواء جواد الرومي ل"الحياة"إن قواته اتفقت مع أهالي الأعظمية شيوخ العشائر ورجال الدين على هدنة تقضي بوقف اطلاق النار والتهدئة. وأكد أن غالبية المسلحين"من شباب المنطقة"، مشيراً الى أن"العناصر الارهابية"أسهمت الى حد بعيد في تأجيج العنف عبر ارتداء زي الشرطة وشن هجمات ضد البيوت والمساجد. ونفى الرومي في شدة وجود عناصر تابعة للداخلية في المنطقة. وقال:"جمعنا وجهاء الاعظمية وقلنا إن القوات الموجودة هي عناصر الجيش العراقي وستنتشر في أحياء المنطقة مجدداً. ورجونا التعاون معها في التوقف عن استهدافها". وكانت الاشتباكات تجددت في السادسة صباحاً واستمرت ساعتين، وتركزت في منطقة راغبة خاتون قرب جامع الانبياء، وأدت الى سقوط قذائف"هاون"من دون خسائر بشرية. وأفاد شهود أن القوات الأميركية طوقت المنطقة ولم تشارك في صد المسلحين، بل اكتفت طائراتها بالتحليق فوق سماء المنطقة. وكانت مصادر أمنية عراقية صرحت بأن 50 مسلحاً مجهول الهوية دخلوا المنطقة وبدأوا هجوماً على مركز الشرطة، ما دفع عناصرها الى طلب إسناد قوات مغاوير الشرطة. وتزامن ذلك مع وقوع اشتباكات مسلحة بين مسلحين وعناصر الشرطة في منطقة المأمون. وقال مصدر في الشرطة إن عناصر الشرطة انتشرت في شارع عمر وساحة عنتر وشارع سهام متولي وراس الحواش بالتعاون مع القوات الاميركية، وفرضت حظر تجول لليوم الثاني على التوالي لاستعادة السيطرة على المنطقة. الى ذلك، أكد الناطق باسم"هيئة علماء المسلمين"عبد السلام الكبيسي أن أهالي الاعظمية حملوا السلاح لمواجهة المسلحين، ولم يقصدوا ضرب العناصر الامنية، لافتاً الى أن كثيراً من المسلحين ارتدوا زي العناصر الامنية. ونفى وجود مسلحين من خارج المنطقة مثل الفلوجة شاركوا في ضرب عناصر الشرطة والجيش، مؤكداً أن شباب الاعظمية أطلقوا النار عشوائياً لإبعاد المسلحين عنهم وحماية عائلاتهم. ولفت الى أن شباب الاعظمية سيتعاونون مع الحرس الوطني من دون تجريدهم من أسلحتهم في حملة تفتيش المنطقة التي ستنفذها القوات العراقية لمواجهة العناصر الدخيلة. وفي غضون ذلك، أعلن الجيش الأميركي أن اشتباكات عنيفة دارت بين قوات المارينز ومسلحين هاجموا مقر محافظة الأنبار غرب بسيارات مفخخة وصواريخ في مدينة الرمادي. ووقعت الاشتباكات أول من أمس عندما هاجم مسلحون مبنى المحافظة في الرمادي التي تشهد معارك تعتبر الأعنف منذ سقوط نظام صدام حسين قبل ثلاث سنوات. وأفاد بيان للجيش أن"الهجمات التي استخدم فيها كثير من السيارات المفخخة وأطلقت خلالها قذائف الهاون والقذائف الصاروخية والرشاشات الثقيلة والأسلحة الخفيفة، وقعت فجر الثلثاء". كما تعرضت الكتيبة الثامنة والفوج الثالث من قوات المارينز لهجمات بالقذائف الصاروخية والرشاشات الثقيلة والأسلحة الخفيفة انطلاقاً من مسجد فاطمة الواقع وسط الرمادي الذي تحول الى جبهة معارك بين القوات الاميركية والمسلحين في الأنبار. وتابع الجيش أن"قوات المارينز أطلقت وابلاً من قذائف الدبابات عيار 120 ملم وكثير من طلقات المدافع الرشاشة عيار 7.62 ملم على مأذنة المسجد، ما أدى الى توقف اطلاق النيران منه". وصرح قائد الكتيبة الثامنة من الفوج الثالث من قوات المارينز الكولونيل ستيفن نيري"انها المرة الرابعة خلال ثلاثة اسابيع ونصف اسبوع التي يتعرض فيها مقر المحافظة الى هجمات من مسجد فاطمة". وكان الجيش الأميركي أكد خلال الاسابيع الماضية ارتفاع عدد القتلى في العراق وسقوط كثير منهم في محافظة الانبار. يذكر أن حوالي 50 جندياً أميركياً قتلوا في العراق منذ مطلع الشهر الجاري، ما يجعل هذا الشهر أكثر الاشهر دموية بالنسبة الى الجيش منذ غزو العراق. وفي هذا السياق، قال رئيس القوات المشتركة في الجيش العراقي بابكير زيباري ل"الحياة"ان هناك الف مسلح في مدينة الرمادي، في مقابل فرقتين من الجيش الأولى من اربعة ألوية والثانية من ثلاثة الوية، تضم جميعها حوالى 25 الف جندي. ووصف هجمات المسلحين في الرمادي بأنها"محدودة"، لافتاً الى أنهم"يتفادون التجمع في أعداد كبيرة لأن ذلك يؤدي الى ابادتهم فوراً، ويلجأون الى مهاجمة أهدافهم وفي شكل محدود وسريع". وأشار الى وجود اعداد كبيرة من العناصر القادمة من خارج الحدود ومن"التكفيريين"وانصار النظام السابق. وفي مدينة الكوت، اغتال مسلحون الشيخ سعد جبار ياسين أحد شيوخ عشيرة"بني لام"في ناحية سعد. انفجرت عبوة زُرعت تحت مقعد سيارته الخاصة. كما قُتل موظفان يعملان لمصلحة الوقف السني برصاص مسلحين في قضاء الطوز شمال بغداد.