أقر وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد خلال جلسة استماع للجنة فرعية للمخصصات في مجلس الشيوخ، بالجدل الدائر داخل الإدارة الأميركية في شأن الأحكام التي يراجعها الجيش الأميركي، وما إذا كانت ستسمح بالتفريق في أسلوب الاستجواب بين"المقاتلين الأعداء"وأسرى الحرب التقليديين. وتعكف وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون حالياً على مراجعة"كتيب الجيش الميداني"الذي يحدد معايير استجواب السجناء وأساليبه، بعد فضيحة انتهاك الجنود الأميركيين لحقوق سجناء"أبو غريب"والاتهامات بسوء المعاملة في معتقل غوانتانامو، لكن استكماله تأخر مراراً. وخلال الجلسة، ألح السناتور ريتشارد دربن الديموقراطي عن إلينويز على سؤال رامسفيلد عما إذا كان الكتيب المعدّل سيسمح بالتفريق في المعاملة بين أسرى الحرب التقليديين و"المقاتلين الأعداء"، وهو التعبير الذي بدأت الولاياتالمتحدة تعتمده في حربيها في أفغانستان والعراق. وردّ رامسفيلد:"هناك جدل دائر حول الفارق بين أسير الحرب الذي تنطبق عليه معاهدة جنيف، وبين مقاتل غير شرعي في موقف يختلف عن الموقف الذي صيغت فيه معاهدة جنيف. هذه القضايا محل نقاش حالياً". ومرّر الكونغرس العام الماضي، قانوناً رعاه السناتور الجمهوري جون ماكين يمنع المعاملة القاسية غير الإنسانية والمهينة للسجناء، كما يمنع معاقبتهم ويدعو إلى معايير واحدة لمعاملتهم. ويطلب القانون من المحققين الالتزام بالمعايير الواردة في كتيب الجيش الميداني. وقال دربن لرامسفيلد:"نأمل في أن تعاد كتابة كتيب الجيش الميداني بما يتفق مع التعديل الذي طرحه ماكين. يبدو أن هناك بعض المشكلات. ولا أفهم لماذا". ورد رامسفيلد:"في بادئ الأمر، استكملت إعادة كتابة الكتيب منذ أسابيع"، ثم استدرك قائلاً:"وضعت المسودة وهي جاهزة للتوزيع منذ أسابيع"وتُناقش بعض الأجزاء مع المشرعين. وقالت جومانا موسى من منظمة العفو الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان:"من الواضح أن الغرض من تعديل ماكين هو تفادي أن تكون هناك معايير مختلفة تطبق على أناس مختلفين، الأمر الذي يحدث ارتباكاً في صفوف الجيش". السجون السرية في غضون ذلك، نقل محققون أوروبيون عن مسؤولين أميركيين تأكيدهم نقل رحلات جوية تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية سي آي إي سراً، معتقلين يشتبه في انهم إرهابيون عبر أوروبا، ما كان يمكن أن يتم من دون علم الدول المضيفة. وقال كارلوس كويلهو، وهو عضو برتغالي في لجنة البرلمان الأوروبي التي تحقق في الرحلات الجوية:"جميع الناس الذين التقيناهم في الولاياتالمتحدة أشاروا أو أكدوا أن برنامج نقل المعتقلين في أوروبا ما كان ليتم من دون علم الحكومات وتأييدها". وزاد:"أبلغنا مسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية بتعبيرات أكثر ديبلوماسية أن الولاياتالمتحدة لم تنتهك سيادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي"، ونقل عن اجتماعات أثناء رحلة اللجنة إلى الولاياتالمتحدة بين الثامن والثاني عشر من أيار مايو:"آخرون اعترفوا بمشاركة حكومات أوروبية بطريقة مباشرة بدرجة أكبر". وقال المحقق الإيطالي كلوديو فافا إن الولاياتالمتحدة سلمت بين 30 و50 شخصاً منذ اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001 وشن الحرب على الإرهاب، مضيفاً:"لدينا تأكيد أيضاً من مصدر يعتد به داخل وكالة الاستخبارات الأميركية بأن احتجاز أبو عمر في ميلانو ما كان ليتم من دون علم أجهزة الاستخبارات الإيطالية". ويجري محققون إيطاليون وألمان تحقيقاً في قضية"أبو عمر"، وهو مصري يعتقد بأن فريقاً من عملاء"سي آي إي"خطفه في أحد شوارع ميلانو في شباط فبراير 2003 ونقل جواً من طريق ألمانيا إلى مصر حيث قال إنه تعرض للتعذيب. الشحن الجوي على صعيد آخر، أعلنت الإدارة الأميركية سلسلة إجراءات لتعزيز حماية الشحن الجوي في الولاياتالمتحدة من التهديدات الإرهابية. وأفادت في بيان:"إنها أول تغييرات أساسية في مجال تنظيم الشحن الجوي منذ 1999". وقررت الإدارة إقامة قاعدة معلومات فريدة من نوعها تتناول أربعة آلاف شركة خاصة بالشحن الجوي لمراقبتها في شكل أفضل. كما ستطالب بالتدقيق في أوضاع 51 ألف شخص يعملون في هذه الشركات لضمان أمن نحو خمسين ألف طن من الشحنات التي تنقل يومياً في الولاياتالمتحدة في طائرات شحن، أو ضمن أمتعة الطائرات المدنية. كما قررت الإدارة وضع منشآت شركات الشحن الجوي في مناطق تخضع لإجراءات أمنية في المطارات، وأن تطلب من موظفي هذه الشركات اتباع دورات تأهيل في الإدارة حول الأمن. ولتطبيق هذه الإجراءات، قررت الوكالة توظيف 300 مفتش إضافي. كما قررت تعزيز عمليات التفتيش المباغتة وزيادة استخدام الكلاب القادرة على كشف المتفجرات.