سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الديموقراطيون يتهمونه بعدم المبالاة بالمواطن العادي بعد خطابه عن حال الاتحاد . بوش يناشد الأميركيين عدم تسليم القيادة إلى رئيس غير ملتزم بالحرب على الإرهاب
القى الرئيس الاميركي جورج بوش خطابه عن حال الاتحاد امس، وهو الاخير في ولايته الاولى، متناولاً قضايا عدة راوحت بين الامن القومي والحرب على الارهاب والاقتصاد، وذلك وسط انتقادات لاذعة من جانب المرشحين الديموقراطيين للانتخابات الرئاسية. ووجه بوش في خطابه امام الكونغرس انتقادات الى المرشحين الديموقراطيين، مشيراً الى ان الاميركيين لا يمكنهم تسليم قيادة البلاد الى شخص غير ملتزم مواصلة الحرب على الارهاب. وقال: "لم نقطع كل هذه الطريق عبر المأساة والحرب من اجل ان نكون مترددين ونترك عملنا غير كامل". وأضاف: "نواجه الآن خياراً يمكننا المضي قدماً في ثقة والفوز، وفي امكاننا ان نعود الى الوهم الخطر بأن الارهابيين لا يخططون لهجمات وبأن الأنظمة المارقة لا تمثل تهديداً". وانتقل بوش بعدها الى الاقتصاد الذي اتُهم بعدم ايلاء الاهتمام الكافي له، قائلاً: "يمكننا مواصلة النمو الاقتصادي والاصلاحات في التعليم والعناية الطبية". ودافع بوش عن قراره غزو العراق، قائلاً إن برامج الاسلحة التي كان يملكها الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين كانت ستستمر في حال بقي في الحكم. وأضاف ان "وحشية نظام صدام لم تكن لتنكشف لولا الحرب"، مشيراً الى ان "غرف التعذيب العراقية كانت ستبقى مليئة بالضحايا المروعين والابرياء". وطال خطاب بوش 54 دقيقة قوطع خلالها بالتصفيق الحاد 68 مرة، في حين واجهه اعضاء ديموقراطيون بالصيحات المنددة في معرض حديثه عن القانون الوطني الذي اقره الكونغرس غداة هجمات 11 ايلول سبتمبر 2001، ولاقى انتقادات واسعة من جماعات حقوق الانسان. كما شوهد السيناتور الديموقراطي ادوارد كيندي وهو يهز رأسه موافقاً على بعض مقاطع الخطاب، فيما شاركت السناتور هيلاري كلينتون في التصفيق، ونام النائب تشارلز رانغل اثناء الخطاب! وانتقد الديموقراطيون بشدة خطاب بوش. واعتبروه مجرد وعود جوفاء قدمها الى الاميركيين العاديين. واتهموا بوش ايضاً بمواصلة اتباع سياسات خارجية متهورة ابعدت حلفاء واشنطن وجعلت الولاياتالمتحدة تتحمل بمفردها غالبية تكاليف واصابات الحرب على العراق. وقال الحاكم السابق لولاية فيرمونت هاوارد دين: "ربما تبدو حال الاتحاد وردية من شرفة البيت الابيض او من الاجنحة الخاصة بالمتبرعين الاثرياء لجورج بوش. لكن الاميركيين الكادحين سيدركون ان هذا مسعى من الرئيس لتغليف برنامجه المتشدد بشريط من الشفقة". ورأى السناتور جون كيري الذي فاز بانتخابات مؤتمر الحزب الديموقراطي في آيوا الاثنين الماضي: "اعتقد بأنه يوجد عالمان مختلفان تماماً هنا..العالم الذي تحدث عنه الرئيس والعالم الذي يعيش فيه الاميركيون". واعتبر ان "في وقت ترتفع اجور مديري الشركات الكبرى وترتفع ارباح وول ستريت فان رجل الشارع العادي يحصل فقط على ثلاثة سنتات من كل دولار اضافي. العمال يتضررون في انحاء اميركا". وأدلى السناتور الديموقراطي جون ادواردز بخطاب اطلق عليه اسم "حال الاميركيتين"، قال فيه "عندما يقول الرئيس: حال اتحادنا قوية، فأنت في حاجة الى ان تتساءل: اي اتحاد سيدي الرئيس؟ لأن حال الاتحاد عند جورج بوش هي لاميركا جماعات الضغط الموجودة في واشنطن وللمصالح الخاصة ولاصدقائه من مجتمع مديري الشركات الكبرى وهي في حال جيدة تماماً. فهم يحصلون على ما يريدون وقت ما يشاؤون". وقال الجنرال الاميركي المتقاعد ويسلي كلارك: "الحقيقة الحزينة هي انه اليوم وبعد عامين من اشتقاقه لهذا المصطلح اصبح لدينا محور جديد للشر. سياسات مالية تهدد مستقبلنا وخارجية تهدد امننا وداخلية تودي بحياة العائلات في النهاية". واضاف ان بوش "سينفق بلايين على الحرب في العراق وعلى برنامج الدفاع الصاروخي وعلى ارسال رائد فضاء للمريخ. ولكنه سينفق 120 مليوناً فقط على برنامج التدريب الخاص بالتوظيف. وهو ما يساوي 15 دولاراً فقط لكل عاطل اميركي. وهو لا يزيد على نفقات اجرة الحافلة لمركز التدريب والغذاء والقهوة".