أكد مسؤولون بارزون في البنتاغون والاستخبارات الأميركية أن وزير الدفاع دونالد رامسفيلد أمر مسؤولين عسكريين في العراق باحتجاز مشتبه به مهم في مركز للاعتقال، وإغفال تسجيل اسمه في ملفات المركز. وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" ان الأمر جاء بناء على طلب من رئيس "وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية" سي آي اي المستقيل جورج تينيت، وهدفه منع الصليب الأحمر من معرفة وجود السجين وغيره من "السجناء الأشباح"، بالتالي رصد معاملتهم من قبل السلطات، كما هدف أيضاً إلى اخفائهم عن "العدو". وذكر مسؤولو الدفاع والاستخبارات أن قرار عدم تسجيل السجين يتماشى مع الرأي القانوني لدى الإدارة، حول وضع المشتبه في كونهم يشكلون خطراً في وقت الحرب. وكان الجنرال أنطونيو تاغوبا قدم تقريراً مفصلاً عن الانتهاكات في السجون العراقية في شباط فبراير، وانتقد عدم تسجيل بعض السجناء، واصفاً ذلك بأنه عمل "مخادع ومناقض لعقيدة الجيش، ينتهك القانون الدولي". ولم تكشف "نيويورك تايمز" هوية السجين، لكنها أشارت إلى أن السلطات تشتبه في كونه عضواً بارزاً في جماعة "أنصار الاسلام" المعادية للاحتلال، وانه الأول الذي لم يُسجل بناء على أمر من رامسفيلد. وأضافت ان السلطات وضعته منذ سبعة شهور في معتقل "كامب كوبر" قرب مطار بغداد. وأكد مسؤول في الاستخبارات أن السجين "كان يخطط لعمليات تستهدف القوات والمصالح الأميركية في العراق والخارج"، في حين أشارت المصادر إلى أنه لم يخضع للاستجواب منذ اعتقاله سوى مرة، وفي شكل عابر. واعترف مسؤول رفيع المستوى في الاستخبارات بأن هذه حالة اهمال غريبة، واعتبر ان السلطات "أضاعت" السجين "بعد وضعه في المعتقل". الناطق باسم البنتاغون لورنس دي ريتا اعترف بأن مسؤولي "كامب كوبر" طلبوا من رؤسائهم مرات خلال الشهور الأخيرة توضيح وضع السجين. ولم يستجب وكيل البنتاغون لشؤون الاستخبارات ستيفن كامبون الطلب، إلا قبل أسبوعين، عندما أبلغ وكالة الاستخبارات المركزية أن عليها التعامل مع القضية، وإلا فإن السلطات ستسجله بموجب الأصول المرعية. ونقلت وكالة "رويترز" عن الناطق باسم البنتاغون برايان ويتمان قوله إن واشنطن تتحرك لإنهاء الوضع الغامض للرجل، والسماح للجنة الدولية للصليب الأحمر بمقابلته. وأقر بأنه "كان يجب ابلاغ اللجنة أمر السجين سابقاً، وسيخصص له رقم لتحديد الهوية، وإذا كان مناسباً سينقل لينضم إلى نزلاء آخرين في سجن". وأكد أن تينيت طلب من رامسفيلد اتخاذ ذلك الاجراء العام الماضي، بعد ضبط معتقل "ذي قيمة عالية" يُعتقد بأنه تورط بالتخطيط لهجمات على القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة في العراق.