اعتبرت"هيئة علماء المسلمين"أمس، أن الحوار الأميركي - الايراني المرتقب حول العراق موجه ضد"المقاومة العراقية"، متهماً طهران بالتورط في عمليات اغتيال استهدفت معارضين سنة. كما انتقدت الهيئة حكومة الجعفري التي اعتقل في عهدها أكثر من 36 ألف عراقي"معظمهم من السنة". وقال مسؤول العلاقات الخارجية في الهيئة عبد السلام الكبيسي في تصريحات الى"الحياة"إن هدف المحادثات بين الولاياتالمتحدة وايران خلال الأيام المقبلة،"الاتفاق والتعاون لضرب المقاومة العراقية التي تريد تحرير البلاد من الاحتلال"، موضحاً أن"الاميركيين يعلمون بالوجود الايراني في مدن البصرة والعمارة وبقية المناطق، لكن الأساس في الحوار بينهما هو التنسيق للجم المقاومة الوطنية في العراق". وأكد أن هناك دوراً ايرانياً في اغتيال معارضين سنة وفي التخطيط لتفجيرات، لافتاً الى أن ايرانياً حاول اغتياله قبل شهور. كما أشار الى دور ايراني في"افتعال"الفتنة الطائفية بين سنة العراق وشيعته. ووصف الكبيسي"مخطط الفتنة الطائفية"بأنه محاولة أخرى"لضرب المقاومة"، مشيراً الى أن"الخاسر الوحيد من اندلاع حرب طائفية في العراق هو المقاومة الوطنية". وحمل"الاحتلال الاميركي"والحكومة العراقية مسؤولية استفحال خطر العنف الطائفي، قائلاً إن الاميركيين سمحوا ببروز الميليشيات الشيعية المسلحة، لاعتقادهم بأن في امكانها القضاء على المقاومة، مشيراً في الوقت ذاته الى أن أعمال العنف الطائفي أبرزت دورها في عمليات الاغتيال. وفي خصوص العلاقات بين المرجعيات الدينية السنية والشيعية في ضوء تصاعد أعمال العنف الطائفي، أكد الكبيسي أن لقاء لندن قبل أيام بينه وبين مرجعيات شيعية لم يؤد الى نتيجة، لأن هذه المرجعيات لا تزال تدافع عن وجود"الاحتلال الأميركي". وأوضح:"نرى الآن أن أحزاباً اسلامية شيعية تسيطر على الحكم في العراق، لكنها غير مستعدة للتوحد مع الاسلاميين السنة لتحرير البلاد من الاحتلال وتحقيق الاستقرار والأمن، وهذا أمر غير مفهوم لدينا". وقال إن مؤتمر عمان في 22 الشهر الجاري سيجمع مرجعيات دينية شيعية وسنية، ويشكل بالتالي فرصة لوضع مبادرة لتحقيق المصالحة الطائفية في البلاد. وزاد:"قمنا بعشرات الزيارات الى المرجعيات الشيعية، لكننا لن نتلق أي استجابة"، مؤكداً أن الهيئة مستعدة للحوار دائماً ودعم المصالحة في البلاد. واعتبر أن المشكلة في مواقف المرجعيات الشيعية أنها تركز في اهتماماتها وجهودها على دعم المكونات السياسية الشيعية. وكشف أن زيارة رئيس الهيئة حارث الضاري الى موسكو أخيراً انتهت بتعهد روسي بلعب دور أكثر فاعلية لدعم استقرار البلاد، لافتاً الى أن روسيا يمكنها لعب هذا الدور لأن لديها صلات واسعة مع القوى العراقية المختلفة.