كشف تقرير صحافي في لندن أمس، تفاصيل مجزرة ارتكبتها القوات الأميركية في حق سكان مدينة حديثة في محافظة الأنبار غرب البلاد، سقط ضحيتها 24 مدنياً بينهم نساء وأطفال في أعقاب انفجار قنبلة قرب أحد الشوارع في المدينة. ونقلت صحيفة"ذي تايمز"البريطانية عن الفتاة العراقية إيمان حسن 10 أعوام أن جنوداً أميركيين اقتحموا منزل عائلتها في ساعة مبكرة من يوم 19 تشرين الثاني نوفمبر العام الماضي. وكانت الفتاة التي نشرت الصحيفة صورتها لا تزال ترتدي ملابس النوم وتستعد للتوجه إلى المدرسة، فيما كان والدها يصلي، عندما سمعت صوت إطلاق نار خا0رج المنزل. واقتحم جنود أميركيون من مشاة البحرية المارينز منزل الأسرة بعد 15 دقيقة من وقوع انفجار، وتردد أصوات اطلاق للنيران. وذكرت"ذي تايمز"أن رجال البحرية الأميركية نفذوا عملية تفتيش بحثاً عن مسلحين داخل منزل الأسرة، فيما كان الجنود يصرخون في وجه والدها وألقوا قنبلة في حجرة جدها. وقالت الفتاة إن جميع الموجودين في المنزل قُتلوا باستثنائها هي وشقيقها عبدالرحمن. وأكدت إيمان أنها كانت خائفة جداً ولم تستطع هي وأخوها التحرك لمدة ساعتين، وحاولا الاختفاء تحت وسادة. لكن الفتاة أصيبت بشظايا في ساقها، واعتبرت أن الجنود الأميركيين"جاؤوا ليقتلونا، ثم بعد ذلك يعربون عن أسفهم". وتابعت أن تحقيقاً أجرته وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون، كان يحاول معرفة ما إذا كان الجنود الأميركيون قتلوا هؤلاء المدنيين العراقيين عمداً أم لا. وذكرت أن هذا الحادث ونتائج التحقيق سيسددان ضربة ساحقة أخرى كما هو متوقع الى مكانة أميركا وتصرفاتها في العراق وفي أنحاء مختلفة من العالم. وتردد وجود عملية"تستر"أميركية على الحادث، لكنّ مسؤولي البنتاغون ومسؤولين عسكريين أميركيين اطّلعوا على نتائج التحقيق قالوا إن هذه الجريمة قد تكون الأسوأ في العراق، لافتين الى أن ذلك يشمل التعذيب في سجن"أبو غريب"السيئ الصيت. ورأت الصحيفة أن منتقدي الحرب على العراق قد يقارنون ما جرى في هذا الحادث بمذبحة"ماي لاي"خلال حرب فيتنام، عندما قتل جنود أميركيون أكثر من 500 قروي أعزل. واستغرق ظهور الحقيقة 18 شهراً، لكنها أسفرت عن تغيير مفهوم الرأي العام الأميركي بالنسبة إلى الحرب. وتزامن الكشف عن هذه المذابح الجديدة مع اعتراف الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، بارتكاب أخطاء في العراق، لكنهما أشادا بتشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق، باعتبار أن ذلك يُمثل نقطة تحول في تاريخ البلاد بعد ثلاثة أعوام من حالة الاضطراب الأمني وأعمال العنف المتواصلة. وفي الوقت ذاته، ذكرت مصادر في البنتاغون أن ثلاثة من رجال مشاة البحرية المارينز يواجهون اتهامات جنائية في مقتل مدنيين في مدينة الحديثة في تشرين الثاني نوفمبر الماضي.