أحبط الرئيس الاميركي جورج بوش توقعات باستقالة وزير الدفاع دونالد رامسفيلد أو إقالته، على رغم حملة ضد الوزير شنها قادة عسكريون متقاعدون بسبب"الخطأ"في غزو العراق. ومنذ تمرد ستة جنرالات على رامسفيلد الخميس الماضي، وانضمام الجنرال ويسلي كلارك إليهم أمس، انقسم الجمهوريون في شأن مستقبل وزير الدفاع، ما يذكّر بأصوات تعالت ضده بعد فضيحة التعذيب في سجن"أبو غريب"العراقي عام 2004، ما دفعه الى وضع استقالته في تصرف بوش الذي رفضها. وسبق لرامسفيلد ان تولى حقيبة الدفاع في عهد الرئيس جيرالد فورد بين عامي 1975 و1977، لكنه وقع ضحية الحرج مرات منذ اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001 التي قوضت مشروعه لتحويل الجيش الأميركي إلى قوة أخف حركة وأكثر مرونة. وقطع بوش إجازته في عيد الفصح في منتجع كامب ديفيد للتعبير عن دعمه"قيادة رامسفيلد القوية والثابتة"، وإن فشل في وقف الانتقادات التي يتعرض لها الوزير من داخل حزبه، خصوصاً من جمهوريين سيخوضون الانتخابات الاشتراعية المقررة الخريف المقبل، وفي مقدمهم السناتور جون ماكين وتشاك هاغل. واعتبر النائب الجمهوري نيوت غرينغريش غزو العراق"غلطة فادحة"، مطالباً بسحب غالبية وحدات الجيش الأميركي المنتشرة هناك. أما الجنرال المتقاعد أنتوني زيني القائد السابق للقيادة المركزية التي تتولى مراقبة الحرب، فاتهم رامسفيلد بتبديد سنوات بالتحضير للحرب، وطالب برحيله. كما اتخذ موقفاً مماثلاً، السناتور الديموقراطي جون ريد عضو لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ. وقال القائد السابق لقوات حلف الأطلسي في أوروبا الجنرال ويسلي كلارك:"اعتقد بأن الوزير رامسفيلد لم يقم بعمل جيد. عليه أن يرحل". كذلك طالب الجنرال المتقاعد حديثاً جون سواناك، وهو قائد سابق للفرقة 82 المحمولة جواً في العراق، وزير الدفاع بالاستقالة، وقال:"غروره سيتسبب لنا مستقبلاً في خسارة الحرب". لكن بات بوكانان المرشح الجمهوري السابق للانتخابات الرئاسية، وأحد منتقدي الحرب على العراق، رأى ان"هناك رسالة غير معلنة يحملها تمرّد الجنرالات، مفادها: لن نتحمل عبء"خسارة الحرب. واعتبر الجنرال جون ريجز، وهو قائد سابق لفرقة عسكرية أن على رامسفيلد الرحيل لأنه"ساهم في زيادة غطرسة كبار الموظفين المدنيين"في قيادة وزارة الدفاع الأميركية. وقلل رامسفيلد من اهمية الدعوات الى استقالته، وقال انه لا يمكن ابدال وزير الدفاع كلما أراد ذلك اثنان أو ثلاثة من بين آلاف الجنرالات. وأبدى أسفه مجدداً للتعذيب في سجن"أبو غريب"، فيما أصدر البنتاغون مذكرة خطية تشيد بدور الوزير وعلاقته الجيدة بأركان الجهاز العسكري واجتماعه بهم أكثر من 345 مرة منذ العام 2005. واشارت المذكرة إلى أن"هناك أكثر من 8 آلاف جنرال متقاعد في الولاياتالمتحدة، ورأي عشرة منهم لا يمثل الأكثرية". الجنرال مايك ديلونغ، وهو نائب سابق لقائد القيادة المركزية في الجيش الأميركي خلال الإعداد لغزو العراق في آذار مارس 2003 اعتبر ان أداء رامسفيلد جيد. وبدلاً من ان تتناول رامسفيلد، تركزت اشاعات في واشنطن امس، على استقالات وتغييرات محتملة داخل الإدارة، تطاول وزير الخزانة جون سنو والطاقم الإعلامي في البيت الأبيض. ومع تسلم كبير موظفي البيت الابيض جوشوا بولتون منصبه هذا الأسبوع، أشارت تقارير الى استقالة محتملة للوزير سنو واختيار شخصية على علاقة أقرب بالقيادة الجمهورية في الكونغرس، خصوصاً في ضوء الجدل حول صفقة"موانئ دبي"وعدم ابلاغ الكونغرس بالصفقة حتى اللحظة الأخيرة. كما برز ضمن الأسماء المحتمل خروجها من طاقم الادارة الناطق باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان الذي قد تأتي استقالته ضمن محاولة لتغيير النمط الإعلامي الذي يتبعه البيت الأبيض وتمهيداً لأسلوب أكثر حيوية، يساعد في رفع شعبية بوش المتدنية في استطلاعات الرأي.