دعا اجتماع لدول حركة عدم الانحياز امس الى الوحدة بين الفلسطينيين غير أن أعضاء الوفد الفلسطيني لم يكونوا منصتين في ما يبدو. ومن بين أهداف اجتماع دول حركة عدم الانحياز البالغ عددها 114 اعطاء دفعة معنوية للقضية الفلسطينية في أعقاب حصار فرضه الغرب على الحكومة الجديدة. ولم يكن من المتوقع نشوب خلاف بين اثنين من المسؤولين الفلسطينيين خلاله. فقد غادر وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار الاجتماع المنعقد في ماليزيا بعد 24 ساعة من وصوله، وذلك بعد أن شكك فاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في مسوغاته. وقال القدومي للصحافيين في الاجتماع امس:"انا وزير الشؤون الخارجية لدولة فلسطين وهو مجرد عضو بالحكومة المحلية... لا حق له في الديبلوماسية وهذه هي المشكلة". وينتمي الزهار الى حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية حماس التي فازت على حركة"فتح"الفصيل الرئيسي في منظمة التحرير الفلسطينية في انتخابات كانون الثاني يناير. وتخوض حركتا"حماس"و"فتح"صراعا محتدما على السلطة اثار مخاوف من نشوب حرب أهلية. ومنحت اتفاقات اوسلو للسلام الموقعة مع اسرائيل عام 1993 منظمة التحرير لا حكومة السلطة الفلسطينية الحق في اقامة علاقات خارجية وفتح سفارات مما تسبب في توترات متكررة بين الجهتين. لكن"حماس"لا تعترف باتفاقات اوسلو كما أنها ليست عضوا في منظمة التحرير الفلسطينية وأدى رفضها الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف الى قطع المساعدات عن الحكومة. ولم يتسن الوصول للزهار للتعقيب اليوم غير أن سيد حامد البر وزير خارجية ماليزيا التي تستضيف الاجتماع أكد انسحاب الزهار من المحادثات. وقال سيد حامد للصحافيين"ليست لدينا مشكلة اذا كان كلاهما يريد الحضور، لكنه الزهار يعتبر هذه زيارة ثنائية ونحن نقبل هذا".