يود بعضهم اعتبار مباريات كأس العالم علماً على العولمة الناجحة الهانئة. ويزعم هؤلاء ان العولمة تغلّب الألعاب الترفيهية على العنف، وتمنح اللاعبين الماهرين جزاء خبراتهم ومهاراتهم مهما اختلفت منابتهم وأصولهم، وتعطي اللاعبين حرية التنقل واجتياز حدود البلدان الدولية. ولكن هذه المباريات هي أكثر وجوه العولمة إقلاقاً. فمنظمو المباريات يزعمون أنهم قائمون عليها وأسيادها. ولا نظير لسلطة"الفيفا"الفيديرالية الدولية لروابط كرة القدم على كرة القدم في العالم. فنوادي الأحياء الصغيرة تلتزم قوانين"الفيفا"وتعديلاتها. وسطت"الفيفا"على موازنات وسائل الإعلام المخصصة للترويج لهذه الرياضة. والحق أن شرعية منظمي كأس العالم غير ثابتة، وهم متفلتون من الرقابة على موارد"الفيفا"وأموالها. وهذا شأن القوى الرياضية العالمية كلها. والحق انه آن أوان مراقبة قوانين عمل هذه المنظمات الرياضية العالمية، وإنشاء منظمات رياضية عالمية على غرار منظمة الصحة الدولية. ويناط بهذه المنظمة الجديدة سن قوانين في تعاطي اللاعبين المنشطات، ومكافحة الفساد، والتفاوض مع وسائل الإعلام على الحقوق الرياضية، وتقاسم الأرباح مع هواة الرياضة في البلدان الفقيرة. ولا شك في أن السياسات الحكومية عاجزة عن إنشاء مؤسسات دولية ديموقراطية، وتسمح، تالياً، بنشوء تنظيمات ذاتية تلبي مصالح شرائح المجتمع الاقتصادية الخاصة. فالعولمة قد تؤدي الى بعث جمعيات حرفيين ألغيت بعد عامين من الثورة الفرنسية، في 1791، وكانت تحدد عمل الحرفي وأجره وتنقله تدير خيرات الكوكب، وتجبيها. وإذ ذاك، لا مناص من ثورة جديدة على مثال الثورة الفرنسية في 1789. عن جاك أتالي،"لكسبريس"الفرنسية ، 8/6/2006